باكستان هدف سهل للاتهامات.. وأصابع الاتهام تتجه نحو «عسكر طيبة»

رئيس مخابرات باكستان إلى الهند للمشاركة في التحقيقات

ضابط من فرقة مكافحة الإرهاب الهندية يحتمي بسيارة أثناء مراقبته للمهاجمين في فندق تاج محل (أ.ب)
TT

من المعتقد ان باكستان تشكل حاليا بؤرة الارهاب الاسلامي، ما يجعل منها بنظر بعض المحللين هدفا سهلا للاتهامات، وقد لمحت الهند الى تورطها في اعتداءات مومباي، غير أنها تخوض هي ايضا حربا على القاعدة وتتعرض لاعتداءات دامية. ومعظم الهجمات أو محاولات الهجمات الارهابية التي نفذها ناشطون متطرفون في العالم منذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة، تعود خيوطها الى المناطق القبلية شمال غرب باكستان، حيث اعادت شبكة القاعدة وحركة طالبان الافغانية تشكيل قواهما بدعم من طالبان باكستان.

وكشفت مصادر هندية امس عن اعتقال 3 متشددين من منطقة مولتان في باكستان اعترفوا بانهم اعضاء في جماعة عسكر طيبة ومقرها باكستان. وأحد المعتقلين هو اجمل امير كمال، واخر اسمه أمير رضا كمال من منطقة مولتان، قالا للمحققين انهما قدما مع بقية المهاجمين على قوارب مطاطية بعد ان غادروا السفينة الأم التي نقلتهم من كراتشي الى منطقة ساسون القريبة من ميناء مومباي حيث توزعوا في مجموعات للهجوم. وأشارت الاستخبارات الهندية الى ان المهاجمين تدربوا على اساليب الكوماندوز البحرية في السيطرة على منصات النفط ومهاجمة الموانئ. وعثرت الشرطة الهندية على احد القوارب المطاطية التي نقلت المهاجمين الى شواطئ مومباي وبه هاتف متصل بالأقمار الصناعية وأجهزة جوال استخدمت في الاتصال بكراتشي قبل تنفيذ العملية. ونفت عسكر طيبة، اول من امس ان لها اي دور في الهجمات. وأنحى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ باللائمة في هجمات مومباي على جماعات متشددة تتخذ من دول مجاورة للهند مقرا لها. وقالت صحيفة هندو نقلا عن محققين في الشرطة لم تذكر اسماءهم، ان احد المتشددين الثلاثة من سكان فريدكوت في اقليم البنجاب بباكستان. واضافت قولها انه استنادا الى استجواب المشتبه فيهم يعتقد المحققون ان مجموعة او اكثر من ناشطي عسكر طيبة تركت كراتشي في سفينة تجارية في وقت مبكر أمس وقالت ان المجموعة وصلت شاطئ مومباي في زورق صغير ثم انقسمت الى فرق صغيرة لمهاجمة مواقع متعددة. واتهم وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي امس عناصر في باكستان بالوقوف خلف الاعتداءات في مومباي، على ما افادت وكالة برس تراست الهندية للانباء. وقال مخرجي في تصريحات اوردتها وكالة برس تراست انه «استنادا الى معلومات اولية، فان عناصر في باكستان مسؤولة» عن اعتداءات مومباي. واضاف الوزير انه «لا يمكن في الوقت الحاضر كشف» الدليل الذي يستند اليه هذا الاتهام. كذلك افاد ان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ سيتحدث الى الرئيس الافغاني آصف علي زرداري في وقت لاحق، على ما اوضحت الوكالة. وكان مسؤول عسكري كبير هو الجنرال ر. ك. هودا الذي يقود العملية ضد الاسلاميين في بومباي اعلن في وقت سابق ان منفذي الهجمات قدموا من باكستان. واحتجت اسلام اباد على الفور مؤكدة عدم ضلوعها اطلاقا في الاعتداءات.

من جهته قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي امس ان على الهند وباكستان التكاتف للتصدي لعدو مشترك وحث نيودلهي على عدم اقحام السياسة في هجمات مومباي التي وقعت يوم الاربعاء. وقال وزير الخارجية الباكستاني للصحافيين في بلدة اجمر الهندية: «لا تقحموا السياسة في هذه القضية. انها قضية جماعية. نحن نواجه عدوا مشتركا وعلينا ان نتكاتف لنهزم العدو».

الى ذلك قال مسؤول، إن باكستان وافقت امس على إرسال رئيس جهاز مخابراتها إلى الهند للمشاركة في التحقيقات في تفجيرات مومباي التي قتلت أكثر من 125 شخصا. وطلب رئيس الوزراء الهندي مونموهان سينغ من نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني إرسال رئيس المخابرات الجنرال أحمد شجاع باشا إلى الهند لتبادل بعض الأدلة والمعلومات حول الهجمات الإرهابية المميتة في مومباي. وقال زهيد بشير الناطق باسم رئيس الوزراء الباكستاني إن جيلاني التقى الرئيس آصف علي زرداري في وقت سابق من اليوم لمناقشة الطلب الباكستاني وقررا قبوله. وأضاف بشير «أن الهند أبلغت بالقرار وتمت مطالبتها بعمل الترتيبات لزيارة مبكرة لرئيس جهاز المخابرات «أي اس أي». ولطالما اتهمت الهند اسلام اباد بدعم او حتى توجيه المجموعات الاسلامية التي غالبا ما تنفذ اعتداءات على اراضيها تحت شعار المطالبة باستقلال كشمير الهندية او الدفاع عن الاقلية الاسلامية «المضطهدة»، على حد قولها من الغالبية الهندوسية. ورأى حسن عسكري، الاستاذ السابق في مدرسة جون هوبكينز للدراسات الدولية في واشنطن ان «ثمة ثلاثة اسباب كبرى تجعل من باكستان المشتبه به الاول على الساحة الدولية وهدفا سهلا للاتهامات». واوضح المحلل الباكستاني «انها اولا وسيلة سهلة للحكومة الهندية من اجل تفادي الانتقادات الموجهة الى الثغرات في عمل اجهزتها الامنية، كما انه معروف دوليا ان باكستان تؤوي مجموعات اسلامية مختلفة والقاعدة، ومن المعروف اخيرا ان باكستان استخدمت في الماضي حركات ارهابية بما يخدم سياستها في المنطقة».