ناج من الاعتداءات: ألقى نظرة واحدة عليّ.. ثم أمطر الطاولة كلها بالرصاص

رجل حصن نفسه في غرفته في الفندق ليومين وتلقى 5 آلاف رسالة دعم من العالم عبر هاتفه

TT

قصص كثيرة لايزال الناجون من اعتداءات مومباي الارهابية يروونها، ويخبرون عن اللحظات المرعبة التي عاشوها عندما تحولت ايام عطلتهم او عملهم الى كابوس.

ويروي الشاب البريطاني هارنيش باتل، 29 عاما، كيف هرب من موت محتم عندما دخل الارهابيون مقهى ليوبولد حيث كان متواجدا. وقال باتل، وهو قابع في سرير في مستشفى في الهند يتعافى من اصابات في صدره ورجله، لصحيفة «ستاندرد ايفنينغ» البريطانية: «لقد كنت محظوظا. الرجل ألقى نظرة واحدة عليّ، ثم أمطر الطاولة كلها بالرصاص، الكراسي والطاولات وكل شيء. لقد ترك الامر لعنانه. كان امرا لا يمكن تصوره». وأضاف: «لحسن الحظ، لم يبق اصبعه على الزناد، والا لكنت متّ بالتأكيد». وقال باتل، إنه لم يشعر الا «بوخز صغير»: «اعتقد انها كانت الصدمة، بدا الامر وكانه وخز صغير، عرفت انه أصابني في رجلي، وفكرت ان علي ألا أتحرك».

وتابع باتل يروي ان ناج آخر قال له ان يبقى هادئا، وقال: «لقد ربط رجلي بقطعة من القماش، لكي يوقف نزيف الدم». وأضاف انه عندما وصل الى المستشفى، رأى الجثث في كل مكان.

وباتل الذي يعيش في هونغ كونغ منذ عام تقريبا، كان في مومباي منذ شهر في رحلة حول الهند. وذهب الى مقهى ليوبولد مع صديق له من بريطانيا. وقال: «لقد كنت قد طلبت لتوي مشروبا، عندما دخل رجل مسلح، ورأيت الكأس يتفجر وبدأت بسماع أصوات أشبه بمفرقعات». وأضاف: «لم أر حتى أين كان يقف المسلح.. وفي مرحلة ما جميعنا ظننا انه غادر لأن المكان ساده هدوء بعد ان امطرنا بالرصاص. وبدأ البعض يحاول الفرار، إلا ان رجلا بقربي قال لي أن احافظ على هدوئي وألا افعل شيئا لأن المسلح قد يعود. وبعد خمس أو عشر دقائق عاد بالفعل. والرجل بالقرب مني كان وجهه مكسوا كليا... امرأة أخرى، استرالية، كانت تصرخ بقوة، بطريقة هستيرية». وعندما استلقى باتل على الارض، استطاع ان يرى المسلح بصورة أفضل، الا أنه لم يتذكر الا امرا واحدا: «كان هناك قميص ازرق ملفوف حول مسدسه، ربما لكي تحميه».

وروى محام بريطاني آخر للصحيفة نفسها، كيف نجا من الموت بعدما سجن نفسه في غرفة فندق اوبروي لمدة يومين. وقال مارك أبيل، 51 عاما، انه ملأ مغطس الحمام بالمياه، وتحضر للأسوأ، في وقت كان يسمع دوي طلقات النار والمتفجرات في أنحاء الفندق. وطوال فترة اختبائه في الغرفة، كان يتواصل أبيل مع العالم الخارجي من خلال هاتفه الجوال. والان بعد نجاته من الموت، يتحضر للعودة الى بلاده. وكان أبيل في رحلة عمل الى مومباي مع زميله كريستوفر جاكسون من شركة «فيلد فيشر ووترهاوس»، وهي شركة محاماة أوروبية. وليلة وقوع الاعتداءات، كان أبيل يتناول العشاء في مطعم الفندق، قندهار. وبعد تناوله الوجبة، توقف ليتمشى مع مجموعة من رجال الاعمال اليابانيين في ردهة الفندق، قبل العودة الى غرفته. وبعد لحظات بدأ يسمع دوي الرصاص. وقال: «كنت قد عدت لتوي الى غرفتي، وبدأت الغرفة بالاهتزاز. ظننت ان الزجاج سيتحطم». وأضاف ان احد اليابانيين الذين كان يتحدث معهم قتل في الردهة، والنادلة التي كانت تخدمه على العشاء قتلت أيضا. وتابع يروي: «أغلقت الغرفة بمتاريس، وملأت المغطس في الحمام بالمياه. لم أستطع النوم في السرير لانني اضطررت لاستعمال كل الاثاث لاغلاق الباب. كنت انام على الارض في زاوية الغرفة. لم نتمكن من استعمال هاتف الفندق لانه قيل لنا ان المسلحين يراقبون الخطوط. حاولت التفكير ايجابيا، وهذه هي الطريقة الوحيدة كي لا ينهار المرء». وقال انه كان يتواصل هو والاشخاص العالقين معه، مع العالم الخارجي عبر البلاك بيري التي كانت معه، وانه تلقى نحو خمسة آلاف رسالة الكترونية من انحاء العالم يقدمون له دعمهم.