حماس تمنع الحجاج الفلسطينيين من السفر بدعوى أنهم مسجلون في رام الله

مصر تحمل الحركة المسؤولية عن تكدسهم في غزة

TT

منعت شرطة الحكومة المقالة التابعة لحماس في قطاع غزة مئات الحجاج الفلسطينيين من مغادرة القطاع عبر معبر رفح الحدودي لأداء فريضة الحاج هذا العام، وذلك بحجة انهم مسجلون عن طريق اوقاف رام الله، وان الحجاج الذين سجلوا عن طريق أوقاف غزة، التابعة لحماس، لم يمنحوا التأشيرات اللازمة للسفر. وقال حجاج من غزة انهم منعوا بالقوة من الوصول الى معبر رفح بعد ان نشرت شرطة حماس عشرات الحواجز في الطريق الى رفح. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية ان «ميليشيات حماس اعتدت على الحجاج واصابت 13 منهم قرب معبر رفح في محاولة منها لمنعهم من مغادرة القطاع لأداء مناسك الحج». وذكر احد الحجاج الذين استطاعوا الوصول إلى معبر رفح طالبا عدم كشف هويته «رغم اكثر من ثمانية حواجز للشرطة والتفتيش الدقيق، تمكنا من الوصول الى معبر رفح عبر طرق التفافية». واضاف: «كان هناك وجود مكثف للشرطة وابلغونا ان المعبر مغلق، ولن يسمح لسفر الحجاج ما لم يسمح للحجاج المسجلين عن طريق وزارة الاوقاف في الحكومة المقالة من السفر». وتقول وزارة الداخلية المقالة، ان معبر رفح ما زال مغلقا، وإن ما تقوم به رام الله من ابلاغ المواطنين للتوجه للمعبر هو تغرير بهم. وقال إيهاب الغصين، الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية المقالة، ان ما تقوم به بعض وسائل الإعلام حول فتح معبر رفح «افتراءات وأكاذيب»، مؤكدا أن معبر رفح ما زال مغلقا وأن الجانب المصري لم يبلغ وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة بفتح المعبر. وأوضح الغصين أن ما تقوم به مقاطعة رام الله هي «محاولات للتغرير بالحجاج الذين سجلوا لدى أوقاف رام الله من خلال دعوتهم إلى التوجه لمعبر رفح للسفر هي محاولات للتغرير بهم وهي محاولات فاشلة، وذلك لكي تبدو أن الحكومة الشرعية بغزة هي التي تمنع الحجاج من السفر». وكان مصدر مصري قد أعلن عن فتح المعبر امام الحجاج المغادرين من غزة، وهو ما اكده حسين الشيخ مدير الارتباط المدني في الضفة الغربية. وتعود أصول المشكلة إلى اختلاف حكومتي رام الله والمقالة، على اختيار الحجاج، فبينما أجرت الحكومة في رام الله القرعة واختارت حجاج القطاع، أسوة بحجاج الضفة الغربية، قامت الحكومة المقالة بدورها بإجراء قرعة ثانية في القطاع، واختارت حجاجا آخرين من غزة، وهو ما أثار جدلاً كبيراً، واتهامات متبادلة بين الحكومتين حول من له الحق باختيار الحجاج. واتهمت الحكومة المقالة في غزة اوقاف رام الله بالتعدي على صلاحياتها واختيار حجاج القطاع عبر الهاتف، لمناكفة حكومة غزة. وتقول حكومة رام الله ان شرطة حماس اعتدت على شركات حج وبنوك، ومنعت تسجيل الحجاج بشكل رسمي. وترى أوقاف رام الله انها الجهة الشرعية المخولة بتحديد اسماء الحجاج، بينما ترى حماس ان ذلك يخصها في قطاع غزة. من جهة اخرى، قالت مصادر أمنية مصرية وشهود إن حركة حماس تعرقل وصول حجاج غزة لمعبر رفح، وإن سلطات معبر رفح الحدودي بانتظار دخول 3500 حاج مصرح لهم من رام الله بالتوجه إلى مكة، وأن حركة حماس تريد إرسال 2000 حاج آخرين لا يحملون تأشيرات دخول للأراضي السعودية. ومن جهتها، نفت وزارة الخارجية المصرية أمس «ما تردد عن منع مصر الحجاج الفلسطينيين من عبور معبر رفح للتوجه إلى الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج». وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الوزارة في تصريحات له أمس «إن هذا الأمر غير صحيح.. فمعبر رفح مفتوح من الجانب المصري ومستعد لاستقبال أي حاج فلسطيني يحمل تأشيرة دخول صالحة للمملكة العربية السعودية حيث سيتم إدخالهم إلى داخل مصر وتوصيلهم إلى منافذ دخولهم للأراضي السعودية».

وأضاف: «نحن نقدم تسهيلا جبارا في هذا الإطار»، معربا عن أسفه الشديد لوجود خلافات داخل قطاع غزة، وقال «إن حركة حماس تتلاعب بالمسائل، ولا تريد أن تسمح بعبور الحجاج الفلسطينيين الذين يرغبون في الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية مناسك الحج، فهذا أمر مؤسف للغاية ونعتقد أنه يؤذي كثيرا من سمعة حركة إسلامية».

وحول الغرض من منع حماس للحجاج الفلسطينيين من العبور قال المتحدث «أعتقد أن المسألة تدخل في إطار صراعاتها السياسية المتعددة والمتكررة (..) أعتقد أن المسألة ينبغي أن تتم مواجهتها بجدية، ويجب على الرأي العام أن يفهم الأسباب التي تدفع حركة سياسية لكي تتلاعب بهذه المسائل بالشكل الذي نراه».

وردا على سؤال حول إمكانية حدوث تكدس للحجاج الفلسطينيين على الجانب الفلسطيني، أكد المتحدث أنه «لا توجد على مصر أية مسؤولية في هذا الإطار، فالمعبر مفتوح من الجانب المصري، ونحن لا يمكن أن نبذل جهدا أكبر من هذا، ولا يمكن لأحد أن يطلب منا جهدا أكثر من ذلك».