رئيس اتحاد الكتاب المغاربة: نضالات المثقفين لا تقل أهمية عن نضالات السياسيين

عقار: أمد الانتقال الديمقراطي في البلاد طال

عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالرباط («الشرق الأوسط»)
TT

لم تخل كلمة عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع عشر للاتحاد بالرباط، الليلة قبل الماضية، من إشارات سياسية، فقد اعتبر أن أمد الانتقال الديمقراطي في المغرب طال، وقال إن نضالات المثقفين لا تقل أهمية عن نضالات السياسيين، في إحالة على المؤسسين والرواد الأوائل للاتحاد. ودعا عقار الجميع إلى جعل المؤتمر الحالي «فضاء لحوار معمق وشفاف مبني على أخلاقيات الحوار والمعرفة»، مشددا على أن تقييم مسيرة الاتحاد، ينبغي أن يكون منطلقا من الحاضر باعتباره هو المعيار.

وأوضح عقار، أن المؤتمر محطة لتقويم مسار الاتحاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك من خلال الاستناد إلى نظرة نقدية لا يأسرها الماضي بل تستشرف المستقبل، لأن «الرجوع إلى الماضي حنين، والحنين سجن»، على حد قوله. وعبر عقار عن اعتقاده بأنه من الأفضل الاشتغال والتفكير انطلاقا من الحاضر، مشيرا إلى ما يقوم به الاتحاد من مهام ومسؤوليات ضمن مشروعه الثقافي الهادف إلى إشاعة قيم الثقافة والفكر والحرية والنبل والإبداع الخلاق.

وذكر عقار أن الاتحاد بادر بإسماع صوت المثقفين المغاربة من خلال عضويته، كقوة اقتراحية، في المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

وقال عقار إن الاتحاد يشتغل باستقلالية تامة، ويمارس روحه النقدية، في مواكبته للمتغيرات والتحولات التي تشهدها البلاد، متتبعا لمسيرتها الديمقراطية، واعيا بمكامن التعثر، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن المغرب جرب انتقالا ديمقراطيا طال أمده.

وسلط عقار الأضواء على مواقف الاتحاد إزاء العديد من القضايا والملفات، ضمنها التضييق على الصحافة، وتدخل الدولة في بعض المجالات الثقافية، واستنكار استعمال العنف، والتنديد بالإرهاب. وذكر أن الاتحاد اتجه إلى توسيع دائرة الانفتاح على الأصوات والتجارب الإبداعية الجديدة، و«حقها المشروع ليس فقط في التداول، والحضور بل أيضا في تدبير الشأن الثقافي».

وقال عقار إن أمر الفن والثقافة، لا يقتصر فقط على المبدعين، بل يصبح شأنا اجتماعيا عاما، وعنصرا فعالا بإمكانه أن يحد من نزعات التطرف، مشيدا بغنى المغرب، غير المفصول عن عمقه الحضاري والثقافي والفكري، بروافده وثقافاته وأسئلته، مؤكدا دور الاتحاد في الإسهام في ترسيخ ثقافة متعددة ومتنوعة.

ولدى استعراضه لمسيرة الاتحاد من خلال رواده ومؤسسيه، أكد أن نضالات المثقفين لا تقل أهمية عن نضالات السياسيين، وألح على أن تكون منح الدولة مقابل مشاريع ثقافية فعلية، وأن تكون هناك متابعة ومحاسبة، «وهذا من صميم الحداثة». من جهته قدم عبد الرحيم العلام عضو المكتب المركزي للاتحاد في الجلسة الافتتاحية، ملخصات لبرقيات موجهة إلى المؤتمر من لدن كل من محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، وطه المتوكل رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين، بالإضافة إلى كلمات أخرى من الجمعيات الثقافية والفنية والحقوقية بالمغرب. وبعد انعقاد الجلسة الافتتاحية في مقر المكتبة الوطنية بالرباط، انتقل المؤتمرون إلى أحد فنادق العاصمة، لمواصلة أعمال المؤتمر في جلسات مغلقة.