«حرب مومباي» قد تغير المشهد السياسي الهندي

حصار المدينة تحول إلى ذخيرة سياسية في الانتخابات المقبلة

TT

بينما كان الجنود الهنود مستمرين في تمشيط فندق أبروي المحطم ظهر أحد الضيوف غير المرغوب فيهم على الرصيف الموازي للفندق: كان هذا الضيف هو ناريندرا مودي القومي الهندوسي وعضو حزب بهاراتيا جاناتا المعارض وأحد أكثر الأعضاء المثيرين للفتنة في الهند.

وقال أمام حشد من عدسات التلفزيون إن الحكومة المركزية فشلت في التعامل مع خطر الإرهاب المتنامي. كما علق على خطاب رئيس الوزراء ـ بعد يوم من الحادث ـ فقال: «إن البلاد تتوقع الكثير من رئيس الوزراء مانموهان سينغ لكن خطابه إلى الأمة كان مثيراً للإحباط». ويعد حضور مودي ـ الذي منع من دخول الولايات المتحدة بسبب انتهاكه للحريات الدينية ـ إشارة إلى كيفية تحول حصار فندق مومباي الذي استمر على مدار يومين إلى ذخيرة سياسية في الانتخابات الوطنية القادمة.

ففي أعقاب الهجمات التي شهدتها كبرى المدن الهندية هذا العام تعهد حزب بهاراتيا جاناتا ـ الذي يعرف بلقب بي جيه بي ـ بجعل الأمن الوطني قضيته الرئيسة. وقد أعطت هجمات الأسبوع الماضي المزيد من الزخم وتعزيز المواقف بالنسبة للحزب.وتجري الآن انتخابات في خمس ولايات بينما كانت انتخابات دلهي كبرى المدن الهندية قد بدأت يوم السبت، ويتوقع أن تجرى الانتخابات على الصعيد الوطني في الربيع المقبل.

ولقد مني حزب بهاراتيا جاناتا ـ الذي كان يقود حكومة ائتلافية ـ بخسارة ثقيلة منذ أربع سنوات، عندما أطاح به حزب المؤتمر الهندي الحاكم في الانتخابات العامة بسبب وقوع تفجيرين انتحاريين كبيرين خلال فترة حكمه، حيث وقع تفجير انتحاري في مبنى البرلمان في عام 2001، وتم اختطاف طائرة الخطوط الجوية الهندية إلى قندهار بأفغانستان عام 1999.

ويأمل سينغ وحزب المؤتمر في أن يكون الازدهار الاقتصادي وارتفاع معدل الرخاء في الفوز بالانتخابات العامة العام المقبل على الرغم من سلسلة التفجيرات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد في الشهور الأخيرة. ويشير يوجندرا ياداف ـ المحلل السياسي في مركز دراسات المجتمعات النامية في دلهي ـ إلى أن آمال حزب المؤتمر تبدو معقولة إلى حد كبير، حيث تشير الدراسات التي تناولت الانتخابات السابقة، إلى أن الشؤون الاقتصادية كانت العامل الأهم بالنسبة للناخب العادي. غير أن ياداف عاد ليعبر عن تشككه في استمرار البناء على النتائج السابقة بعد الاعتداءات الأخيرة. ففي ظل المشهد السياسي الحالي، يمكن للهوامش الصغيرة أن تشكل فوارق كبيرة، والتي كانت السبب في إشارته إلى أن التهديد الإرهابي يمكن أن يكون عاملا محوريا في الانتخابات المقبلة. وقد قال ـ لدحض المزاعم بضعف حكومته تجاه الأمن القومي ـ: «يجب على حكومة سينغ أن تقدم شيئا ملموساً وسريعاً»، فيجب على حزب المؤتمر أن ينظر إلى حزب المؤتمر على أنه يقدم شيئاً يتعامل بصورة مباشرة مع ما يراه الموطن العادي من أن البلاد تهاجم من الخارج وأنها تتعرض للعدوان». وفي يوم الجمعة الماضية، تصدر إعلان في الصفحات الأولى من عدد من الصحف في دلهي، يظهر الدم المتناثر على خلفية سوداء كتب عليها بحروف بارزة: «الإرهاب الوحشي يضرب كيفما شاء». وكتب أسفله «حاربوا الإرهاب.. صوتوا لـ بهاراتيا جاناتا». كما كانت هناك إعلانات أخرى جاءت كنداء من آتال بيهاري فاجباييه رئيس الوزراء الهندي السابق عن حزب بي جيه بي نعى فيه فقد الكثير من الأرواح وطالب «بضرورة انتخاب حكومة يمكنها محاربة كل صور الإرهاب».

ولم يضيع لال كريشنا أدفاني رئيس الحزب هو الآخر الفرصة السانحة لاتهام حكومة التحالف التي يقودها مانموهان سينغ «بانتهاج أساليب غير جادة» سمحت للمشتبه بهم بالإبحار إلى شواطئ مومباي وتنفيذ عمليات بالغة السوء. ورد كبيل سيبال ـ وهو أحد قدامى حزب المؤتمر ـ متهماً مودي بتقديم مصالح حزبه على مصالح البلاد ووصف إعلانات حزب بهاراتيا جاناتا بأنها «عار وطني» ولم يتناول سيبال في المقابلة الهاتفية التي أجريت معه مساء الجمعة الماضية ما إذا كان للعمليات الإرهابية الأخيرة ـ التي كانت الأعنف والأكثر إثارة للفزع ـ أي تأثير على توقعات حزبه في الانتخابات العامة القادمة، لكنه قال إن تلك الأحداث «لن تكون لها صلة».