باكستان: مقتل 8 في هجوم انتحاري وعدد ضحايا العنف في كراتشي يرتفع لـ32 شخصا

إغلاق المدارس ومحطات الوقود تحسبا للمزيد من المواجهات

TT

قال مسؤولون عسكريون في باكستان ان ثمانية اشخاص قتلوا امس في هجوم انتحاري استهدف نقطة تفتيش امنية في وادي سوات بشمال غربي البلاد. وكان مقاتلو القاعدة وطالبان قد كثفوا هجماتهم على القوات الامنية لاسيما في شمال غربي البلاد حيث تحاول السلطات القضاء على معاقل المسلحين التي ينسقون بها هجماتهم في باكستان وأفغانستان.

وقال مسؤول عسكري في وادي سوات لرويترز طلب عدم نشر اسمه «كان المهاجم يقود سيارة محملة بالمتفجرات. وفجر السيارة على بعد بضع مئات من الامتار أمام نقطة التفتيش». وأضاف المسؤول أن سبعة مدنيين تصادف مرورهم في ذلك الوقت لقوا حتفهم بالاضافة الى جندي. وكان مسؤول بشركة نقل باكستانية قد قال في وقت سابق امس ان اثنين من سائقي الشاحنات التي تنقل امدادات للقوات الغربية في افغانستان قتلا صباح امس في هجوم بالقنابل اليدوية والبنادق قرب مدينة بيشاور الباكستانية.

وقالت الشرطة ان الشاحنتين كانتا متوقفتين في محطة على اطراف بيشاور عندما اطلق متشددون قذائف صاروخية عليهما مما ادى الى اشتعال النار في احداهما. وقال محمد هارون وهو مسؤول في شركة الفيصل الخاصة التي تتولى شحن امدادات الى افغانستان لرويترز «بينما كان الحريق مشتعلا بدأ المهاجمون في اطلاق النار وقتل سائقان». وصعد المتشددون في باكستان هجماتهم على الامدادات التي تمر عبر ممر خيبر بشمال غربي باكستان وهو نقطة امداد مهمة للقوات الغربية في افغانستان.

وتقول وزارة الدفاع الاميركية ان الجيش الاميركي يرسل 75 بالمائة من الامدادات الى الحرب في أفغانستان عبر باكستان من بينها 40 بالمائة من الوقود الى قواته. وهناك طريقان رئيسيان فقط الى أفغانستان من ميناء كراتشي في باكستان أحدهما عبر ممر خيبر والآخر عبر بلدة شامان الى الجنوب الغربي وهي المدخل المؤدي الى مدينة قندهار جنوب أفغانستان.

وكانت السلطات الباكستانية قد أوقفت حركة الامدادات عبر ممر خيبر لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد ان خطف مسلحون 13 شاحنة تحمل امدادات للقوات الغربية.

ويأتي ذلك فيما قتل 32 شخصا على الاقل وأصيب العشرات بجروح في اعمال عنف بين احزاب سياسية متنافسة في كراتشي، اكبر مدن باكستان، بحسب ما افادت الشرطة المحلية امس.

وقال قائد شرطة كراتشي وسيم احمد «اكدنا تقارير بان 32 شخصا قتلوا منذ السبت في كراتشي»، مضيفا ان نحو 55 شخصا اصيبوا في اعمال العنف. واعطيت القوى الامنية الاذن باستخدام السلاح لقمع اعمال العنف بين انصار الحركة القومية المتحدة في الائتلاف الحاكم المتحدثين بلغة الاردو وبين قوميين من الباشتون يؤيدون حزب عوامي.

ونفى مسؤولون من الحزبين ضلوع اي من اعضاء الحزبين في اعمال الشغب. وصرح الميجور محمد علي المتحدث باسم القوات شبه العسكرية لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد نشرنا اكبر عدد من عناصر القوات شبه العسكرية في بلدة اورانغي التي تشهد اعمال عنف وأصبح الوضع الان تحت السيطرة». واضاف ان «قواتنا تقوم بدوريات وتتفقد الاحياء المتضررة وتساعد الشرطة في السيطرة على الوضع».

ورغم ان 800 من اعضاء القوات شبه العسكرية يقومون بدوريات، الا ان اطلاق النار المتفرق لا يزال يتواصل في انحاء مختلفة من كراتشي بعد ظهر أمس. وفي عطلة نهاية الاسبوع، اضرم منفذو اعمال الشغب النار في عدد من المتاجر والمنازل، حسب شهود عيان، فيما قال عدد من سكان بلدة اورانغي انهم لازموا منازلهم خوفا على سلامتهم.

واغلقت المدارس ومعظم محطات الوقود في المدينة خشية وقوع مزيد من الاضرار بعد ان اشعل منفذو اعمال الشغب النار في السيارات. وطلب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني من السلطات المحلية «التحرك بحزم» ضد مثيري الشغب. وتسببت المشاحنات بين انصار الحزبين في اعمال شغب في كراتشي في الماضي.