«الناتو» يتغلب على انقساماته مؤقتاً بالتخلي عن «خطة العمل» لجورجيا وأوكرانيا

وزراء خارجية «الناتو» يجتمعون للتأكيد على أهمية أفغانستان للتصدي للإرهاب

TT

تغلبت الدول الأعضاء في حلف الشمال الاطلسي «الناتو» على بعض الانقسامات الداخلية امس بقرار التخلي عن خطوة مهمة لتقريب جورجيا واوكرانيا من الانتماء للحلف الاطلسي. وجاء قرار عدم عرض «خطة العمل لعضوية» البلدين الراغبين في الحلف الاطلسي من أجل التركيز على القضايا التي توحد الحلف بدلاً من التركيز على الانقسامات التي طغت عليه بسبب اصرار واشنطن على عضوية البلدين ورفض حلفاء اوروبيين على رأسهم المانيا. وأكدت مصادر في «الناتو» لـ«الشرق الاوسط» هذا القرار عشية اجتماعات وزراء خارجية «الناتو» في بروكسل اليوم التي تستمر حتى ظهر يوم غد وتتناول قضايا عدة منها توسيع الحلف والأوضاع في افغانستان، بالاضافة الى تطوير العلاقات مع دول البحر المتوسط ودول مجلس التعاون الخليجي. ويعول «الناتو» على اجتماع وزراء خارجية «الناتو» مع دول «حوار البحر المتوسط» اليوم للتأكيد على روابط الحلف مع منطقة الشرق الاوسط. وكان الانقسام حول عضوية جورجيا واوكرانيا قد هيمن على قمة «الناتو» في بوخرست، وكانت القمة الاخيرة للرئيس الاميركي جورج بوش قبل انتهاء ولايته في يناير (كانون الثاني) المقبل. وينعقد اجتماع وزراء الخارجية بأجواء مختلفة عن قمة ابريل (نيسان) في بوخرست وواقع مختلف بالذات في العلاقات مع روسيا. بينما حضر فلاديمير بوتين قمة بوخرست، وعلق التعاون بين الناتو وروسيا من خلال تعليق اعمال مجلس «الناتو ـ الروسي» بسبب النزاع مع جورجيا في اغسطس (آب) الماضي. وبينما كانت جورجيا تشكو من محاولة روسيا فرض نفوذها على تبليسي، بات ذلك واقعا مع سيطرتها على اقليمي اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. ولفتت مصادر في «الناتو» امس الى ان العلاقات مع روسيا ستتصدر اعمال وزراء الخارجية وتأثير حرب اغسطس على العلاقات مع موسكو. وعلى الرغم من انه لم يعقد أي اجتماع رفيع المستوى مع موسكو منذ الحرب، إلا ان التعاون مع روسيا في مجالات مهمة للطرفين، مثل توصيل الامدادات لقوات التحالف في افغانستان مازال قائماً ولم يتأثر. وقال نائب امين عام «الناتو» كلاديو بيسونيرو أمس: «بالطبع هناك خلافات مع روسيا على قضايا أساسية مثل كوسوفو وجورجيا والدرع الصاروخي ولكن هناك مجالات للتعاون اساسية منها استقرار افغانستان ومكافحة الارهاب». وتعتبر المعارضة الروسية وضغوطها على دول اوروبية عاملاً اساسياً في تأجيل الحديث عن عضوية جورجيا واوكرانيا بالحلف. ولكن افادت مصادر دبلوماسية في «الناتو» بأن وزراء الخارجية سيؤكدون على قرارات قمة بوخرست التي اعلن في بيانها الختامي بأن جورجيا واوكرانيا ستنضمان للحلف ولكنها مسألة وقت. وفي الوقت نفسه، اكد عدد من الدبلوماسيين في «الناتو» الذين رفضوا ذكر اسمائهم بسبب حساسية الموضوع بأن كل الدول الأعضاء تتفق على عدم تأهيل جورجيا وأوكرانيا للانتماء الى الحلف. من جهة اخرى، من المتوقع ان تكون الاوضاع في افغانستان على رأس جدول اعمال وزراء الخارجية. ومن الملفت ان بحث قضية افغانستان في اروقة مقر «الناتو» في بروكسل اصبح مرتبطاً كليا بالحديث عن الاوضاع في باكستان، خاصة مع خلفية هجمات مومباي. ومن المرتقب ان تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى باكستان فور الانتهاء من اجتماعات «الناتو»، كما ان امين عام «الناتو» ياب هوب دي شيفر يستعد لزيارة المنطقة لتفقد الاوضاع عقب تفجيرات مومباي. وقال نائب أمين عام الحلف في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب امس: «افغانستان اهم عملية بالنسبة لنا وتشكل تحدياً اساسياً لنا.. وباكستان اللاعب الاقليمي الاساسي». ولفت الى ان الدول الأعضاء في الحلف «قلقة جداً بسبب الحدود بين افغانستان وباكستان، فأصبحت مأوى للمقاتلين للذهاب وإعادة التسليح والتجمع للقيام بهجمات في أفغانستان». وأضاف: «نريد من حكومة باكستان ان تلتزم بشكل اكثر فعالية بمعالجة هذه المشاكل». وتعقد دول «حوار المتوسط» اجتماعها الثالث على مستوى وزراء الخارجية اليوم مع وزراء خارجية الناتو. ومن الملفت انه سيحضر 3 وزراء خارجية من دول المتوسط فقط الاجتماع، وهم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ووزير خارجية المغرب، بينما يمثل الاردن وموريتانيا وتونس والجزائر سفراؤها في بروكسل. وقلل يسونيرو من شأن قلة التمثيل الوزاري لهذا الاجتماع، قائلاً: «انه نفس تمثيل العام الماضي، ما عدا عدم وجود وزير الخارجية الاردني بسبب ارتباطه بأعمال أخرى لملكه وحكومته». ويذكر انه لم تحدد أجندة محددة للاجتماع الذي من المتوقع ان يتناول قضايا الارهاب وعملية السلام في الشرق الاوسط وأفغانستان.