القوة الكورية الجنوبية تنهي مهمتها في العراق.. وقوة أميركية تحل محلها في أربيل

في احتفال رسمي بعاصمة إقليم كردستان حضره مسؤولون من بغداد والجيش الأميركي

جانب من الاحتفال بإنهاء مهمة القوة الكورية الجنوبية رسميا في أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

في احتفال أقيم في أربيل، أمس، أنهت كوريا الجنوبية رسميا مهمة قواتها المنتشرة في اقليم كردستان العراق، بعد اربع سنوات من مشاركتها في القوة المتعددة الجنسيات التي قادتها الولايات المتحدة وأطاحت بالنظام السابق في عام 2003.

وحضر الحفل مسؤولون من بغداد وأربيل وقادة أميركيون، وبدأ بالنشيد الوطني العراقي والكوري الجنوبي والاميركي. وتبع ذلك استعراض لقطاعات حرس اقليم كردستان والكوري الجنوبي في معسكر الزيتون مقر القوات الكورية غرب مدينة اربيل، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية. وتعرف القوة الكورية الجنوبية في اربيل بفرقة الزيتون، رمز السلام.

وأعلنت هيئة الاركان الكورية الجنوبية في وقت سابق أمس ان كوريا الجنوبية انهت رسميا انتشار قوتها في العراق الذي استمر اربع سنوات، وتعتزم إعادة آخر جنودها من هذا البلد قبل عيد الميلاد. وأوضحت هيئة الاركان أن حفلا سيجرى في مدينة أربيل العراقية لمناسبة انهاء العمليات في حضور قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال رايموند اوديرنو. لكن اللفتنانت جنرال لويد اوستن الرجل الثاني في قيادة القوات الاميركية في العراق، حضر بدلا عن اوديرنو.

وقال الجنرال باك سون وو قائد القوات الكورية الجنوبية في كلمة، ان «القوات الكورية ستقوم الاربعاء بإهداء جميع ممتلكات معسكر فرقة الزيتون الى حكومة اقليم كردستان العراق». وأكد «في 15 من الشهر سيغادر جميع الجنود الكوريين العراق وبحلول 20 منه يستكمل انسحابهم الى كوريا». وأشار قائد القوات الكورية الجنوبية الى ان 18 ألف جندي كوري جنوبي شاركوا في عملية إعادة الأمن والاستقرار وعمليات الاعمار في العراق.

بدوره، قال اللفتنانت اوستن في كلمة ألقاها خلال الاحتفال إن «الجنود الكوريين لهم خبرة وحققوا انجازات كبيرة وتثير الاعجاب وأدوا مهمتهم بصورة ناجحة». وأضاف اوستن «اليوم في هذه المراسم الوداعية نأمل النجاح للشعب العراقي بعد مغادرة هذه القوات».

بدوره، قال الفريق بابكر زيباري رئيس اركان الجيش العراقي إن «قوة اميركية ستأتي الى اقليم كردستان العراق بعد مغادرة القوات الكورية». وأضاف بعد انتهاء المراسم ان «جميع عناصر القوات المتعددة الجنسيات ستغادر العراق مع نهاية العام الحالي ما عدا القوات الاميركية». واكد ان «القوات العراقية اصبحت قادرة على تثبيت الوضع الامني في جميع مناطق البلاد».

من جانبه، قدم كريم سنجاري وزير داخلية الاقليم شكره للقوات الكورية الجنوبية على الخدمات التي قدمتها لمواطني الاقليم خلال فترة وجودها. وقال «لقد قمتم ببناء علاقات صداقة متينة مع شعبنا في اقليم كردستان ومع شعبنا العراقي، وما قمتم به من خدمات جليلة لشعبنا سيبقى في الذاكرة ولن ننساكم الى الأبد».

وانتشرت القوات الكورية الجنوبية في أربيل عام 2004 بعد انتشارها في الناصرية جنوب العراق وبدأت بتقديم الخدمات في اقليم كردستان العراق من خلال فتح مركز تدريبي ضم عددا من الاقسام منها الكومبيوتر وخدمات تصليح الأجهزة الكهربائية والمنزلية والسيارات وتعليم قيادة السيارات وصناعة المعجنات.

كما افتتح المعسكر مستشفى الزيتون واستفاد حوالي 88 ألف شخص من مواطني العراق من خدماته الصحية، وتم ارسال عشرين طفلا عراقيا الى كوريا الجنوبية لإجراء عمليات جراحية من التشوهات القلبية الولادية. وزودت كوريا الجنوبية مؤسسات الاقليم بأجهزة الكومبيوتر والسيارات وإرسال آلاف من موظفي حكومة الاقليم الى كوريا للمشاركة في الدورات المختلفة التي أقيمت لهم هناك. وكانت كوريا الجنوبية قد أرسلت 3600 جندي الى العراق في 2004، ومددت مهمة القوة اربع مرات، لكن عديدها خفض تدريجيا الى 650 جنديا. وساهمت القوة التي أرسلتها سيول الى مدينة أربيل في منطقة كردستان بشمال العراق، بشكل خاص في بناء 61 مدرسة و15 مركزا طبيا و87 منشأة للري.