المهاجمون حفظوا خرائط مومباي وشوارعها عبر برنامج «غوغل إيرث»

تلقوا تعليمات بحرق الفندقين والهرب وسط الزحام

TT

اكد نائب وزير الداخلية الهندي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» امس، ان جميع المهاجمين الذين نفذوا اعتداءات بومباي التي اسفرت عن 172 قتيلا بين الاربعاء والسبت، قد اتوا من باكستان المجاورة. وحول المسلح الذي تم القبض عليه أثناء أحداث مومباي، قالت أجهزة الأمن الهندية إنه اعترف خلال التحقيقات بأنه ينتمي إلى جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية التي تقاتل نيودلهي مطالبة باستقلال منطقة كشمير. وذكرت مصادر أمنية هندية أن المسلح اعترف بأنه طلب من المهاجمين أن يحفظوا خرائط مدينة مومباي وشوارعها في برنامج «غوغل إيرث» بحيث يتمكنوا من معرفة أهدافهم. وقال مفوض الشرطة المشترك، راكيش ماريا، إن المسلح المعتقل كشف أن المهاجمين كانوا يعتزمون ضرب المزيد من الأهداف في المدينة، التي سقط فيها 183 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، بينهم 23 أجنبياً بعد مواجهات استمرت لأكثر من 60 ساعة في مواقع أبرزها المركز اليهودي وفندق «تاج محل». وذكر ماريا أن المعتقل الذي كان قيل إنه باكستاني الجنسية يدعى أجمل قصب، كشف بأن «جماعة عسكر طيبة هي التي تقف خلف الهجمات»، مضيفاً أن المهاجمين ينتمون إلى الجناح الأكثر تشدداًَ في الجماعة.

وتابع المسؤول العسكري الهندي بالقول، إن كساب: «تلقى تدريباته في معسكرات جماعة عسكر طيبة بباكستان»، من دون أن يحدد الأهداف الإضافية التي كان المسلحون يعتزمون ضربها. وكشف محققون هنود امس ان متشددين شنوا هجمات في مومباي تلقوا تدريبات على مدى أشهر في باكستان مما زاد من التوترات بين الجارتين النوويتين حيث تصاعد تبادل الاتهامات في الداخل. وكشف المسلح المحتجز كساب ان المجموعة الارهابية تلقت تدريبا عاليا من ضابط سابق اسمه عبد الرحمن يعرف باسم «العم»، وتدربت المجموعة على سبع مراحل شملت استخدام الاسلحة وصناعة القنابل ورفع معدلات اللياقة البدنية والتدرب على اساليب اشبه بمشاة البحرية وتدريبات على اقتحام المدن. وكشفت مصادر استخباراتية ان المهاجمين تلقوا اتصالات هاتفية من كراتشي اثناء حصارهم لفندقي تاج محل واوبروي وناريمان هوس». واضافت ان المهاجمين تلقوا اتصالات اثناء العملية من داخل باكستان تأمرهم باشعال النيران في الفندقين والهرب في الزحمة مع الرهائن». واوضحت المصادر الاستخباراتية الى ان واقع السجلات يكشف ان الاتصالات الهاتفية جرت بين كراتشي ومظفر اباد مع شخصين احدهما اسمه عامر والآخر مزمل». وضمن العبارات التي كشفها المسلح كساب المعتقل لدى الشرطة الهندية تعليمات تقول «من اجل الله اقتلوا المزيد واهربوا». وقالت المصادر الاستخباراتية ان المهاجمين ذبحوا بعض الرهائن من اجل توفير طلقات الرصاص». كان مسؤولون أمنيون أميركيون من وحدة مكافحة الإرهاب قد أشاروا إلى أن هجمات مومباي «تحمل بصمات عسكر طيبة وجيش محمد»، وهو تنظيم ينشط أيضاً في كشمير، ويعتقد الخبراء بوجود صلات بينه وبين تنظيم القاعدة. وكانت نيودلهي تعتبر أن جماعة «عسكر طيبة» تنظيم مدعوم من الاستخبارات الباكستانية، وقد قامت إسلام آباد بحظر التنظيم عام 2002 تحت وطأة ضغوط مارستها واشنطن. وتعتبر الهجمات التي استهدفت افخم فندقين في مومباي ومعالم أخرى في المدينة التي يقطنها 18 مليون نسمة انتكاسة كبيرة لتحسن العلاقات بين الهند وباكستان. وقال محققان بارزان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما ان أدلة من استجواب اجمل امير كساب المسلح الوحيد من المهاجمين العشرة الذي قبض عليه حيا أظهرت بوضوح ان متشددين باكستانيين لهم يد في الهجوم. وتم تصوير المهاجم، 21 عاما، حليق الذقن الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة خلال الهجوم وهو يرتدي قميصا أسود يحمل علامة بيت الازياء فرساتشي.

وقال مسؤولون من الشرطة انه أشار الى أن فريقه تلقى أوامر من «قيادته في باكستان». وقال ضابط بارز آخر لرويترز تلقوا تدريبات على عدة مراحل شملت التدريب على استخدام السلاح وصنع القنابل واستراتيجيات النجاة والنجاة في البحر وحتى العادات الغذائية. واشتهرت جماعة عسكر طيبة بقتالها لحكم الهند لكشمير لكن ألقي عليها اللوم كذلك في هجوم على البرلمان الهندي عام 2001 كاد يدخل الدولتين النوويتين في حرب. ويقول خبراء أمنيون ان الجماعة كان لها صلة وثيقة بعملاء مخابرات بالجيش الباكستاني في الماضي غير ان الحكومة في اسلام آباد تصر على انها تحارب الجماعة وغيرها من المتشددين الاسلاميين المتمركزين في أراضيها. ولم تتهم نيودلهي الحكومة المدنية في باكستان بالتورط لكنها أبدت أحباطا شديدا من عدم تمكن جارتها أو عدم استعدادها لمنع المتشددين من استخدام اراضيها في شن هجمات على مدن هندية.