بعد هجمات مومباي.. جدل حول الإجراءات الأمنية في الفنادق الفاخرة

باتت مركز جاذبية للإرهابيين

سكان مومباي يقرأون رسائل تأبين لضحايا الهجمات علقت خارج فندق أوبروي أمس (أ.ف.ب)
TT

منذ عقود، تعد الفنادق الفخمة واحة ومقصد المسافرين في الدول النامية، وأماكن تجمع، وتلتقي النخبة المحلية بها، ليستمتعوا بتناول الوجبات غالية الثمن، والغطس في حمامات السباحة، والنوم في غرف نظيفة، وآمنة. إلا أن الهجمات الدموية التي تمت خلال الأسبوع الماضي على أكثر فندقين شهيرين بالهند، والتي أتت بعد مرور شهرين فقط على تفجير فندق ماريوت بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، تؤكد لنا إلى أي مدى أصبحت تلك الفنادق مراكز جاذبية للإرهابيين. والأسوأ من ذلك ما يقوله مديرو الفنادق، والخبراء الأمنيون بأنه لا يمكن فعل إلا القليل لإيقاف المسلحين شديدي التدريب على استخدام البنادق العسكرية الهجومية والقنابل اليدوية من شن الهجمات الإرهابية على غرار تلك التي تمت في فندقي أوبروي، وتاج محل، وخلفت وراءها العديد من الأشلاء، والجثث المتناثرة في كل مكان. وقال بي. آر. إس. أوبروي (رئيس مجموعة أوبروي) في مؤتمر صحافي نهاية الأسبوع الماضي، أنه قد أعطى توجيهات إلى جميع الفنادق التابعة لشركته بأن تزيد من الإجراءات الأمنية بها بعد حادث تفجير إسلام أباد. وبناء عليه، حظرت فنادق أوبروي على أي شخص إيقاف سيارته أمام الفندق، خشية أن تؤدي أي سيارة مفخخة إلى تدمير الواجهة الزجاجية المقابلة لردهة الفندق، وهو الخطر الذي يواجهه الكثير من الفنادق. إلا أن هذه الإجراءات الأمنية المضاعفة لم تردع المهاجمين الإرهابيين من دخول، أو اقتحام الفندق بأنفسهم. وفي هذا الصدد، تساءل أوبروي عما إذا كان بمقدور أي فندق الدفاع عن نفسه أمام مثل تلك النوعية من الهجوم. وقال أوبروي: «يتعين على السلطات مساعدتنا، وذلك عبر منع الهجمات من الحدوث على الإطلاق». أما في فندق تاج محل، فقد اتضح أنهم قد تلقوا تحذيرا بشأن الهجمات، وذلك حسبما أفاد أحد مسؤولي الحكومة الهندية. وقد أوضح وراتان تاتا رئيس الشركة المالكة للفندق في لقاء أجرته معه «سي إن إن» أن الفندق عمد إلى زيادة الإجراءات الأمنية بصورة مؤقتة، وذلك بعد أن تلقوا تحذيرا من احتمالية وقوع هجمات إرهابية على الفندق، إلا أنه عاد وأوضح أن هذه الإجراءات الأمنية تم تخفيفها قبل هجمات الأسبوع الماضي بفترة قليلة، كما أنه لم يكن بمقدورها منع المسلحين من اقتحام الفندق على هذا النحو. تجدر الإشارة إلى أن سلاسل الفنادق الأميركية لديها سياسات ضد مناقشة الاحتياطات الأمنية لديها، إلا أنها راقبت أحداث الحصار في مومباي عن كثب. وتقول فيفيان دويستشيل ـ الناطقة باسم شركة فندق ريتز كارلتون، إحدى الشركات التابعة لماريوت: «إننا لا نتحدث أبدا عن إجراءاتنا ومعاييرنا الأمنية، لأن ذلك من شأنه أن يعرضها للخطر، إلا أنني أعتقد أنه من المناسب قول إن ما حدث في مومباي سيعمل على إعادة تنشيط هذه الإجراءات». يُذكر أن هناك بعض الفنادق في آسيا اتجهت فعليا إلى اتخاذ المزيد من الاحتياطات الأمنية المحكمة، خاصة في تلك الدول التي شهدت مهاجمة الفنادق الغربية الفاخرة. ومثالاً على ذلك، يقوم حراس الأمن في فندق جراند حياة بجاكرتا، في إندونيسيا بفحص جميع المركبات، والشاحنات المتجهة إلى الفندق، بل إنهم أيضا يستخدمون مرايا للكشف على هياكل السيارات من أسفل لمعرفة إذا ما كانت تحتوي على قنبلة أم لا، وذلك قبيل السماح لها بالتوجه إلى الفندق. أما حقائب النزلاء، فيتم فتحها، وتفتيشها يدويا للبحث عن أي أشياء يُشتبه فيها، كما أنه يتعين على كل فرد المرور عبر الكاشف المعدني قبيل الدخول إلى الفندق. أما في المدن الكبرى بباكستان، والتي تم استهداف الفنادق بها من قبل، فقد أصبحت الإجراءات الأمنية الشديدة أكثر إحكاما وإتقانا منذ تفجير فندق ماريوت. فنزلاء الفندق يتعين عليهم المرور على نقطة تفتيش واحدة على الأقل، وفي بعض الأحيان عبر عدة نقاط تفتيشية، قبل التوجه إلى الفنادق، وتوجد عناصر الشرطة في بعض نقاط التفتيش هذه. ففي فندق سيرينا الفاخر بإسلام آباد، يتم إمطار من يرغبون في دخول الفندق بوابل من الأسئلة على غرار إلى أين أنتم ذاهبون، ومن ستقابلون؟ ويشير الخبراء الأمنيون إلى أن هذه المعايير ـ والأقل منها أيضا ـ سيكون من الصعب تنفيذها خارج الدول التي تعرضت فنادقها فعليا للاستهداف من قبل، حتى بعد أحداث مومباي.

* خدمة «نيويورك تايمز»