المرجعيات الشيعية توصي بعدم استخدام رموزها في الانتخابات المقبلة

أستاذ في الحوزة: المرجعيات تقليدية ولا تحبذ العمل السياسي

رجل يمر قرب جدار ألصقت عليه دعايات انتخابية في مدينة النجف أمس استعدادا لانتخابات مجالس المحافظات (إ.ب.أ)
TT

أكد مصدر مقرب من المرجع الديني الشيعي علي السيستاني ان «المرجع الأعلى ضد استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات». وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» ان المرجع «ينصح بعدم استخدام الرموز الدينية وصوره الشخصية من قبل الكيانات والمرشحين في الانتخابات القادمة». وكان موضوع الرموز الدينية قد شغل الجهات السياسية وسط اتهامات من جهات متعددة للأحزاب الدينية باستخدام اسم السيستاني وصوره في الانتخابات الماضية. وفي هذا السياق، قال أستاذ في الحوزة الدينية بالنجف «نحن نأمل أن تكون الانتخابات بعيده عن الشعارات الدينية الملمعة. ونتمنى أن تكون ملمعة بالحس الوطني، وألا تكون الرموز الدينية دعامة للمشروع السياسي في الانتخابات». وأضاف الشيخ نجران الخزعلي لـ«الشرق الأوسط» أن «الانتخابات والتصويت فيها أمر مشروع على المواطنين وعليهم اختيار الأشخاص الأكفاء الذين يطالبون بحق الشرائح الفقيرة والتي لم تلتفت إليها الكتل السياسية التي تمارس عملها في البرلمان»، مشيرا إلى أن يتوفر في الانتخابات شرطان: أن تكون بعيدة عن الشعارات الجوفاء والملمعة التي تجذب قلوب الناس، والشرط الثاني هو عدم تمثيل الرموز الدينية في الانتخابات وملء الجدران بصورهم»، مضيفا أن «من حق الجهات التي رشحت للانتخابات ان تبين نقاطها وعملها وبرامجها السياسية بعيدا عن تشويه المراجع الدينية، ومن حق القوائم المرشحة ان ترفع شعارات دينية رئيسية وأساسية، فان مثلتها بعد الفوز فهذا خير». أما الشيخ نعمة العبادي، وهو ايضا أستاذ بالحوزة الدينية في النجف، فقال ان «ما يسمى المرجعيات الكبرى بالعراق، وخصوصا مرجعية السيستاني في الأصل هي مرجعيات تقليدية ولا تحبذ العمل السياسي مطلقا ومثلت ظروف العراق طارئا كبيرا لها أقحمها قسرا في معتركه». وأضاف ان «المرجعية كانت وما زالت تحاول ألا تنغمس في الجزئيات كما أنها تحاول ألا تأسر وضعها خلف جهة سياسية مهما كانت لأنها تدرك العواقب».

وحول حث المرجعية للشعب على الانتخابات، قال العبادي ان «المرجعية مسموعة الصوت وحثها على الانتخابات نافع جدا». وحول رؤية المرجعية في الانتخابات، قال العبادي «لا يتسنى لأي أحد إنكار دور المرجعيات في عموم الحدث السياسي والانتخابات منها، وأنها قادرة على تغيير بوصلة الحدث إذا وضعت ثقلها في أمر ما.. مشيراً الى أن «إرشادها الآن متطابق مع رؤيتها للفقه السياسي حيث ترى مسألة الانتخابات هي نموذج السلطة الأمثل، ولذلك تحث عليها وتدفع الجميع للمشاركة بها وتراها السبيل الأمثل للحصول على الحقوق». الدكتور فاضل مهدي خضر، المرشح في انتخابات مجالس المحافظات، المقرر في نهاية يناير (كانون الثاني)، قال «أؤيد عدم استخدام أي رمز ديني في العملية الدعاية للانتخابات».

وأضاف «أنني شخصياً لن استخدمَ في برامجي الدعائية لا صورة ولا رمزاً ولا كلمة ولا تلميحاً إلى أي رمز ديني، وذلك من باب التزامي الشرعي». كما رحب المواطن جاسم علي بتوصيات المرجعية بعدم استخدام الرموز الدينية في الانتخابات القادمة. وقال إن «المرجعية استبقت قبل أن تحاول بعض الأحزاب الدينية اللعب على أوتار العواطف كما في الانتخابات السابقة، حيث استغل الدين لدفع الناخب إلى انتخاب بعض الأحزاب الدينية»، مضيفا أن «تأكيدات المرجعية جاءت لتساوي بين فرص كل الكيانات المشاركة بعرض برامجها السياسية في جو بعيد عن المزايدات الطائفية العاطفية». من جهتها، أكدت مديرة مكتب المفوضية المستقلة للانتخابات في النجف، بشرى الزاملي، «يوجد قانون صريح في المفوضية لا يجيز استخدام الرموز الدينية في الدعاية الانتخابية وخصوصاً المراجع الدينية». وأضافت «يجوز تعليق لافتات على الجوامع والحسينيات تتضمن الحث على توعية المواطنين للمشاركة في الانتخابات من قبل المراجع الدينية».