أمير الكويت يبلغ البرلمان عزمه تشكيل حكومة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية

الخرافي: الشيخ صباح أبلغني اختياره الشيخ ناصر المحمد لرئاسة الحكومة المقبلة

TT

أعلن رئيس البرلمان الكويتي، جاسم الخرافي، عن قبول أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد استقالة الحكومة، وتكليف الشيخ ناصر المحمد تشكيل حكومة جديدة، لاحتواء تداعيات الأزمة السياسية التي تشهدها الكويت بين الحكومة والبرلمان منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وجاءت تأكيدات الخرافي بعيد التقائه الشيخ صباح الأحمد ظهر أمس، ودون ترتيب مسبق للقاء بينهما، خلافا لما كان سائدا قبل ذلك، عبر تكليف أمير البلاد رئيس البرلمان نقل توجيهاته للنواب أثناء اللقاء البروتوكولي بينهما مطلع كل أسبوع، وهو ما أرجعه مراقبون لدخول البلاد في عطلة رسمية طوال الأسبوع المقبل، وعليه فمن المتعذر عقد أي لقاءات بروتوكولية خلالها. وأضاف الخرافي أن الشيخ صباح أكد له أنه «لن يحل مجلس الأمة (البرلمان)، وبناء على رسالة أمير البلاد سيتم إلغاء جلسة 16 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، كما لن يتم عقد أي جلسة لمجلس الأمة لحين تشكيل الحكومة الجديدة، والتي نأمل أن تشكل في أسرع وقت». ورغم أن الخرافي أكد اعتزام أمير البلاد قبول استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة في موعد أقصاه الشهر المقبل، عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي أمس برئاسة الشيخ ناصر المحمد، واتخذ خلاله عدة قرارات، مما يعني أن مرسوم قبول الاستقالة لم يصدر حتى مساء أمس، كون الحكومة الحالية لا تزال مكلفة تصريف العاجل من الأمور بحسب توجيه سابق من أمير البلاد، الذي فضل التريث في حسم قراره منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وكان من أهم ما انتهت إليه جلسة مجلس الوزراء أمس إقرار مسودة قانون سوق المال وإحالته للبرلمان تمهيدا لإقراره، وذلك تلبية لمطالب عدد من النواب والمختصين الذين يرون فيه مخرجا لحل الأزمة المالية التي يعانيها سوق الكويت للأوراق المالية، إضافة إلى اعتبار يوم الخميس المقبل عطلة رسمية لوقوعه بين نهاية عطلة الأضحى وبداية عطلة نهاية الأسبوع، إلى جانب تعيين عبد المحسن المزيدي وكيلا لوزارة المواصلات.

وعودة إلى الخرافي، فقد تقدم باسمه واسم أعضاء المجلس بالشكر الجزيل إلى أمير البلاد على ثقته وحرصه على الديمقراطية، وإتاحة الفرصة لأعضاء المجلس لمعالجة ما نتج من سلبيات، وبإعادة تشكيل الحكومة نأمل أن يكون هناك مجال لمعالجة السلبيات التي ظهرت من الحكومة المستقيلة، وعلينا جميعا التعاون، لأن الحكومة والمجلس وجهان لعملة واحدة، وعلينا أن نكون عند حسن ظن أمير البلاد، وأن نعمل لما فيه مصلحة الكويت واستقرارها، وأن نعينه على هذا التوجه». وكان رئيس البرلمان قد طلب في الواحدة ظهرا بحسب التوقيت المحلي، وقبل إدلائه بتصريحاته، عقد اجتماع مع النواب لأبلغهم فحوى رسالة أمير البلاد، والتي اشتملت على قبول استقالة الحكومة، وتكليف الشيخ ناصر المحمد تشكيل الحكومة الجديدة. ونيابيا، رأى النائب ناصر الصانع (الإخوان المسلمين) أن حسم موضوع استقالة الحكومة أمر ايجابي لفتح صفحة جديدة يتعاون فيها الجميع، ودعا الشيخ ناصر المحمد لاختيار فريق يكون بمستوى المسؤولية في تشكيل الحكومة الجديدة. أما النائب المعارض أحمد المليفي، فرأى أن «قرار استقالة الحكومة يملكه أمير البلاد، والحديث عن الحل غير الدستوري ليس له معنى، وعلينا العمل، وأخشى أن تكون الكويت أصابتها لعنة الفراعنة، لأننا نخرج من أزمة إلى أزمة أخرى، وعلينا أن نبحث عن مخرج لهذه اللعنة حتى تتقدم للبلد، كما يجب على أي حكومة أن تأتي ومعها الملف الأحمر الذي يحوي الخطة العامة وبرنامج عملها، ولا بد من التركيز على خطة التنمية، لأنها المخرج الوحيد لهذه البلاد، أما السير بدون خطة سيعيدنا إلى المربع الأول».