مشروع لتوحيد «كديما» و«العمل» لمجابهة الليكود في الانتخابات

الأحزاب العربية في إسرائيل تسعى للوحدة لكن جهودها تتعرقل لأسباب ذاتية

TT

رغم معارضة قائدي الحزبين، تسعى مجموعة من قوى السلام الإسرائيلية الى توحيد صفوف الحزبين الحاكمين، «كديما» برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي لفني، والعمل برئاسة وزير الدفاع ايهود باراك، في لائحة انتخابية واحدة تجابه الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وتتغلب عليه في الانتخابات المقررة ليوم 10 فبراير (شباط) المقبل. وطرح هذه المبادرة لأول مرة، الكاتب الصحافي ايتان هابر، الذي شغل منصب مدير عام ديوان رئيس الوزراء، في عهد اسحق رابين، فقال ان استطلاعات الرأي تشير الى ان هذين الحزبين سيخسران المعركة الانتخابية أمام الليكود. فهما ممزقان داخليا. والجمهور يمل عادة الأحزاب الانشقاقية. كلاهما يخسران يوميا المؤيدين والنشطاء، وإذا استمرا على هذه الحالة، هناك احتمال بأن يسقطا بعد الانتخابات تماما. ولذلك، فلا بد من توحيد صفوفهما. فهما يتمثلان حاليا في الكنيست بعدد كبير من النواب يساوي 48 نائبا (كديما 29 نائبا والعمل 19 نائبا). فإذا اتحدا في لائحة واحدة يمكنهما إشعال نار الحماس في المعركة الانتخابية وجرف الأصوات التي تحقق لهما المحافظة على قوتهما، مقابل 30 – 32 نائبا لليكود، ويكون ذلك انتصارا جبارا. أما إذا خاضا المعركة بقائمتين منفردتين، فإنهما لن يزيدا عن 35 نائبا (كديما 26 والعمل 7 ـ 8)، بينما سيستطيع الليكود مواصلة ارتفاعه، علما بأنه تحت قيادة أرييل شارون في سنة 2001 فاز بأربعين نائبا. من جهة ثانية تتعرقل محاولات توحيد صفوف الأحزاب العربية الوطنية في اسرائيل، في قائمة واحدة أو قائمتين، بغية منعها من التشتت وحرق عشرات ألوف الأصوات هباء.

يذكر أن هذه الأحزاب ممثلة اليوم في ثلاث قوائم ولديها عشرة نواب، على النحو التالي: القائمة الموحدة (وتضم ثلاثة أحزاب هي – الحركة الإسلامية ويمثلها إبراهيم العبد الله وعباس زكور، والحزب الديمقراطي العربي ويمثله طلب الصانع، والحركة العربية للتغيير ويمثلها أحمد الطيبي). وثانيا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ويمثلها النواب محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين (وهو شيوعي يهودي يؤيد السلام بين اسرائيل والعرب أجمعين والمساواة للمواطنين العرب في إسرائيل). وثالثا التجمع الوطني الديمقراطي، الذي تحالف في الانتخابات الأخيرة مع حزبين هما: الجبهة الوطنية بقيادة هاشم محاميد، والحزب القومي العربي بقيادة محمد حسن كنعان، ويمثله جمال زحالقة وواصل طه وسعيد نفاع. وانسلخ عن الحركة الإسلامية النائب عباس زكور، كما انسحب من التجمع محمد حسن كنعان وأقاما حزبا جديدا ينوي خوض الانتخابات بقائمة رابعة. ويخشى الوطنيون العرب من أن يؤدي هذا التفسخ الى سقوط حزبين على الأقل، حيث ان القائمة تحتاج للفوز بأصوات ما يعادل 2 في المائة من الناخبين حتى تتجاوز نسبة الحسم وتدخل في توزيع المقاعد البرلمانية.

لذلك راحوا يحاولون التفاوض للتحالف.

وتقدم التجمع والقائمة الموحدة بخطوات كبيرة الى الأمام في مفاوضاتهما. بينما فشلت أول جولة مفاوضات بين التجمع والجبهة، حيث رفض التجمع الحضور الى الجلسة لأن رئيس الجبهة محمد بركة لم يحضرها وأرسل رئيس كتلة الجبهة، حنا سويد والأمين العام للدجبهة، أيمن عودة، مكانه. فاعتبر التجمع هذه التركيبة غير جدية، بينما اعتبرت الجبهة هذا الموقف تهربا من الوحدة.