«معرض صنع في سورية» يحقق نجاحا رغم الجفاء السياسي بين القاهرة ودمشق

TT

بينما كانت القاعة الرئيسة في الجامعة العربية تشهد تلاسناً بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ونظيره السوري وليد المعلم، حول موقف البلدين من الفصائل الفلسطينية، وأيهما يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، كان الدفء الإنساني والاجتماعي يغلف العلاقات المصرية السورية في ساحة أرض المعارض بالقاهرة، حيث أقبل المصريون على منتجات أشقائهم السوريين، التي قدموها لهم في معرض «صنع في سورية» الذي يقام للمرة الثالثة خلال العام الحالي.

وبينما كانت الخلافات السياسية بين البلدين طافية على السطح عززتها التصريحات المصرية المنسوبة لمصدر مسؤول وصف فيها كلام سورية بأنه «مجرد مهاترات»، كانت المعروضات السورية «ليست مجرد كلام أو مهاترات»، كانت فقط مرتفعة الأسعار من وجهة نظر المشترين.

كان الأمر مشابها عند أحد تجار المفروشات المنزلية، لما حدث داخل أروقة الجامعة العربية، فالخلاف كان بالفعل حادا بين البائع السوري والمشتري المصري وإن كان الخلاف هذه المرة ماديا نظرا لارتفاع الأسعار.

وكانت العلاقات بين القاهرة ودمشق قد تراجعت بعد حرب لبنان عام 2006، وخطاب الرئيس السوري بشار الأسد وقتها الذي وصف فيه القادة العرب بـ«أنصاف الرجال»، بسبب انتقادهم لحزب الله على «تهوره» وإعطاء اسرائيل المبرر لشن الحرب على لبنان، ووقتها علق الرئيس المصري على التصريحات بالقول «أسأل الله الهداية لكل من تفلت أعصابه ويؤدي ذلك إلى انفلات لسانه»، ومنذ هذا التاريخ لم تعد العلاقات بين سورية ومصر إلى سابق عهدها. وقاطع الرئيس المصري مؤتمر القمة العربية الذي عُقِد بدمشق نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، وأثار انخفاض التمثيل المصري في تلك القمة تعليقات الكثير من الخبراء في الجانبين، كما كان محل اهتمام الدوائر الرسمية في البلدين، باعتباره علامة بارزة على استمرار تدهور العلاقات بينهما.

وحينها قال السفير سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية «إن العلاقات المصرية ـ السورية ليست في أحسن حالاتها، ليس فقط بسبب تجاهل الأزمة اللبنانية قبل وخلال القمة العربية وليس فقط لأن هناك مظاهرات تم تنظيمها أمام السفارة المصرية في دمشق، ولكن لأن هذه العلاقات لها أساس راسخ بين اخوة وأشقاء كانوا في وقت من الأوقات في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي دولة واحدة».

ويلتقي تصريح عواد، مع تصريح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قبل يومين الذي حمل ذات المعنى «العلاقات المصرية السورية ليست في أحسن حالاتها».

في معرض «صنع في سورية»، الحالي بالقاهرة.. بدا أن دمشق فضلت خطب ود القاهرة من خلال أكلاتها الشهية التي قُدمت في جانب من المعرض الذي شارك فيه 50 عارضا. وبددت مظاهر الإقبال الجماهيري على المعرض أي حديث عن خلافات بين البلدين؛ إذ بدت سيدات مصريات وشابات صغيرات السن مقبلات على الزواج مهتمات بمشاهدة ما سيقدمه المعرض من مفارش وملابس، وبدا أن الخلافات الوحيدة الموجودة هي السعر، إضافة إلى أن المصريين مشهور عنهم الفصال في الأسعار، حتى لو كان السعر منخفضا.

ويرى طارق ربيع مدير التسويق للمعرض السادس إن النجاح الكبير للمعرض في دوراته الأولى كان دافعا لتنظيم 3 دورات خلال عام واحد.

وحرص ربيع على التأكيد على عدم وجود خلافات بين البلدين، مشيرا إلى تنظيم المعرض نفسه ينفي تلك الخلافات. وقال: «لو كانت هناك مشاكل كان سيتم رفض المعرض، النقاط المشتركة أكثر من نقاط الخلاف. العلاقات التاريخية تكفي لإزالة أي سوء فهم». وتابع: «المعاملة جيدة من جانب المصريين وعندنا في سورية يقابلون بالمثل».