البحرية الإسرائيلية تمنع السفينة الليبية من الوصول إلى سواحل غزة

زعمت أن هناك احتمالا لتكون محملة بالسلاح والمستشارين الإيرانيين

فلسطينيون من غزة لجأوا الى الشاطىء منذ صباح امس في انتظار سفينة المساعدات الليبية, التي لم تصل بعد ان ردها سلاح البحرية الاسرائيلية على اعقابها امس (ا ب)
TT

في خضم ما يصفه الفلسطينيون بـ«انتفاضة السفن»، اعترضت الزوارق البحرية الإسرائيلية، امس، السفينة الليبية «المروة» ومنعتها من الوصول الى سواحل مدينة غزة واجبرتها على العودة الى ميناء العريش المصري القريب، وبررت اسرائيل هذا الموقف بان السفينة ربما تحمل على متنها سلاحا.

وتجري محاولات يقوم بها نواب عرب في الكنيست الاسرائيلي، للسماح للسفينة الليبية التي تحمل على متنها اطنانا من المساعدات الغذائية والطبية.

في غضون ذلك من ناحية ثانية من المتوقع أن تصل سواحل غزة يوم الجمعة المقبل باخرة قطرية محملة بالأدوية. ونقلت وسائل الاعلام الفلسطينية عن عبد الله النعمة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية قطر الخيرية قوله ان جمعيته تنوي إرسال سفينة رمزية محملة بطن واحد من الأدوية إلى غزة.

«والمروة» اذا ما رست في ميناء غزة ستكون أول سفينة عربية تكسر الحصار عن القطاع منذ حوالي عام ونصف العام. وقال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار ان الزوارق الحربية الاسرائيلية اجبرت سفينة «المروة» على العودة الى ميناء العريش المصري بعد أن استطاعت دخول المياه الإقليمية الفلسطينية في السادسة والثلث من صباح أمس. واضاف إنه تواصل مع طاقم السفينة، إلا انه بعد وصولها المياه الإقليمية شوشت عليها الزوارق الإسرائيلية لمدة ساعة ونصف الساعة مما أدى لانقطاع الاتصال، وأجبرتها بالقوة على التراجع للعريش. وأوضح الخضري أن السفينة الليبية حاولت مجدداً قبل ظهر أمس التوجه الى غزة، إلا أن الزوارق الحربية الإسرائيلية اعترضتها مرة اخرى. وأوضح أن منع السفينة الليبية «من دخول قطاع غزة واعتراض الزوارق الحربية الإسرائيلية لها، واستمرار الحصار هو بمثابة حكم بالإعدام على مليون ونصف المليون مواطن». وأشار الخضري إلى انه تجرى اتصالات دولية حثيثة حالياً لإعادة السفينة لغزة وإفراغ حمولتها التي تقدر بثلاثة آلاف طن من المساعدات للقطاع المحاصر منذ قرابة 17 شهراً. واكد الخضري أنه تجرى حالياً اتصالات حثيثة مع الكثير من الجهات لضمان السماح برسو السفينة أمام ساحل غزة. واوضحت مصادر فلسطينية أنه في حال لم يسمح للسفينة بالرسو قبالة سواحل غزة، فأنها قد تفرغ حمولتها في ميناء العريش على أن يتم ايصالها الى قطاع غزة براً عبر معبر رفح، أو أن تتجه الى ميناء لارنكا القبرصي لتقوم سفن صغيرة بنقل المعونات التي جلبتها السفينة. من ناحيتها أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية ان سلاح البحرية اعترض طريق السفينة، موضحة في بيان لها أنه لا يحق لاية دولة عربية تحويل المساعدات الانسانية الى قطاع غزة عن طريق اسرائيل. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها إنه تم اعتراض السفينة الليبية لانها من النوع الكبير، حيث أنه من الممكن أن تكون هذه السفينة قد تم تحميلها بالسلاح والذخيرة والوسائل القتالية، مشيرة الى أن حقيقة انطلاق هذه السفينة من ليبيا يبعث على الشك لدى الدوائر الأمنية الإسرائيلية. وأضافت المصادر أنه من الممكن أن يكون على متن السفينة مستشارون عسكريون إيرانيون لرفد المنظمات الفلسطينية بالمشورات في مجال «العمليات الإرهابية». واعتبرت حركة حماس إبحار السفينة الليبية «خطوة تحدي قوية وشجاعة.. تدل على الإحساس بالمسؤولية تجاه مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين تحت سمع وبصر العالم أجمع ولا يحرك أحد ساكنـًا. وفي بيان لها قالت حماس إن منع «احتلال للسفينة يؤكد الوجه الحقيقي الإجرامي لهذا المحتل الذي تعمل على تجميله كل مساحيق التفاوض والتطبيع والتنسيق الأمني الخطير»، على حد تعبير البيان. ودعت حماس طاقم السفينة الى تحدي الجيش الإسرائيلي ومحاولة الوصول الى ساحل غزة «لما لذلك التحدي والتصميم من بعد أخلاقي وإنساني وعربي وقانوني». وطالبت حماس القيادة المصرية بالعمل على فتح فوري لمعبر رفح وانهاء المعاناة المتفاقمة «ليس هناك أي عذر لإبقائ مغلقـًا لما يترتب على ذلك من جريمة سيسجلها التاريخ لكل من حاصر قطاع غزة».