أكثر من 100 دولة توقع معاهدة حظر القنابل العنقودية

بعد فشل مفاوضات جنيف بين الدول الكبرى للتخلص منها

TT

ساهم فشل كبار منتجي ومستخدمي القنابل العنقودية بمن فيهم الولايات المتحدة والصين وروسيا، في التوصل الى موقف موحد، بشأن تأييد اتفاقية تهدف للتخلص بشكل تدريجي، من بعض أنواع القنابل العنقودية خلال مفاوضات عقدت في جنيف منتصف الشهر الماضي، في جعل معاهدة دولية تحظر هذه الاسلحة بالكامل وقعها أكثر من 100 دولة في اوسلو في الثالث من ديسمبر البديل الوحيد المتاح، وهي معاهدة لحظر القنابل العنقودية التي أدت الى مقتل آلاف البشر أو بتر أطرافهم لكن القوى الكبرى المنتجة للسلاح بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين لم تنضم الى هذه العملية. ورغم امتناع هذه الدول وغيرها من القوى العسكرية، وقع المعاهدة 18 من الدول الست والعشرين الأعضاء في حلف شمال الاطلسي من بينها بريطانيا وفرنسا والمانيا. وقال ينس شتولتنبرغ، رئيس وزراء النرويج التي استضافت المراسم وهو أول من وقع المعاهدة «نحن نؤكد اليوم حظر القنابل العنقودية الى الأبد». وأضاف «هذه المعاهدة ستجعل الحياة في العالم أفضل وأكثر أمنا». وشارك في المؤتمر 125 دولة. وقال وزير الخارجية النرويجي، يوناس جار شتوير، في مؤتمر صحافي «اذا قلنا ان (عدد الدول الموقعة سيكون) أكثر أو أقل من مائة فستكون هذه بداية جيدة». وأضاف «نأمل ان توقع مزيد من الدول في الأيام والأسابيع والشهور والسنين القادمة».

وتحظر الاتفاقية الخاصة بالذخائر العنقودية التي وقعتها 107 دول في دبلن في مايو استخدام مثل هذه الاسلحة وانتاجها وتخزينها والاتجار فيها. ثماني سنوات وتطهير المناطق التي استخدمت فيها خلال عشر سنوات من تاريخ سريان مفعول المعاهدة الذي سيتحدد بمرور ستة أشهر على اكتمال تصديق 30 دولة على الاقل عليها. وينبغي للدول الموقعة ايضا ان تقدم المساعدة لضحايا القنابل العنقودية وأُسرهم والمجتمعات التي استخدمت فيها. وقال مسؤول ان النرويج وايرلندا والفاتيكان وسيراليون ستودع أوراق التصديق على المعاهدة عقب التوقيع عليها مباشرة. وبعد مراسم التوقيع في اوسلو ستودع المعاهدة لدى الامم المتحدة في نيويورك حيث يمكن لمزيد من الدول توقيعها. وصارت بلجيكا منذ مارس من العام الماضي اول دولة في العالم تجرم تمويل تصنيع القنابل الانشطارية، بعد ان سبق واتخذت قرارا سابقا وكان الاول من نوعه ايضا، يحظر انتاج واستخدام القنابل الانشطارية او مايطلق عليها البعض «العنقودية». ومن جانبه قال وزير الدفاع الهولندي فان ميدلكورب «يعلم الجميع انه سلاح مهول ومدمر، وبالنسبة لهولندا يعني تطبيق المعاهدة التخلي عن استخدام القنابل العنقودية التي تطلق من مقاتلات اف 16، وقد تخلت عنها هولندا طوعا في بداية هذا العام، إضافة إلى التي تستخدمها طائرات اباتشي العمودية». وتعتبر هذه المعاهدة حدثا تاريخيا لأنها المرة الاولى التي يتفق فيها على منع شامل للأسلحة العنقودية، كما حدث من قبل بصدد الأسلحة البيولوجية والكيماوية والألغام المضادة للافراد. بالإضافة إلى هذا، تعتبر المعاهدة أول معاهدة دولية يلتزم بها إلى جانب بعض الحكومات، النشطاء أيضا والمنظمات المساعدة ـ مثل منظمة الصليب الأحمر الدولي ـ التي لعبث دورا بارزا في التوصل إلى المعاهدة.