قراءات متباينة لزيارة عون لسورية وتصريحاته في دمشق

TT

قوبلت زيارة رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، العماد ميشال عون لدمشق والتصريحات التي أدلى بها، بردود فعل متباينة من جانبي الأكثرية والمعارضة. لكن الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود، قال امس: «ان زيارة عون لسورية مهمة جدا، باعتبار ان العلاقات اللبنانية ـ السورية يجب ان تكون دائما مميزة لما يجمع الشعبين والبلدين من صلات تاريخية».

من جهته، النائب سمير فرنجية (عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار)، قال ردا على سؤال اذاعي: «الزيارة رسالة متعددة الجوانب، فهي رسالة سورية الى رئيس الجمهورية عبر استقبال ميشال عون كرئيس دولة، ورسالة سورية الى الكنيسة المارونية، وهي نوع من الرد الانتقامي على بيان بكركي الشهير في سبتمبر (ايلول) العام 2000 الذي اطلق معركة الاستقلال الثانية، وهي رسالة سورية الى المجتمعين العربي والدولي بأن سورية لا تزال تحتفظ بنفوذ في لبنان». واضاف: «بتقديري ان الزيارة لسورية هي رسالة للداخل السوري موجهة الى المسيحيين السوريين عشية قيام المحكمة الدولية بضرورة التضامن مع النظام. وتابع فرنجية: «هناك شيء مزعج ادبيا هو مسألة الطلب من اللبنانيين الاعتذار اولا من سورية، بتقديري العماد عون ادى ما هو مطلوب منه ويمكننا ان نقول انه بدأ حياته السياسية بمخاصمة سورية ويبدو انه ينهيها بمخاصمة اللبنانيين».

ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني، ان زيارة عون لسورية «تظهر ان هناك من يحاول تهميش المرجعيات المسيحية اللبنانية سواء المرجعية المسيحية السياسية المتمثلة برئيس الجمهورية او المرجعية المسيحية الكنسية المتمثلة بالبطريرك نصر الله بطرس صفير، والا كيف نفسر هذا الاستقبال الكبير، وهذا التوقيت لزيارة النائب ميشال عون لسورية، كما كان توقيت النائب عون زيارته ايران. والتوقيتان كانا متلازمين مع زيارات لرئيس الجمهورية خارج لبنان، كإن يحاول وما يزال من خلال زياراته للبلدان وضع لبنان على الساحة العالمية، وارجاع لبنان دولة ذات سيادة ودولة لديها ممثل للجميع هو رئيس الجمهورية».

وقال: «هناك اسئلة عديدة تطرح خاصة في موضوع المشاكل العالقة بين لبنان وسورية، وما هي مكانتها في هذه الزيارة، فما رأيناه في موضوع المعتقلين او المفقودين تم التخلي عن هذا الموضوع من قبل العماد عون الى اللجان، بينما عون بنفسه في المجلس النيابي قال اذا كانت هناك مشكلة حول مفقودين او معتقلين».

ولاحظ مفتي جبل لبنان الشيخ، محمد علي الجوزو، أن عون «يرفض الصلح مع اللبنانيين ويصالح السوريين، ويذهب إليهم ليطوي صفحة الماضي نهائيا. بينما يصر على عدم طي الصفحة مع المسيحيين في لبنان ويصر على شق الصف المسيحي». وسأل «أين الوطن وأين مصلحة الوطن وأين دماء أبنائه التي أهدرت بغزارة لتذهب دفعة واحدة ويزحف إلى دمشق ليقول لنا الآن انتهت معركة التحرير وأصبحنا أصدقاء وحلفاء لمن احتل لبنان 30 سنة وقتل من قتل من أهله وأغتال من أغتال من زعمائه المسيحيين والمسلمين». وقال: «هل هذا من اجل المال الإيراني، أم من اجل الكرسي الرئاسي، أم الانتخابات النيابية؟ الغاية تبرر الوسيلة».

وختم: «مع النظام السوري خصومة وليست عداوة ومع المسيحيين في لبنان عداومة وخصومة وكراهية فكيف بالمسلمين السنة وقادتهم وزعمائهم. النظام السوري طوى ملف الجنرال وبرأ ساحته والجنرال برأ النظام السوري وعفا الله عما مضى».