الجيش الإسرائيلي يجلي المستوطنين بالقوة من عمارة الرجبي في الخليل

صاحب المنزل: أنا مطمئن وسأعود إلى منزلي.. والمستوطنون يردون بالعنف وبإغلاق القدس

عناصر من الجيش الاسرائيلي يجلون أحد المستوطنين من منزل فلسطيني بالخليل أمس (إ.ب.أ)
TT

أخلت قوات الشرطة والجيش وحرس الحدود الاسرائيلية، أمس، عمارة الرجبي في الخليل بالقوة من المستوطنين اليهود. وعلى الرغم من ان اسرائيل لم تعد العمارة الى صاحبها الفلسطيني، فقد رد المستوطنون على الاخلاء بعنف دام، فاعتدوا على الفلسطينيين في عدة مواقع، وأصابوا مواطنين فلسطينيين بالرصاص في الخليل. واعتدوا حتى على رجال الشرطة الاسرائيليين. وزاد عدد الجرحى عن 30، منهم 18 مستوطنا و10 فلسطينيين وجنديين اسرائيليين.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، قد حاول حتى اللحظة الأخيرة منع الإخلاء بالقوة والتفاهم معهم حول معالجة ادعاءاتهم بأنهم اشتروا العمارة بمليون دولار من أصحابه الفلسطينيين. فالتقى عدة مرات مع قادة أحزاب اليمين وحركات المستوطنين، داعيا اياهم الى إقناع الشبان المحتلين للعمارة بأن يغادروا بأنفسهم، قائلا لهم انه لا يستطيع إلا أن ينفذ قرار محكمة العدل العليا، القاضي بإجلاء المستوطنين بعد أن تبين ان وثائق امتلاكه بمليون دولار ما هي إلا أوراق مزيفة.

وفي الأيام الأخيرة، عرض باراك اقتراحا يعتبر «كريماً» بشكل خاص مع المستوطنين، حيث اقترح أن يغادروا البيت من جهتهم، وهو من جهته يحتفظ بالبيت بأيدي الجيش ويغلقه بالشمع الأحمر ولا يعيده لأصحابه الفلسطينيين، بانتظار انتهاء البت قضائيا في ملكية العمارة. ولكنهم رفضوا أية تسوية تقضي بالخروج من العمارة. وكان آخر اجتماع معهم، صباح أمس، حيث منحهم ساعتين ليبتوا في اقتراحه، فطلبوا منحهم 24 ساعة. وبانتهاء مهلة الساعتين، سارعت قوات حرس الحدود الخاصة الى احتلال العمارة بقوات إنزال جوية وباقتحام الأبواب والشبابيك. وفي غضون ساعة واحدة، وجد المستوطنون أنفسهم خارج العمارة من دون أن يتمكنوا من استخدام الأسلحة «البيضاء» التي احتفظوا بها. وتبين انهم كانوا مستعدين لرش ماء نار وحوامض كيماوية أخرى حارقة على الجنود، فضلا عن السكاكين والماء الساخن. ورد المستوطنون المذهولون على هذا الإخلاء بسلسلة اعتداءات دامية على فلسطينيي الخليل، فحطموا نوافذ عشرات البيوت والسيارات. وضربوا كل مَنْ واجههم. وأطلقوا الرصاص على عائلة فأصابوا مسنا في السبعين من العمر برصاصة في يده وابنه برصاصة في بطنه. وانتشر مستوطنون آخرون في عدة مواقع من الضفة الغربية لتنفيذ اعتداءات مشابهة، وأعادوا احتلال عمارة فلسطينية في الخليل كان الجيش قد أجلاهم منها في الشهر الماضي. وأغلقوا مداخل مدينة القدس من جهة أريحا ومن جهة تل أبيب وتسببوا في اختناقات مرورية كبيرة. واعتدوا على رجال الشرطة اليهود وأصابوا ضابطا بجراح متوسطة، عندما بطحوه أرضا وراحوا يرفسون رأسه بقسوة. وأخذوا يشتمون الجنود وينعتونهم بالنازيين. ووعدوا بالعودة لاحتلال هذه العمارة من جديد في وقت قريب. ويقول المستوطنون إنهم يملكون منزل الرجبي المؤلف من اربع طبقات، إلا ان فايز الرجبي، صاحب المنزل، طعن أمام المحكمة العليا الاسرائيلية بالاوراق، وقال انها مزورة فاتخذت المحكمة قرارا باجلاء المستوطنين لحين ان تبت محكمة اقل صلاحية في ملكية هذا المنزل. وقال الرجبي لـ«الشرق الاوسط» إن وضع الجيش يده على المنزل مؤقتاً افضل بكثير من ان يبقى بيد المستوطنين الذين يروِّعون اهل المنطقة». وابدى الرجبي ثقة بالقرار المنتظر من المحكمة المركزية حول ملكية البيت. واضاف «انا مطمئن جداً، وأوراقهم مزورة وانا استعد في أي لحظة للعودة الى منزلي بعد حوالي عامين».