الاتحاد الأوروبي يؤجل رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل

بسبب أوضاع غزة.. واعتراضات جمعيات حقوقية وفلسطينية

TT

قرر البرلمان الاوروبي امس تأجيل التصويت على اقتراح قدمه مجلس اوروبا للموافقة على البروتوكول الخاص بتعزيز علاقات الاتحاد الاوروبي مع اسرائيل، وذلك كرسالة من البرلمان الاوروبي يعرب فيها عن عدم رضاه عن استمرار اسرائيل بتجاهل الاتفاقيات الموقعة في الماضي، خاصة ما يتعلق باحترام حقوق الانسان والقانون الدولي.

وكان من المتوقع ان يصوت البرلمان الأوروبي، أمس، على بروتوكول رفع مستوى علاقات الاتحاد الاوروبي مع اسرائيل في مجالات عدة، منها الابحاث والتجارب العلمية والمشاريع الثقافية وغيرها ضمن اتفاقيات الشراكة والجوار الاورومتوسطي التي وضعها الاتحاد الاوروبي منذ عدة سنوات مع دول المتوسط، والتي تحقق لإسرائيل الحصولَ على شبه عضوية في التكتل الأوروبي. وتقرر تأجيل البحث الى موعد لاحق يتقرر مطلع السنة المقبلة.

يذكر ان الحكومة الاسرائيلية ومجموعات ضغط يهودية اوروبية قامت بحملة واسعة من اجل إقرار هذه الاتفاقية قبل نهاية العام، وذلك لرفع مستوى العلاقات الحالي، في حين قامت عدة مؤسسات حقوقية أوروبية وفلسطينية بعدة خطوات من اجل منع هذا الإقرار بسبب استمرار اسرائيل بخرق الاتفاقيات الموقعة واستمرار انتهاكها لمواثيق حقوق الانسان داخل اسرائيل وأيضا في المناطق الفلسطينية المحتلة. وكان حصار غزة والمعاناة التي يعانيها الفلسطينيون في قطاع غزة، قضية مركزية في هذه الحملة. وعقبت لويزا مورغنتيني، نائبة رئيس البرلمان الاوروبي واحدى الداعمات للقضية الفلسطينية في البرلمان، على هذا التأجيل، فقالت: «إن قرار البرلمان اليوم هو رسالة الى اسرائيل، إذ انه لا يعقل ان تواصل انتهاكاتها لحقوق الانسان في فلسطين، في حين تنعم بعلاقات حسنة مع الاتحاد الاوروبي».

ونقل بيان أوروبي تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منه، عن رئيس مجموعة اليسار الاوروبي داخل البرلمان، فرانسيس فورتز قوله: «نحن نؤيد تفعيل العلاقات مع اسرائيل ولكن في الوقت نفسه نعتبر ان هذا الامر مرتبط بموقف اسرائيل من عملية السلام، وخاصة في أعقاب ما جرى الاتفاق عليه في انابوليس، وزيارة الوفد البرلماني الاوروبي الى الاراضي الفلسطينية في يونيو (حزيران) الماضي، وتعرفه على حقيقة الأوضاع». وقال «تبقى الموافقة على هذا الاقتراح مرهونة بتطوير العلاقات، والى ان نتلقى اشارات ايجابية من اسرائيل، حول نتائج ملموسة على أرض الواقع».

وفي تعليق على القرار، قال محمد زيدان، مدير المؤسسة العربية لحقوق الانسان في إسرائيل، وهي المنظمة التي تنشط كثيراً في مجال تعريف الأوروبيين على خرق حقوق الانسان الفلسطيني بأيدي اسرائيل: «يعبر هذا القرار عن بارقة امل بأن يتحرك الضمير العالمي والاوروبي تجاه قضايا حقوق الانسان الفلسطيني، اضافة الى انه يأتي ثمرة جهود متضافرة لمنظمات فلسطينية واوروبية مع دعم من اعضاء في البرلمان الاوروبي قاموا بالكثير من الخطوات لوضع الاتحاد الاوروبي ومؤسساته أمام التزاماتهم في مجال حقوق الانسان».