في خطوة من شأنها احراج حركة حماس، أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها لنقل حجاج القطاع، بالطائرات الى المملكة العربية السعودية، اذا ما سمحت لهم حماس بالخروج من غزة. واستمر أمس تبادل الاتهامات، بين رام الله وغزة، حول المسؤول عن حرمان حجاج غزة من اداء فريضة الحج لهذا العام.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، استعداد حكومته لنقل حجاج قطاع غزة جواً، على نفقة الحكومة، في حال سمحت لهم حماس بمغادرة معبر رفح. بعد ساعات من إعلان السلطة رسميا فشل موسم الحج في غزة. وقال وزير الشؤون الاجتماعية، محمود الهباش، «ان السفر من قطاع غزة إلى الديار المقدسة، يحتاج أربعة أيام براً، ولهذا فإن حجاج قطاع غزة لن يتمكنوا هذا العام من تأدية فريضة الحج بسبب منع حركة حماس سفرهم عبر معبر رفح، ولأنه أصبح لا مجال لأن يصلوا السعودية في الوقت المناسب».
وقال الهباش في مؤتمر صحافي عقده أمس، في مقر الرئاسة برام الله «إن حماس تحاول خلق إشكاليات ومشاكل بين شقي الوطن، بمنعها حجاج غزة من المغادرة، بينما حجاج الضفة وصلوا مكة المكرمة»، وأضاف «أن مصادرة الحق الديني للناس بلا مبرر، والعبث بحقوقهم التي أقرتها الكتب السماوية، يعتبر جريمة إنسانية ودينية».
وفي غزة، حملت الحكومة المقالة، السلطة، المسؤولية كاملةً عن تعطيل خروج حجاج القطاع، مهيبةً بالمملكة العربية السعودية باستصدار مكرمة ملكية لحجيج غزة، الذين ما زال الأمل يحدوهم.
واعتبر الدكتور طالب أبو شعر وزير الأوقاف في حكومة اسماعلية المقالة، ان اقتراح رئيس حكومة تسيير الاعمال الدكتور سلام فياض، بنقل حجاج قطاع غزة في طائرة لأداء مناسك حج وصفة لإشعال نار الفتنة. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال أبو شعر إن فياض يقصد تمكين الحجاج الذين تم تسجيلهم مع حكومة رام الله وتجاهل الحجاج الذين فازوا بالقرعة الشرعية، والذين تم فرز اسمائهم منذ خمسة أشهر. وتوقع أبو شعر أن يتحرك الحجاج الذين «خطط فياض لمنعهم من اداء الحج لمنع الحجاج الآخرين من التوجه للحج، مما يثير فتنة، وهذا ما لا تقبل به الحكومة الشرعية»، على حد تعبيره. كما رد ايهاب الغصين الناطق باسم الداخلية المقالة، على تصريحات الهباش باتهامه بالكذب، وقال ان حكومته (المقالة) بذلت جهودا حثيثة، من أجل النأي بهذا الموسم عن المناكفات السياسية، متهما حكومة الضفة الغربية بأنها هي من ماطل وتهرب ووضع العقبات أمام كل الجهود التي بذلت لتوحيد الموسم.