أمين بغداد يحلم بتحويل مدينة الصدر إلى «أجمل» أحياء العاصمة خلال 10 سنوات

أحد سكان الحي: سأمنح العيساوي مهلة ألف سنة

TT

يحلم صابر العيساوي أمين بغداد بتحويل مدينة الصدر، الضاحية الفقيرة والمكتظة بالسكان، الى أرقى أحياء في غضون عقد من الزمن عبر استثمارات ضخمة. ويقول العيساوي «سترون بأعينكم ان هذا الحلم سيتحول الى حقيقة واقعة وستصبح مدينة الصدر افضل وأجمل احياء بغداد». وقبل الهجوم الاميركي ـ العراقي المشترك في الربيع الماضي، كانت الضاحية الشيعية تخضع لسيطرة جيش المهدي بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر. وكانت عناصر الميليشيا المقدرة أعدادهم بنحو ستين الفاً يطلقون الصواريخ والقذائف على المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد حيث مقر السفارة الاميركية والحكومة العراقية. ويؤكد امين بغداد المهندس البالغ من العمر 40 عاما ويشغل هذا المنصب منذ عام 2005 لوكالة الصحافة الفرنسية تخصيص ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار لفترة تمتد عشر سنوات سيعمل خلالها على تعديل جذري لمنظر الضاحية التي تتصف بالبؤس منذ تشييدها عام 1959. وأطلق على المنطقة المخصصة لإسكان فقراء الشيعة الآتين من الارياف، وخصوصا من محافظة ميسان الجنوبية بحثا عن العمل تسمية «مدينة الثورة» في اول الامر، لكن الاسم تغير الى «مدينة صدام» بعد تسلم الرئيس السابق صدام حسين السلطة. لكن السكان قرروا في أعقاب الاجتياح الاميركي عام 2003 تسميتها «مدينة الصدر» تيمناً بوالد مقتدى، الامام محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999.

ويسعى العيساوي حامل شهادة الدكتواره في الزراعة الى مضاعفة كميات مياه الشرب التي يفتقد اليها السكان بشدة وبناء خطين من قطار الأنفاق (المترو) وتخصيص مساحات خضراء، بالاضافة الى عدد من الحدائق. لكن حماسته تصطدم بعدم مبالاة السكان الذين لا يرون إلا المباني المخترقة بالرصاص وواجهات المحلات المحطمة والأرصفة والطرق المدمرة بفعل اربع سنوات من المعارك والاشتباكات. ويقول ابو حيدر، أحد تجار المنطقة بمرارة وأسى واضحين، «في اي سنة نحن الآن؟ 2008؟ يجب الانتظار الى عام 3008، سأمنحه مهلة الف سنة». من جهته، يقول ابو عمار الذي يعمل نجارا بشكل تهكمي «تصلنا الكهرباء ولدينا ما يكفي من الوقود هذه الايام مع اقتراب الانتخابات»، في اشارة الى انتخابات مجالس المحافظات المتوقع اجراؤها في 31 يناير (كانون الثاني) المقبل. وينوي العيساوي تشييد 30 الف شقة سكنية في مبان على تخوم مدينة الصدر ومن ثم تدمير مساكن الذين سيقيمون فيها. إلا ان جلال الصرخي المسؤول في التيار الصدري يرفض فكرة الشقق السكنية لأنها ستفصل بين العائلات التي تعيش اليوم تحت سقف واحد في منازل منفصلة، رغم ضيق المكان. وقال ان «الناس ليسوا بحاجة الى شقق انما يريدون خدمات والمزيد من البنى التحتية». الى ذلك، يقول العيساوي ان امانة بغداد خصصت مبلغ خمسين مليون دولار لتنظيف «قناة الجيش» وهي بطول 25 كم وتقع بين مدينة الصدر وحي الاعظمية السني بعدما امتلأت بالاوساخ، وكذلك بالجثث ابان حقبة العنف الطائفي قبل فترة. ويضيف ان التصاميم تلحظ مساحات خضراء ومطاعم ومقاهي في المنطقة.

من جهته، اكد المسؤول في أمانة بغداد حكيم عبد لـ«الشرق الأوسط» أن فريق العمل المكلف إعداد التصاميم استعرض ما تم إعداده من تصاميم لعدة مواقع في مدينة الصدر، وتحديداً مناطق (خلف السدة، وسام المجد في الحبيبية، كسرة وعطش) كمرحلة أولى للمشروع لبناء حوالي 30 ألف وحدة سكنية وفق البناء العمودي. وأضاف أن أمين بغداد اطلع أيضاً على الصور التوضيحية المتحركة التي تبين الشكل المستقبلي لمدينة الصدر بعد إنجاز المشروع حيث أظهرت 4 أبراج تجارية ضخمة وعددا كبيرا من المراكز التجارية متعددة الطوابق والعمارات السكنية والأماكن الترفيهية العامة والشوارع والخدمات الأخرى والمناطق الخضراء. وبين أن المشروع عند إقراره وإدراجه ضمن خطة عام (2009) سيصار الى إعداد التصاميم التفصيلية والإعلان عن تنفيذ المرحلة الأولى ثم تقييم العروض واختيار الأفضل وتقديم التصاميم المعمارية والإنشائية. وكان مجلس الوزراء قد وافق مبدئياً على مشروع إعمار مدينة الصدر (10×10) الذي يعني تخصيص مبلغ 10 مليارات دولار تنفق على مدة 10 سنوات من خلال لجنة عليا تمتلك الصلاحيات التنفيذية وجعل مدينة الصدر موقعاً عصرياً يحتوي على كل المتطلبات والخدمات النموذجية المتميزة وتعويض أهلها سنوات الظلم والحرمان الذي عانوه طيلة العقود الماضي.