الرئيس اللبناني يدعو الدول إلى التعامل مع لبنان عبر رئاسة الجمهورية

نائب من تكتّل عون لـ«الشرق الأوسط»: سليمان يسعى لإعادة التوازن إلى الحكم والدور إلى الرئاسة

TT

طالب أمس رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان، خلال لقائه السفراء العرب المعتمدين في برلين، الدول بـ«أن تتعامل مع الدولة اللبنانية وتحديداً مع رئيس الدولة المسؤول عن علاقاتها مع الدول الأخرى، وهذا لا يعني إطلاقاً عدم تعامل الدول مع اصدقاء، سواء كانوا أفرادا أو مجموعات على الساحة الداخلية، الا ان هناك حجماً للتعامل عبر رئيس الدولة وحجماً عبر التعامل مع الآخرين». وقال إن «لبنان يدين بالمحبة الكبيرة للدول العربية. ولدينا مجموعات من الناس والأحزاب لها ارتباطات وعلاقات مع هذه الدول أو تلك. وهذا أيضاً مصدر غنى، ولكن علينا أن نوظف هذه الصداقات لمصلحة التوافق ومصلحة لبنان».

وفي اتصال اجرته «الشرق الأوسط» بعضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب وليد الخوري الذي تجمعه علاقة صداقة وطيدة بسليمان، قال ان «الرئيس سليمان يقصد بكلامه اعادة الاعتبار الى دور رئاسة الجمهورية، التي صار دورها مهمّشا في السنوات الثلاث الأخيرة. إذ يقع في صلب مسؤوليات رئاسة الجمهورية ابرام المعاهدات بين الدول ليوافق لاحقا مجلس الوزراء». وأكّد انه «لا يمكن تفسير كلام سليمان على انه تعبير عن امتعاضه من الطريقة التي استقبل بها عون». وقال: «فلنتذكر خطاب القسم الذي تحدّث فيه الرئيس (سليمان) عن صلاحيات الرئاسة وسعيه لإعادة التوازن الى الحكم». واعتبر ان «الزيارات المكثفة» التي يقوم بها سليمان للخارج «تقع في اطار اعادة تموضع رئاسة الجمهورية إزاء العلاقات الدولية التي مرّت خلال السنوات الثلاث الفائتة عبر رئاسة الحكومة، فأقصيت الرئاسة. وطبعا يسعى سليمان للتعرّف الى قادة الدول خصوصا تلك التي تشارك في قوات «يونيفيل» (العاملة في الجنوب اللبناني)». وكان سليمان قد اغتنم المناسبة لتوجيه الشكر لـ«أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والدول التي كلفت سموه جمع القيادات اللبنانية. وبعد ستة أشهر، أنجز اتفاق الدوحة واستعاد لبنان الكثير من مقوماته وعناصر قوته».

وأكد، في لقاء مع الجالية اللبنانية، أن «الانتخابات البرلمانية المقبلة ستجري في موعدها، بعدما صدور القانون المنظم لها وقانون المجلس الدستوري الضامن سلامتها». وشدد على أن «أطراف العائلة اللبنانية يلتقون في القصر الجمهوري حول طاولة الحوار، لمتابعة ما بدأوه في مؤتمر الحوار الوطني ولاستكمال تنفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر الدوحة. وفي المقدمة، الاتفاق على استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان في وجه العدو الاسرائيلي وتحرير أرضه بالوسائل المتاحة، يليه السعي الصادق والدؤوب لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته مما يبطل أي سعي للتوطين. كما نشطت الى جانب ذلك المساعي والجهود، ولا تزال مستمرة، لاتمام مصالحات باتت ملحة بين المتخاصمين من الشخصيات الوطنية، صوناً للبلاد ووحدتها».