أكدت هولندا مخاوفها، من أن يؤدي عرض فيلم ينتقد القرآن الكريم، في وقت سابق من العام الجاري، الى وقوع هجمات ارهابية في البلاد. وجاء ذلك على لسان تيبي يوسترا المنسق الهولندي لشؤون مكافحة الارهاب والذي قال في تصريحات للإعلام الهولندي: ان خطر الانشطة الارهابية مازال أكثر من «كبير». وأضاف يوسترا ان عرض فيلم «فتنة» في مارس (اذار) وهو فيلم من انتاج النائب الهولندي خيرت فيلدرز، ويحث المسلمين على حذف الآيات «التي تحض على الكراهية» من القرآن، جعل من هولندا هدفا للانشطة الارهابية، وتأسست المنظمة التي يعمل بها يوسترا، وهي منظمة التنسيق الوطني لمكافحة الارهاب، بعد شهور فقط من قتل المخرج تيو فان غوخ على يد محمد بويري، وهو متشدد هولندي من أصل مغربي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، لعرضه فيلما يهاجم الاسلام. وتتولى منظمة التنسيق الوطني لمكافحة الارهاب مسؤولية تنسيق عمل مكافحة الارهاب في هولندا التي يسكنها 16 مليون نسمة منهم مليون مسلم. ونقل عن يوسترا قوله في مقابلة «بما أنني تعرفت على المستوى الكبير من الخطر خلال السنوات الثلاث الماضية فإن هناك مسائل مفهومة ضمنا تجعل (الخطر) أشد». وعندما سألته الصحيفة الهولندية «فولكس كرانت» اليومية ما اذا كان الفيلم مسؤولا عن زيادة خطر الارهاب أجاب: «هذا هو أكثر الاسباب أهمية». ويعتزم فيلدرز عرض فيلم «فتنة» في القدس في مؤتمر يعقد في وقت لاحق هذا الشهر. ويمزج فيلم «فتنة» بين لقطات من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وتفجيرات أخرى مصحوبة بآيات من القرآن. وسبق ان صدرت نشرة عن مكتب يوسترا في سبتمبر الماضي جاء فيها، «أصبحت هولندا ومصالحها الخارجية من الأهداف المفضلة لشبكات الارهاب العالمية، وذلك ردا على فيلم «فتنة» الذي اطلقه النائب في البرلمان الهولندي خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني». وهي نشرة عن احتمالات التعرض لاعمال ارهابية، وصدرت عن مكتب المنسق القومي لمكافحة الارهاب، وتضمنت ايضا الاشارة الى ان الأمر تأكد في الأشهر المنصرمة، ومن عدة مصادر للمعلومات. وقالت النشرة إن التطورات في الفترة الماضية، جعلت التهديدات العالمية لهولندا اكثر تأكيدا، والسبب المباشر لذلك هو فيلم «فتنة» الذي اعتبره المسلمون المتشددون اهانة قاسية واستفزازا لهم. ومن جانبه قال وزير العدل الهولندي هيرش بالينن: اننا نتلقى العديد من التقارير المؤكدة حول شبكات متطرفة تحضر لاعتداء على هولندا، ولقد ذكرت اسماء عديد من الدول الأوروبية وللأسف هولندا واحدة منها»، مشيرا الى ان الارهابيين برروا عملهم بذكر فيلم «فتنة».