الشبكات الاجتماعية التي أنشأها أوباما تبحث عن اتجاهات جديدة

13 مليون عنوان بريدي ومئات من المنظمين المدربين وعشرات الآلاف من المتطوعين

TT

ألهمت حملة باراك أوباما الانتخابية، جيمس ديلون، الذي كان في يوم من الأيام ناشطا جمهوريا، لكن بمرور الأيام أصابه سخط شديد إزاء الأوضاع السياسية، لدرجة دفعته للانضمام إلى صفوف جيوش المتطوعين الذين أسهموا في الحملة واستضافوا حفلات في منازلهم لحشد التأييد للمرشح الديمقراطي للرئاسة آنذاك. إلا أنه فيما وراء التأثير على نتائج الانتخابات التي أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني)، اعتقد ديلون أنه بذلك انضم إلى حركة سياسية جديدة تحركها أهداف كبيرة كوضع نهاية للفقر أو إصلاح نظام الرعاية الصحية أو ربما لوقف الاعتماد الأميركي على النفط الخارجي.إلا أن ديلون، الذي يعمل في مجال التنمية العقارية، أصيب بالإحباط نتيجة للرسالة الإلكترونية التي بعث بها مدير حملة أوباما إليه الأسبوع الماضي والتي سأله فيها «هل أنت سعيد لحصولها على كلب للمرة الأولى؟»، مشيرًا إلى طلب ابنة أوباما الحصول على كلب جديد. وأضاف في الرسالة «ادعم مأوى الحيوانات القريب منك لكي تمنح الحيوانات في منطقتك فرصة لحياة جيدة».

في خضم الفترة الانتقالية نحو تقلد أوباما السلطة فعلياً، تجري نقاشات جريئة، وإن كانت سرية في غالبيتها، بين كبار أعضاء حملة أوباما الانتخابية حول كيفية إعادة تنظيم تلك الشبكات النشطة من المتطوعين لتحويلها إلى قوة فاعلة يمكنها تقديم العون لأوباما في الحكم.

وقد أصبحت الشبكة، بفضل 13 مليون عنوان بريدي ومئات من المنظمين الميدانيين المدربين وعشرات الآلاف من منسقي الأحياء ومتطوعي المصرف الهاتفي، واحدة من أهم الأصول على الصعيد السياسي، وقد يعمد فريق أوباما إلى استغلال هذه الشبكة في انتخاب مسؤولين ديمقراطيين آخرين أو تشكيل جماعة ضغط في الكونغرس لتأييد أهداف أوباما التشريعية صعبة المنال، أو الضغط على السياسيين المحليين وصناع السياسات بمختلف أنحاء البلاد.

خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، يخطط مئات من الأعضاء الميدانيين وبعض الأعضاء الرئيسيين لعقد اجتماع قمة في فندق شيكاغو لبدء المشاورات حول تفاصيل شكل الحملة لدى تولي أوباما السلطة في يناير (كانون الثاني). وقد وقع الاختيار على مجموعة من المنظمين الميدانيين من الولايات التي شهدت تنافسات شديدة خلال الانتخابات الأخيرة لوضع خطة لذلك. لكن في الوقت الذي يعكف بعض مساعدي أوباما على وضع تفاصيل كيفية استخدام تلك الشبكات، أصابت التلميحات الأولى بهذا الخصوص الصادرة عن الفريق المعاون للرئيس المنتخب مؤيديه بالذهول، ووصفوها بأنها تشير إلى توجهات خاطئة.

ومن بين المنتقدين مارشال جانز، الذي يعد رمزًا كبيرًا في مجال التنظيم الاجتماعي، والذي ساهم من خلال موقعه في جامعة هارفارد في تدريب منظمي حملة أوباما ومتطوعيه. وكانت أبرز انتقادات جانز عدم قيام الحملة بعقد مناقشات أكثر علانية حول كيفية دعم الشبكة التي نمت وازدهرت بشكل جزئي نتيجة للحوار والعمل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وتساءل جانز «هل هذا حقا هو ما تعنيه جهود البناء على حركة تأييد انتخاب أوباما؟ إنني عاجز عن تصديق أن تلك الخطط وضعت من قبل ذات الأشخاص الذين درّبوا المنظمين حول كيفية القيام بالاجتماعات المنزلية خلال الحملة في العامين الماضيين». وقد اتخذت الحملة بعض الخطوات لفتح عملية المناقشات أمام عدد أكبر من المشاركين، فقامت بتوزيع استطلاعات للرأي تطلب فيها من مناصريها الإدلاء بوجهة نظرهم حيال الخطوات القادمة. كما جرى استغلال الشبكة لجمع تبرعات لمساعدة ضحايا الحرائق في كاليفورنيا.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»