الحكومة الإسرائيلية تدعو الفلسطينيين لعدم الانجرار وراء استفزازات المستوطنين

السلطة تطلب من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لحماية الفلسطينيين

TT

توجهت الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية بطلب الامتناع عن الانجرار وراء الاستفزازات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية، واعدة بأن تعالج بيد من حديد اعتداءاتهم المتكررة على المواطنين الفلسطينيين الأبرياء.

وقالت أوساط حكومية إن هذا التوجه جاء بهدف مكافحة خطة المستوطنين لإشعال نار الفتنة والصراع عشية الانتخابات لخدمة قوى اليمين المتطرف. وأضافت ان ما يقوم به المستوطنون محسوب بشكل جيد، وهدفه افتعال صدامات مع الفلسطينيين لغرض تأليب الجمهور الواسع. فالجمهور الإسرائيلي اليهودي ينظر بنفور واضح الى فوضى نشاطهم العنيف، خصوصا ضد قوات الجيش الاسرائيلي. وهم يحاولون جر الفلسطينيين الى صدام حتى يتوحد الجمهور وراءهم وتتحول المعركة من مكافحة تصرفاتهم المعادية للدولة العبرية والقانون والنظام، الى صراع قومي بين اليهود من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى. ولذلك، أضافت تلك الأوساط، يجب سحب البساط من تحت أقدام المستوطنين واجهاض مخططاتهم.

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد أطلعت الصحافيين الإسرائيليين على مخطط المستوطنين لمحاربة قوات الأمن القادمة لاخلائهم. وتبين انهم عملوا كتنظيم عسكري متكامل وانهم تزودوا بأسلحة نارية وبكميات كبيرة من أدوات المقاومة مثل براميل الحوامض الكيماوية الحارقة التي خططوا دلقها على الجنود الإسرائيليين وكميات من البطاطا المحشوة بالمسامير التي خططوا لقذف الجنود بها، فضلا عن القنابل والمسدسات والحجارة والدهان.

وضبط بحوزة المستوطنين الذين جرى إخلاؤهم من عمارة الرجبي في الخليل، أول من أمس، أجهزة اتصال متطورة لتنسيق المقاومة. وقال قائد الشرطة الاسرائيلية في الخليل انه لو لم تفاجئ القوات هؤلاء المستوطنين وأتيح لهم استخدام الأسلحة، لكان عدد الجرحى من قوات الأمن (7 جنود وضباط) أكبر بكثير ولكان هناك قتل أو إصابات مستديمة وخطيرة. واعترف المستوطنون، أمس، بأنهم فوجئوا تماما بالعملية. ولكنهم هددوا بالرد عليها بشكل أقسى. وقال ايتان بن جبير، أحد غلاة المتطرفين، ان المعركة القادمة ستجعل «الايهوديين» (وزير الدفاع، ايهود باراك، ورئيس الحكومة، ايهود أولمرت)، يندمان على اللحظة التي ولدا فيها. وقالت ناديا مطر، وهي من قادة المستوطنين التي تواجدت مع مئات المعتصمين في عمارة الرجبي في الخليل، ان الرد على اخلاء العمارة سيكون مفاجئا للحكومة ولكل من ناصرها. وقالت: توقعوا تطورات كبيرة في كل يوم. وكان الفلسطينيون قد هددوا بالرد على المستوطنين بحملة انتقامية واسعة في كل مكان في الضفة الغربية. وحصلوا على دعم بذلك من عضو الكنيست الاسرائيلي من فلسطينيي 48، النائب احمد الطيبي رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، الذي قال في تصريح صحافي «ان ما يجري في الخليل هو جريمة بشعة بحق الفلسطينيين العزل تحت أعين جيش الاحتلال وحمايته للمستوطنين. ومن حق الفلسطينيين الذين يتعرضون لإطلاق النار وإحراق منازلهم والذين يتهدد حياتهم الخطر من قبل المستوطنين ان يستعملوا سلاحهم للدفاع عن النفس والقانون الدولي يكفل لهم ذلك وحتى القانون الاسرائيلي يقر بذلك اما بواسطة قانون درومي الجديد او حتى طبقا للقانون الجنائي العادي». ومن جهتها طلبت السلطة الفلسطينية من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لبحث سبل حماية سكان الخليل. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان السلطة ستطلب إجبار إسرائيل على سحب المستوطنين وقوات الجيش من مدينة الخليل لحماية السكان. من جهة أخرى، أوعزت السفارة الأميركية في إسرائيل إلى جميع رعايا الولايات المتحدة الأميركية عدم القدوم إلى مدينة القدس أو استعمال الطرق المؤدية إليها، وذلك تحسبا لنشوب أعمال عنف.

واجتمع قائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية نوعام تيبون امس مع قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية، واتفقوا على التعاون من اجل تهدئة الخواطر ومنع اعمال العنف.