خادم الحرمين والرئيس مبارك بحثا التطورات الإقليمية والدولية ودشنا سفينتي ركاب بحريتين قدمتهما السعودية هدية لمصر

قمة سعودية ـ مصرية على متن سفينة «الرياض» بساحل جدة

خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري لدى تدشينهما سفينتي الركاب والمركبات «الرياض» و«القاهرة» في ميناء جدة الاسلامي أمس (أ.ف.ب)
TT

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. كما بحث الزعيمان خلال الاجتماع الذي عقداه أمس على متن السفينة «الرياض» الراسية في ميناء جدة الإسلامي، مجمل الأوضاع والتطورات على الساحات العربية والإسلامية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها.

حضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، والسفير هشام محيي الدين ناظر سفير السعودية في القاهرة.

وحضره من الجانب المصري وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير النقل المهندس محمد منصور، ورئيس الاستخبارات العامة عمر سليمان، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتور زكريا عزمي، وسفير مصر لدى السعودية محمود محمد عوف.

وكان خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري قد دشنا بعد عصر أمس السفينتين السريعتين لنقل الركاب والمركبات بين السعودية ومصر في مقر ميناء جدة الإسلامي، واللتين تحملان اسم «الرياض» و«القاهرة» وهما هديتان من الشعب السعودي لأشقائهم شعب جمهورية مصر العربية، حيث قام خادم الحرمين الشريفين خلال حفل التدشين بتسليم الرئيس مبارك وثيقتي التنازل عن ملكية السفينتين «الرياض» و«القاهرة» هدية من شعب المملكة العربية السعودية لأشقائهم شعب جمهورية مصر العربية تأكيداً لما تكنه المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً لجمهورية مصر العربية الشقيقة وشعبها من محبة وتقدير. وتخلل الحفل فيلما سينمائيا يتضمن عرضاً عن صناعة السفينتين ومراسم إنزال العلم السعودي ورفع العلم المصري على المركبتين البحريتين، حيث قاما بجولة استطلاعية على ظهر السفينة «الرياض».

من جانبه أوضح وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف في كلمته أمام الملك عبد الله والرئيس المصري، أن تدشين السفينتين يمثل «نقلة نوعية وتأسيساً لمرحلة جديدة في النقل البحري للركاب بين البلدين، وتجسيداً للاهتمام والرعاية لتسهيل تنقلات الأفراد بين البلدين باعتبارهما وسيلة مهمة للتواصل الأخوي بين الشعبين الشقيقين».

وأضاف العساف «لقد تشرفت بتلقي أمركم الكريم ـ يا خادم الحرمين الشريفين ـ بالبدء في تصنيع سفينتين سريعتين لنقل الركاب والمركبات وفقاً لأحدث المواصفات العالمية من حيث الجودة والأمان وبأسرع وقت ممكن، وعلى الفور قامت الوزارة باتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ، وتم البحث عن عدد من الشركات الرائدة في صناعة سفن نقل الركاب وفقاً لأحدث وأفضل المواصفات الفنية وبالأحجام التي تمكن من تلبية الطلب الحالي والمستقبلي، وبما يتلاءم مع بيئة البحر الأحمر». وبين أن وزارة المالية وبعمل فني متخصص يسابق الزمن تمكنت من التوصل إلى عدد من النماذج التي تتوفر فيها المواصفات الفنية والأمن وسلامة الركاب وراحتهم، وأكد أنه تم التعاقد لبناء سفينتين سريعتين من نوع «كاتاماران» ثنائية البدن مصنعة من الألومنيوم، طول الواحدة 88 مترا، وعرضها 24 مترا، وسرعتها 37 عقدة بالساعة، وحمولتها 555 طنا ، بسعة 1220 راكبا، و200 سيارة صغيرة، وبمحركات من أحدث التصميمات المتوافقة مع الاعتبارات البيئية والاقتصادية في استهلاك الوقود. وزودت كل سفينة بنظام متقدم للتحكم يقلل من الاهتزاز أثناء الإبحار. كما توجد بكل سفينة خدمات لتقديم الوجبات الباردة والساخنة، ومصلى للرجال وآخر للنساء، ومصعد لكبار السن ولذوي الاحتياجات الخاصة.

ورأى الوزير السعودي أنه وبتدشين السفينتين ستكون هناك نقلة نوعية في النقل البحري للركاب بين البلدين، حيث أن زمن الرحلة المتوقع من ميناء ضباء بالمملكة العربية السعودية إلى ميناء سفاجا بجمهورية مصر العربية سيصبح في حدود الساعتين والربع مقارنة بثماني ساعات للرحلات الحالية، ويتوقع أن تسهما في نقل حوالي المليون راكب سنوياً بين البلدين، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى تسهيل النقل البحري للركاب والمركبات بين البلدين الشقيقين وازدهاره.

وأشار إلى أن وزارة المالية وإدراكا منها للأهمية القصوى لتوفر العناصر البشرية المناسبة والمدربة لتشغيلهما وصيانتهما، حرصت على إدراج بند في العقد مع الشركة يتعلق بتوفير التدريب للتشغيل والصيانة ينص على أن تقوم الشركة الصانعة بعد انتهاء بناء السفينتين بتدريب عدد من الملاحين والمهندسين على تشغيل وصيانة السفينتين في الحوض التابع لها. وأوضح أنه بعد التنسيق مع المسؤولين المعنيين في جمهورية مصر العربية تم إرسال طاقمي قيادة السفينتين إلى مقر الشركة الصانعة، حيث أنهوا تدريبهم على قيادة وصيانة هذا النوع من السفن السريعة، وشاركوا في التجارب التي أجرتها الشركة المصنعة على السفينتين.

ووجه الدكتور إبراهيم العساف شكره للقوات البحرية الملكية السعودية على جهودها لتأمين الحماية اللازمة للسفينتين في المياه الدولية حتى دخولهما المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية والمؤسسة العامة للموانئ وعلى رأسهم الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل السعودي لتقديمهم كل التسهيلات اللازمة. كما شكر شركة أوستال الاسترالية لصناعة السفن التي قامت بصنع السفينتين وتمكنت من ذلك في سنة ونصف السنة بدلا من سنتين المنصوص عليهما في العقد، والاستشاري السعودي للمشروع «الشركة الملاحية للأعمال البحرية».

وألقى وزير النقل المصري المهندس محمد منصور كلمة، بين خلالها أن السفينتين تمثلان إضافة كبيرة لقطاع النقل البحري وحركة نقل الركاب والبضائع بين ميناءي ضبا وسفاجا، حيث تسهم خطوط النقل البحري المنتظمة بين موانئ السعودية ومصر في نقل ما يقارب ثلاثة ملايين نسمة سنوياً.

وقال إن هذه الخطوط تلقى اهتماماً وعناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك، وعده حافزا كبيرا لمواصلة الجهود والعطاء من أجل الارتقاء بكل ما يقدم من خدمات ملاحية في موانئ البحر الأحمر. وقال «لقد بدأنا بالفعل في تنفيذ مخطط علمي وفني متكامل لتطوير موانئ البحر الأحمر على مختلف الأطر لتحقيق الأهداف المأمولة فيما تقدمه هذه الموانئ من خدمات، والسفينتان اللتان تحملان اسمي عاصمتي الدولتين سوف يكون لهما دور بارز في خدمات النقل الملاحي، لما لهما من معطيات وجودة متميزة، وهما مزودتان بأحدث وأدق أجهزة الأمن والسلامة والاتصال العالمية في شأن التأمين والإبحار الآمن». وأكد أن التواصل والتعاون بين الدولتين الشقيقتين مستمر على المستويات كافة فيما يحقق مصالح الشعبين ويدعم العلاقات التاريخية بينهما. حضر الحفل الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وكان الرئيس مبارك قد وصل في وقت سابق إلى جدة أمس في زيارة قصيرة استغرقت بضع ساعات، وكان في استقباله خادم الحرمين الشريفين والأمراء وكبار المسؤولين، فيما كان في وداعه بمطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والمسؤولون والسفير المصري وأعضاء السفارة المصرية في الرياض.