الصومال: قوات غربية تحبط أعمال قرصنة في خليج عدن

25 قتيلا وجريحا في مواجهات بين القوات الإثيوبية والإسلاميين

TT

في سلوك مغاير للتحفظ المعتاد من قبل القوات الغربية المحتشدة منذ شهور على سواحل الصومال في مواجهة القراصنة المسلحين الذين أربكوا حركة الملاحة البحرية في المحيط الهندي وخليج عدن، تمكنت قوات البحرية الألمانية من إحباط هجوم مسلح ضد سفينة سياحية ألمانية فيما أعلنت البحرية الدنماركية أن سفينة حربية تابعة لها أنقذت مجموعة يشتبه في أنهم قراصنة في خليج عدن أول من أمس بعد أن تلقت إشارة استغاثة من سفينتهم التي كانت تتخبط وسط أمواج عاتية.

وقالت قيادة العمليات بالبحرية الدنماركية في بيان لها إن السفينة الحربية «ابسالون» كان عليها بمقتضى القانون الدولي أن تساعد الرجال وأن أفرادها عثروا على عدد من الأسلحة على متن السفينة وهي مشابهة لتلك التي غالبا ما تستخدم في هجمات القرصنة على السفن التجارية، مشيرة إلى أنه «بسبب الأحوال الجوية لم يكن ممكنا قطر السفينة وجرى تدميرها من أجل سلامة الملاحة».

وتدخلت الفرقاطة الألمانية ميكلمبورغ ـ فوربومرن لإحباط محاولة زورقين سريعين الاقتراب من سفينة (ام.اس. استور) التي تتسع لستمائة راكب وكانت متوجهة من شرم الشيخ في مصر إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

يشار إلى أن تصاعد القرصنة قبالة الصومال منذ مطلع العام الحالي أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين وجلب للقراصنة فِدى بعشرات الملايين من الدولارات ودفع أساطيل أجنبية إلى إرسال سفن حربية إلى المنطقة لحماية الملاحة التجارية.

ويحتجز القراصنة حوالي 12 سفينة مع أطقمها التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 300، بينها السفينة الأوكرانية «فاينا» والناقلة السعودية العملاقة «سيريوس ستار» التي تحمل شحنة من النفط قيمتها 100 مليون دولار أميركي.

إلى ذلك، وقعت أمس معارك عنيفة في العاصمة الصومالية مقديشو أسفرت عن مصرع وإصابة نحو 25 شخصا معظمهم من المدنيين في أحدث مواجهات من نوعها بين القوات الإثيوبية وحركة شباب المجاهدين التي تسعى لتعزيز قبضتها على تخوم العاصمة منذ أسابيع.

وقالت مصادر في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الإثيوبية قصفت معقلا للإسلاميين على حافة سوق للماشية في المنطقة الشمالية من العاصمة مقديشو، قبل أن يرد هؤلاء في المقابل بشن هجوم مضاد. وقالت حركة الشباب في بيان لها، أمس، إن كتيبة المواجهات في جبهة إقليمي باي وبكول التابعة لها نفذت أول من أمس كمينا محكما لقافلة تابعة للجيش الإثيوبي في بلدة بردالي، مشيرة إلى اندلاع معركة عنيفة استمرت لمدة ساعة تقريبا.

من جهة اخرى، وصل الرئيس الصومالي عبد الله يوسف بشكل مفاجئ أمس إلى مدينة بيداوة الجنوبية معقل السلطة الانتقالية التي يقودها منذ عام 2004، قادما من جيبوتي في محاولة لإقناع البرلمان الذي يستعد أعضاؤه لعقد جلسة حاسمة لمناقشة مصير رئيس الحكومة العقيد نور حسن حسين (عدي) بتبني موقفه الرافض لقائمة الحكومة المعلنة مؤخرا.

وقالت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» إن يوسف الذي أجرى أول من أمس محادثات مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة حول مكافحة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية والوضع الراهن في الصومال قد قرر تأجيل زيارته إلى اليمن للقاء رئيسها علي عبد الله صالح والتوجه مباشرة إلى مقر البرلمان الانتقالي. وكشفت المصادر النقاب عما وصفته بحرب استقطاب اندلعت بين يوسف وعدي لحشد مواقف أعضاء البرلمان في مواجهة أحدهما للآخر، مشيرة إلى أن البرلمان نفسه يشهد انقساما حول كيفية التعامل مع الأزمة الدستورية والسياسية الراهنة بين الطرفين.

وفي نفس الوقت دعا أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال إلى إطلاق سراح المختطفين في الصومال بدون أي تأخير أو شروط. وقال ولد عبد الله في بيان لـ«الشرق الأوسط» من مقر عمله في العاصمة الكينية نيروبي إنه عشية عيد الأضحى يناشد جميع الصوماليين للمساعدة في ضمان إنهاء احتجاز هؤلاء الرهائن من الصوماليين والأجانب على حد سواء، والسماح لهم بحرية التمتع بحقوقهم في العودة إلى ديارهم آمنين سالمين.