الهند تقر بثغرات أمنية سببت هجمات مومباي

استنفار في مطار نيودلهي بعد سماع طلقات نارية

إجراءات أمنية مشددة خارج مطار بنجالور في الهند بعد ورود أنباء عن هجمات إرهابية (إ.ب.أ)
TT

أقر وزير الداخلية الهندي الجديد امس بأنه كانت توجد ثغرات أمنية تحيط بهجمات مومباي التي وقعت في الاسبوع الماضي والتي ألقت نيودلهي باللوم فيها على متشددين من باكستان.

ويتعرض الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه حزب المؤتمر لانتقادات بشأن ما تصفه المعارضة بأنه ضعف الحكومة في مجال الامن بعد سلسلة تفجيرات هذا العام في مدن بلغت ذروتها بهجمات استمرت ثلاثة ايام شنها عشرة مسلحين في العاصمة المالية للهند. وقال وزير الداخلية بالانيابان تشيدامبارام للصحافيين في مومباي: «سوف يكون حديثي دون الحقيقة اذا ما قلت انه لم تكن هناك ثغرات. انها تحدث احيانا. ويجري بحث هذه الثغرات. واضاف: «سوف نتعامل مع الاسباب التي ادت الى هذه الثغرات». وتولى تشيدامبارام منصبه يوم الاحد بعد استقالة سلفه شيفراج باتيل. ومن المقرر اجراء انتخابات في مايو (ايار). ويقول محللون انه يتعين على رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اظهار انه يتخذ اجراءات حاسمة لمواجهة الانتقادات بشأن الامن. وفيما يؤكد التوترات بعد الهجمات سمعت اصوات تشبه اطلاق اعيرة نارية في مطار نيودلهي الدولي امس مما تسبب في ذعر امني. وقالت الشرطة انه لم يصب أحد بأذى.

وأغلقت الشرطة وقوات الكوماندوز المنطقة المجاورة للمطار الذي يخضع لاجراءات امن شديدة بينما اسرعت عربة يستقلها شخص واحد بعيدا عن المكان. وقالت قناة تلفزيون «ان. دي. تي. في» ان الشرطة طاردت العربة لكنها فقدت أثرها. وأسفرت هجمات مومباي عن مقتل 171 شخصا على الاقل. وقالت الهند ان تسعة متشددين قتلوا والقي القبض على شخص واحد على قيد الحياة لكن محللين اميركيين قالوا انه ربما كان يوجد اخرون تمكنوا من الهرب. وقالت فرحانة علي المحللة السابقة بوكالة المخابرات المركزية: «سي. آي. ايه» ومؤسسة راند كورب لمكافحة الارهاب والخبيرة في شؤون شبكات المتشددين: «أعتقد انه كان يوجد مهاجمون أكثر. مصادري تقول انه كان يوجد على الاقل 23 مسلحا. وقالت: «واذا كان هذا صحيحا فانه يجعل المرء يتساءل عن السبب في اننا لم نشهد المزيد من الهجمات. هل لزموا الصمت». وقالت أعتقد انهم السلطات الهندية يعدون انفسهم للمزيد. وقال ديفيد كيلكولين الذي عمل مستشارا بارزا لمكافحة الارهاب للجنرال الامريكي ديفيد بتريوس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، انه يتفق مع الرأي القائل بأنه ربما كان يوجد المزيد من المهاجمين. وقال الهنود انه كان يوجد عشرة مهاجمين استنادا الى حقيقة انهم ألقوا القبض على شخص وقتلوا تسعة. على المرء ان يفترض انه كان يوجد المزيد من المهاجمين. وقالت الصحف الهندية ان جهاز المخابرات العسكرية الباكستاني شارك في تدريب المتشددين الذين يقال انهم ينتمون الى جماعة «عسكر طيبة» التي القي باللوم عليها في هجمات سابقة بالهند.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف انديا» عن مصادر مخابرات هندية قولها: «الصلة بأجهزة المخابرات واضحة وثابتة». وقالت صحيفة «ذا هندو» ان التحقيقات في هجمات مومباي قادت الى اسماء ومدبري ومدربي المسلحين الاسلاميين والمواقع التي تلقوا التدريب فيها. ونددت باكستان بالهجوم ونفت أي تورط من جانب أي وكالة حكومية وتعهدت بتقديم المساعدة في التحقيقات الهندية لكنها تريد أدلة على تورط باكستانيين. وقالت صحيفة «ميل توداي» ان المسلح المعتقل أبلغ المحققين انه تلقى تدريبات في أربعة معسكرات تدريب في باكستان على مدى الاشهر الثمانية عشر الماضية. واضافت انه عضو في عسكر طيبة وهي جماعة مقرها باكستان القي عليها بالمسؤولية عن هجمات سابقة في الهند. وزادت هجمات بومباي التوترات بين الهند وباكستان. وتقول نيودلهي ان متشددين يتخذون من باكستان مقرا لهم تورطوا في الهجمات وطالبت اسلام اباد بتسليم أكثر من 20 هاربا من أبرز المطلوبين لديها.

لكن الهجمات جلبت التوترات الى العلاقات بين الجارين النوويين وأصبحت عملية السلام التي بدأت منذ اربع سنوات تواجه خطر الانهيار. وزارت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس نيودلهي واسلام اباد هذا الاسبوع وتوسطت بين العدوين القديمين اللذين خاضا ثلاثة حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947. وقالت رايس في مؤتمر صحافي في مطار عسكري في اسلام اباد قبل المغادرة: كان هذا هجوما مرعبا. وكان هجوما متقدما وأظهر مستوى متقدما لم نشهده من قبل هنا في شبه القارة الهندية». واضافت: «هذا يعني انه توجد حاجة ملحة لمعرفة كل التفاصيل. هناك حاجة ملحة لتقديم مرتكبيه الى العدالة وهناك حاجة الى ... تعطيل ومنع وقوع هجمات جديدة». لكنها قللت من شأن المخاوف من رد عسكري من جانب الهند قائلة ان الكفاح الدولي ضد الارهاب يحتاج الى التعاون.