الاتحاد الأوروبي يدشن عملية عسكرية لمكافحة القراصنة.. والصوماليون يحتجون

مدمرة أميركية في طريقها للبحر الأحمر بعد أسبوع من عبور فرقاطة بريطانية

TT

فيما قالت مصادر صومالية، إن الاتحاد الأوروبي بدأ تدشين عملية عسكرية لمكافحة القرصنة في القرن الأفريقي، في خطوة أثارت ردود فعل صومالية وجيبوتية، كشفت مصادر ملاحية بقناة السويس المصرية أن مدمرة أميركية ستعبر القناة الأسبوع المقبل قادمة من البحر المتوسط في طريقها للبحر الأحمر، بعد أن سبقتها فرقاطة بريطانية الأسبوع الماضي. والتزم الرئيس الصومالي عبد الله يوسف الصمت إزاء العملية البحرية المقرر أن يطلقها يوم غد الاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي. وقال عمر طلحة نائب رئيس البرلمان الصومالي إن أي عملية عسكرية تجري على سواحل الصومال تحتاج أولا إلى موافقة الحكومة والبرلمان، نافيا وجود تنسيق مشترك في هذا الإطار، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» متسائلا: «لماذا يتصرف الأوروبيون وكأنهم في منزلهم على هذا النحو وبدون التشاور معنا مسبقا، هذا أمر معيب ويتعارض مع مفهوم السيادة الوطنية».

وتؤيد جيبوتي العملية البحرية الأوروبية أملا في أن تؤدي لوقف القراصنة، بعد أن قاموا بنحو مائة عملية قرصنة ضد سفن وبواخر حربية في المحيط الهندي وخليج عدن منذ بداية العام الجاري. ويتشكك الجنرال موسى عدي رئيس إقليم البونت لاند الذي يعتبر معقل القراصنة في شمال شرقي الصومال، في إمكانية تحقيق الاتحاد الأوروبي نجاحا يوقف أعمال القرصنة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات عبر الهاتف، إن الطريقة الأنسب لمكافحة القراصنة هي مباغتتهم على الأرض وقطع الإمدادات التي تصلهم برا. وأشار إلى أن أي تدخل عسكري بخلاف ذلك قد لا يحقق النتيجة المرجوة. وأضاف عدي: «من الخطأ تصور أن عملية عسكرية كهذه ستفلح في القضاء على ظاهرة القرصنة.. سيتوقف القراصنة لبعض الوقت أو يجمدون أنشطتهم إلى حين لتفادي أي احتكاك بالقوات الغربية المحتشدة على السواحل ثم يعاودون الكرَّة من جديد». وستشارك في «العملية اتلانتا» ثماني دول هي بلجيكا وإسبانيا وفرنسا واليونان وهولندا وبريطانيا والسويد، في انتظار انضمام البرتغال إليها لاحقا، وسيقودها ضابط بريطاني هو نائب الأميرال فيليب جونز، وستضم قيادة «يونافور اتلانتا» نحو 80 ضابطا ومقرها في نورثوود بشمال لندن.

وقالت مصادر ملاحية بقناة السويس المصرية إن مدمرة أميركية ستعبر القناة الأسبوع المقبل قادمة من البحر المتوسط في طريقها للبحر الأحمر، بعد أن كانت فرقاطة بريطانية قد عبرت القناة يوم الأربعاء الماضي ضمن قافلة الشمال في طريقها إلى السويس عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. وأضافت المصادر أن يوم أمس (السبت) عبرت القناة أيضاً 3 قطع حربية فرنسية وانجليزية وألمانية تابعة لحلف الناتو قادمة من السواحل الصومالية «بعد انتهاء مهمتها في مكافحة القراصنة بالقرن الأفريقي». وقالت المصادر الملاحية أن القطع الحربية المارة شملت ايضا فرقاطة فرنسية وأخرى بريطانية وسفينة إمداد ألمانية، وأن هذه السفن كانت قد عبرت قناة السويس الشهر الماضي في طريقها إلى السواحل الصومالية لمواجهة القراصنة.