الشرطة الهندية أحبطت مخططا سابقا ضد مومباي

فككت خلية ضمت مسلحين باكستانيين وهنودا عملوا بتوجيه من «عسكر طيبة»

TT

صرحت مصادر خاصة بالشرطة الهندية بأنها قد تمكنت من إحباط محاولة لتدمير معالم بارزة وإنزال الدمار بمومباي، في وقت سابق من هذا العام، حيث نجحت في تفكيك خلية ضمت رجالا باكستانيين وهنودا عملوا بتوجيه من ذات القيادات المسلحة التي تتخذ من باكستان مقراً لها، والتي اتهمتها الشرطة بتدبير الهجمات المدمرة، التي ضربت المدينة في الأسبوع الماضي. وتورطت جماعة «عسكر طيبة» أيضاً في المخطط الذي تم إحباطه، وهي الجماعة الباكستانية التي اتُهمت بالضلوع في هجمات الأسبوع السابق، ما يوحي بأن الجماعة وضعت خطتها منذ وقت بعيد، وأن لها اتصالات أكبر بالمسلمين الهنود الاصوليين، حسبما اعترف به المحققون. كما تكشف هذه المعلومات عن إخفاق جديد للاستخبارات وقوات الشرطة الهندية، التي تعرفت منذ بضعة شهور ماضية على ملامح مخطط هجمات مومباي، بل وعلى مؤشرات قوية على الأهداف المقصودة. من ناحيتهم، أعلن المحققون بأنهم يدرسون احتمال أن يكون الأشخاص الذين نفذوا هجمات الأسبوع الماضي ـ والمعتقد أن جميعهم باكستانيون ـ تورط معهم شركاء هنود محليون. ورغم عدم توصل المحققين بعد إلى أي من هؤلاء المتورطين المحليين، فإنهم ينظرون إلى أحد العناصر المرتبطة بالمخطط، الذي تم إحباطه ويُدعى فهيم أحمد أنصاري، هندي مقيم في مومباي، باعتباره مشتبها فيه محتملا. وقال المسؤولون إنه وخمسة من المشتبه فيهم أُلقي القبض عليهم في البداية لصلتهم بهجوم تعرض له معسكر للشرطة بشمال الهند. وبعد إلقاء القبض عليه، أخبر أنصاري المحققين بأنه قام بأنشطة استطلاع حول أهداف في مومباي. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت هذه النشاطات قد لعبت دوراً في التخطيط للهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي، والتي أعلنت السلطات أنها أسفرت عن مقتل 163 شخصاً. ولا تزال السلطات تحتجز الرجال الستة، الذين أُلقي القبض عليهم. يذكر أن أنصاري تم احتجازه في فبراير (شباط). وتم ضبط مخططات مرسومة بخط اليد بحوزة أنصاري، لما يتراوح بين 8 و10 من المعالم الرئيسة في مومباي، بناءً على نشاطات الاستطلاع التي قام بها، حسبما أشار أميتاب ياش، مسؤول في قوة العمل الشرطية الخاصة في ولاية أتار براديش، حيث تم إلقاء القبض على المشتبه فيهم. وكان بحوزة أنصاري والرجال الآخرين رشاشات طراز إيه كيه ـ 47 ومسدسات وقنابل يدوية وذخائر، حسبما أضاف ياش، وهي ذات نوعية الأسلحة التي حملها المهاجمون العشرة المتورطين في هجمات مومباي الأخيرة. كما توجد عناصر تشابه كبرى أخرى بين المخططين، حيث تم اتهام الرجال الستة المشتبه في تورطهم في مخطط فبراير (شباط) بالتخطيط لشن هجوم ضد محطة القطارات الرئيسة في مومباي ـ وهي أحد الأهداف الأولى التي تم ضربها الأسبوع الماضي ـ إلى جانب مقر البورصة بالمدينة والفنادق الكبرى ومواقع أخرى. ومثلما كان الحال في الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي، لم يتوقع أعضاء الجماعة المرتبطة بالمخطط الأول العودة أحياءً من تنفيذ العملية، طبقاً لاعترافاتهم أمام المحققين. وأخبر المتهمون الشرطة بأنه جرى توجيههم من قبل اثنين من قيادات «عسكر طيبة»، زكي الرحمن لاكفي، وآخر أشارت إليه الوثائق أحياناً باسم يوسف وأحياناً أخرى باسم مزمل. ويقول المحققون الهنود إن هذين الشخصين توليا تخطيط وتنسيق الهجمات التي وقعت في الأسبوع الماضي، واستمروا في توجيه الرجال العشرة المتورطين في الهجمات عبر الهاتف، أثناء عملية التنفيذ ذاتها. وأعلنت الشرطة أنه بعد إلقاء القبض عليه، أخبر أحد الرجال الستة المحققين بأنه تلقى تدريبا على مدار أربعة شهور من جانب وكالة التجسس الباكستانية الرئيسة: وكالة الاستخبارات الداخلية. وأوضح مسؤولو الشرطة الهندية أنهم لم يتمكنوا من التحقق من صحة هذا الادعاء. جدير بالذكر أن الاستخبارات الداخلية الباكستانية ساعدت في إنشاء «عسكر طيبة» منذ عقدين، ولكن لم تتضح بعد طبيعة الروابط الحالية بينها وبين الجماعة التي تم حظرها رسمياً. ويسود اعتقاد عام داخل الهند بأن وكالة الاستخبارات الباكستانية تتواطأ مع الإرهابيين الذين يتخذون من باكستان مقراً لهم. ومع أن نيودلهي لم تتهم الحكومة الباكستانية بالتورط في هجمات مومباي، فإنها قد توصلت إلى أدلة تثبت تورط «عسكر طيبة»، وحثت إسلام أباد على العمل بشكل حاسم ضدها. ومع اشتعال مشاعر الغضب العام إزاء باكستان بين الهنود، تفاقمت التوترات بين الجارتين النوويتين بصورة لم تشهدها العلاقات بينهما منذ سنوات.