وزراء أوروبيون لـ «الشرق الأوسط»: الاتحاد الأوروبي سيتحدث بصوت موحد في ملف التغير المناخي

ساركوزي وزعماء أوروبا الشرقية يفشلون في التوصل إلى اتفاق لخفض انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري

ساركوزي خلال لقائه بالدالاي لاما في غدانسك في بولندا أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتسلم الرئيس البولندي السابق ليخ فاوينسا جائزة نوبل للسلام، والتقى ساركوزي الدالاي لاما رغم اعتراض الصين على ذلك (أ.ب)
TT

فشل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزعماء دول شرق اوروبا أمس في الخروج من الطريق المسدود بشأن خطة الاتحاد الاوروبي لخفض انبعاث الغازات الضارة المسببة للاحتباس الحراري، لكن ساركوزي قال انه تم تحقيق تقدم في المحادثات. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ان الاجتماع الذي ضم تسعة من زعماء دول شرق اوروبا مع ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حقق تقدما خطوة للامام، لكن مازال يوجد قدر كبير من العمل الذي يتعين انجازه قبل قمة الاتحاد الاوروبي التي ستعقد يومي 11 و12 ديسمبر (كانون الاول).

وفي المقابل، اتفق وزراء البيئة في دول الاتحاد الاوروبي على ضرورة اقرار حزمة التغير المناخي والطاقة، وتعهدوا بتقديم كل الدعم والمساندة اللازمة لاقرارها من قادة دول الاتحاد خلال قمة مقررة الاسبوع القادم في بروكسل، وبعد ذلك من المؤسسة التشريعية الاوروبية. والحزمة تسعى الى اقرار خطة (20-20-20) التي تهدف الى خفض دول الاتحاد الاوروبي الـ27 انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الارض بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات انبعاثها عام 1990 والتزام بجعل الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تمثل 20 في المائة من استهلاك الطاقة بحلول عام 2020.

واستضافت بروكسل اجتماعا لوزراء البيئة في الاتحاد الاوروبي خلال اليومين الماضيين لبحث ملف التغير المناخي في مرحلة وصفها بيان أوروبي بالمرحلة الحاسمة في اطار المشاورات الاوروبية، حول ملف التغير المناخي. وعبرت الجمعيات والمنظمات التي تدافع عن البيئة عن مخاوفها من تداعيات الاحتباس الحراري وقامت بزرع اعلام دول الاتحاد في كتل ثلجية امام مقر الاجتماعات، التعبير عن مخاوفها من خطر ذوبان الثلوج كأحد تداعيات الاحتباس الحراري، بينما ستعاني دول اخرى من التصحر ونقص المياه، وهي امور تثير مخاوف الجميع، ومنهم الرئيس البولندي السابق ليخ فاليسيا الذي تصادف وجوده في مقر المجلس الاوروبي.

وأكد فاليسيا لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الملف يحتاج الى المزيد من الاهتمام والعمل المشترك وتقنيين التشريعات اللازمة لضمان تحقيق ذلك. وقال وزير البيئة الالماني سيجماس جبراييل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد الاوروبي سيتحدث بصوت موحد في ملف التغير المناخي، عقب انتهاء القمة الاوروبية المقررة في الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الجاري ببروكسل. واضاف على هامش اجتماعات وزراء البيئة والطاقة في دول الاتحاد التي انعقدت في عاصمة أوروبا الموحدة: «كانت لدينا ملفات هامة على الطاولة واجرينا مشاورات جادة ومكثفة حول مجموعة مقترحات تتعلق بحزمة الطاقة والتغير المناخي. من الصعب ان نتخذ قرارا بشأنها خلال اجتماع الوزراء لأن هناك بعض النقاط التي سنناقشها وترفع الى القادة في القمة المقررة الاسبوع القادم لاعتمادها».

ولمح الوزير الى وجود اراء ومقترحات مختلفة، الا انه أكد أن الاختلاف أمر طبيعي، وقال: «في النهاية سيكون هناك صوت اوروبي موحد عقب القمة للتعامل مع ملف التغير المناخي، وستكون اشارة قوية وهي ان الهدف الاوروبي اصبح موحدا ومشتركا، وستكون هناك القوانين والتشريعات المطلوبة في هذا الاطار».

وفي موازاة ذلك، دعت فعاليات داخل البرلمان الاوروبي الى اقرار حزمة التغير المناخي والطاقة خلال جلسة للبرلمان المقرر عقدها في مدينة ستراسبورغ الفرنسية في الـ 17 من الشهر الجاري. وقال وزير البيئة والطاقة والتنمية المستدامة وتنظيم الاراضي الفرنسي جان لويس بورلو «اننا وصلنا الى المرحلة الحاسمة من المفاوضات، والعالم يوجه انظاره الى اوروبا هذا الشهر ونحن في مرحلة تاريخية لنا». واضاف الوزير في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، ان نحو 90 في المائة من حزمة المقترحات بشأن الطاقة والتغير المناخي، جرى التوافق بشأنها ولايزال سوى 5 أو 10 في المائة فقط من النقاط، تحتاج الى تدخل القادة الاوروبيين.

من ناحيته قال مفوض الاتحاد الاوروبي للبيئة سترافروس ديماس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أيضا، ان المناقشات داخل البرلمان ومن خلال المجلس الوزاري، كانت جيدة للغاية. وأضاف: «خرجنا باتفاق حول ضرورة استمرار تقديم الدعم والمساندة اللازمة لحزمة مقترحات الطاقة والتغير المناخي حتى تحصل على موافقة القادة والبرلمان الاوروبي». وأكد ان «اقرار حزمة التغيير المناخي يعد من اهم ما سيتم انجازه في اوروبا خلال الاعوام الماضية».