باكستان تشن حملة اعتقالات على عناصر «عسكر طيبة».. والبيت الأبيض يشيد

بينهم مشتبه تتهمه الهند بأنه المسلح الوحيد الناجي بعد هجمات مومباي

TT

اشاد البيت الابيض أمس باتخاذ باكستان «خطوات ايجابية» في معركتها ضد المتطرفين على اراضيها اثر اعتداءات مومباي، لكنه كرر ضرورة ان تتعاون اسلام اباد مع الهند والولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو للصحافيين «اعتقد انه لا شك ان باكستان اتخذت خطوات ايجابية»، وذلك بعد اعلان هذا البلد انه اعتقل الاحد والاثنين 16 شخصا يشتبه بارتباطهم بجماعة «عسكر طيبة»، بينهم احد قادتها العسكريين. و«عسكر طيبة» هي اول مشتبه به في تنفيذ الاعتداءات الاخيرة التي خلفت 172 قتيلا في مومباي الهندية.

ورفضت بيرينو الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول عمليات الاعتقال التي حصلت الاحد والاثنين، لكنها اضافت «من الاهمية بمكان ان نواصل التعاون، الهنود، الباكستانيون، الولايات المتحدة وحلفاؤنا، لمنع اعتداءات جديدة بعد اعتداءات مومباي».

وكانت عدة مصادر في مظفر اباد، عاصمة اقليم كشمير في باكستان، قد قالت امس إن قوات الامن الباكستانية ألقت القبض على شخص يشتبه في أنه مدبر الهجمات التي شهدتها مدينة مومباي الهندية الشهر الماضي وذلك خلال مداهمة معسكر للمتشددين.

ونقلت رويترز عن مسؤول في جمعية خيرية على صلة بجماعة «عسكر طيبة» المتشددة أمس ان زكي الرحمن لاخفي أحتجز عقب المداهمة التي جرت الاحد لمعسكر يستخدمه مقاتلو جماعة «عسكر طيبة» في الجبال خارج مظفر اباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير. وقال المسؤول بجمعية الدعوة التي تعتبر واجهة لجماعة «عسكر طيبة» المتشددة «نعم لاخفي بين أربعة أو خمسة رجال ألقي القبض عليهم». وصرح متشدد سابق أيضا له صلات وثيقة مع جمعية الدعوة بأن لاخفي وهو من قادة العمليات في عسكر الطيبة اعتقل. كما ذكر ذلك ايضا ضابط بالمخابرات الباكستانية. وقال مسؤول كبير في أجهزة الامن الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم ذكر اسمه «اعتقل ذكير الرحمن الاخوي أحد قادة العمليات المسلحة في عسكر طيبة».

واعتقل شخص يشتبه بانه من عناصر «عسكر طيبة» في روالبندي بضاحية اسلام اباد، بحسب مسؤولين في اجهزة الامن.

وقال ضابط باكستاني إن العملية على مخيم جماعة الدعوة الذي يضم مستشفيات وربما ايضا بحسب المصادر معسكرا لتدريب المقاتلين الاسلاميين، كانت تهدف الى «جمع تفاصيل عن نشاطات الجمعية في كشمير إثر اتهامات الهند بان عسكر طيبة تستخدم الاراضي الباكستانية للتدرب». وعقدت الحكومة الباكستانية اجتماعا الاثنين لمناقشة نتائج الاعتداءات ولا سيما ما نتج عنها من تجدد التوتر مع الهند التي تؤكد باستمرار ان «ارهابيي مومباي» قدموا جميعا من باكستان. وتعهدت إسلام اباد، في بيان صدر في ختام الاجتماع، بالتعاون بشكل تام مع تحقيق نيودلهي مؤكدة ان «التحرك ضد الارهاب» من صلب «مصالحها الجوهرية» ولاخفي أحد قادة عمليات جماعة «عسكر طيبة». وقال مسؤولون هنود إن المسلح الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد هجمات مومباي ورد اسمه على أنه أحد زعماء المجموعة الذين خططوا للهجمات.

وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير نشر على موقعها على الانترنت أمس نقلا عن مسؤول حكومي أن لاخفي اعتقل. وقال مسؤولون هنود إن لاخفي، ويوسف مزمل، قائد عمليات «عسكر طيبة» المناهضة للهند، أعطيا الامر هاتفيا لعشرة متشددين نفذوا هجمات مومباي. وقتل 171 شخصا على الاقل في الهجمات التي استمرت ثلاثة أيام على مومباي عاصمة الهند المالية في الشهر الماضي. وطلبت باكستان دليلا على ان المهاجمين جاءوا من أرضها لكنها ابدت استعدادها للتعاون مع الهند في التحقيقات. وعرض الهجوم العلاقات التي كانت آخذة في التحسن بين الجارتين النوويتين للخطر. ومارست الولايات المتحدة ضغوطا دبلوماسية على باكستان حتى تواكب أقوالها بالأفعال وتتحرك سريعا لكي لا تتفاقم الأزمة، وفي الوقت نفسه طلبت من الهند ضبط النفس.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اول من امس لشبكة «سي.ان.ان» الاخبارية «ما من شك ان الاراضي الباكستانية استخدمت من جانب فاعلين لا صلة لهم بالدولة على الارجح». و«عسكر طيبة» التي انشأها الباكستاني حافظ سعيد عام 1989 محظورة منذ 2002 في باكستان وهي مدرجة على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية. غير ان جماعة الدعوة التي تنشط على الارض لمساعدة الفقراء في كشمير، وخصوصا منذ الزلزال المدمر الذي وقع في اكتوبر (تشرين الاول) 2005، تعتبر واجهتها السياسية، وهي بزعامة حافظ سعيد الذي يعتقد انه غادر «عسكر طيبة» إثر حظرها. وندد الأخير «بشدة» الاثنين بالاعتقالات «غير المبررة» في صفوف جمعيته حاملا على «ضعف» الحكومة الباكستانية.

وقال متحدث باسم «عسكر طيبة» يدعى عبد الله غزنوي في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية في مكان مجهول ان «الهجوم على مخيمنا في مظفر اباد انما هو نتيجة الضغط الهندي على باكستان».

واضاف متوجها بكلامه الى حكومة باكستان «ان لم يكن في مقدوركم مساعدتنا في كفاحنا ضد النظام الهندي في كشمير، يجدر بكم على الاقل عدم التعرض لنا»، نافيا مرة جديدة أي ضلوع لحركته في هجمات مومباي.