رئيس الوزراء اليوناني يأسف لمقتل الفتى برصاص الشرطة ويدين أعمال الشغب «غير المقبولة»

تواصل المواجهات مع الشرطة والاحتجاجات تمتد الى قنصليات اليونان في الخارج

TT

ما زالت الموجهات مستمرة في معظم المدن اليونانية الكبيرة بين الشرطة والمتظاهرين، احتجاجا على مقتل الصبي البالغ من العمر ستة عشر ربيعا على أيدي رجال الشرطة ونتج عن ذلك اندلاع أعمال شغب تسببت في خسائر مادية فادحة في المحلات التجارية والبنوك والممتلكات العامة، واعتقلت الشرطة عشرات المشاغبين، كما أن هناك عشرات المصابين تم نقلهم إلى المستشفيات بإصابات مختلفة واختناقات تنفسية من الغاز المسيل للدموع.

من جهته اعتذر رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارمانليس عن الحادث وأعرب عن أسفه ومواساته لأسرة الضحية الذي لقي حتفه بنيران رجل شرطة. وأكد أن العدالة سوف تأخذ مجراها وسوف يواجه الجاني اقصى درجات العقوبة، بينما لم يلمح إلى استقالة الحكومة أو تقصيرها أو حتى إلى انتخابات مبكرة حسبما كان ينتظر الكثيرون. وقد أكد رئيس الوزراء اليوناني التزام الدولة وضع حد لاعمال العنف وقال في اول ظهور له منذ بداية الازمة عبر التلفزيون الرسمي ان «الاحداث غير المقبولة والخطيرة» التي تلت مقتل شاب «لا يمكن القبول بها». ودان «العناصر المتطرفين الذين استغلوا المأساة (...) عبر الاظهار ان هدفهم الوحيد هو العنف»، مؤكدا ان «الدولة ستحمي المواطنين وستحمي المجتمع (...) انه اقل ما يمكن القيام به تكريما لالكسي»، في اشارة الى الفتى الذي قتل السبت. وقد امتدت الاحتجاجات إلى خارج الحدود اليونانية، اذ تظاهر نحو 15 شخصا أمام القنصلية اليونانية في برلين، وبالمثل تظاهر نحو مائة طالب أمام السفارة اليونانية في لندن، ورفع المتظاهرون لافتات احتجاج وكتبوا شعارات ضد الحكومة والأمن اليوناني، كما تظاهر نحو 400 طالب في ميدان قصر بافو في قبرص والقوا بالحجارة على مركز للشرطة.

أما على الصعيد المحلي فقد شهد عدد كبير من اقسام الشرطة في البلاد اعتداءات من قبل المتظاهرين الذين رموا مباني الشرطة بالحجارة وأشياء أخرى كما نتج عن هذه التظاهرات خسائر مادية للمباني والسيارات الموجودة في مناطق الاحتجاجات. وتسبب اعمال الشغب بتعطيل حركة العمل، ويأتي ذلك في الوقت الذي لم تظهر فيه اي علامة على تراجع الضغط على الحكومة اليونانية المحافظة.

من جهته، دعا الحزب الشيوعي اليوناني والذي شارك في تظاهرات اول من امس إلى تجمع حاشد في وسط أثينا مساء سوف تتحدث فيه زعيمة الحزب أليكا باباريغا، كما دعت الاتحادات العمالية والطلابية إلى مسيرة احتجاجية حاشدة أيضا وأعلن حزب باسوك الاشتراكي المعارض الذي تصدر استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة انه يجب على اليونانيين نبذ هذه الحكومة. ووفقا لتقارير هيئة الدفاع المدني فانه في الاربع وعشرين ساعة الاخيرة في احدى الضواحي بأثينا، تم الاعتداء وإحراق 24 بنكا، 35 محلا تجاريا، 22 سيارة، 12 منزلا سكنيا، 63 صندوق قمامة، 7 مواقف للباصات، ومكتب تابع للحزب الحاكم. كذلك، وقعت صدامات في رودس عاصمة الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه في شرق اليونان بين قوات الامن وطلاب كانوا يحتجون على مقتل الفتى.