قيادة العمال الكردستاني تعلن مبادرة من جانب واحد لوقف إطلاق النار مع تركيا

مسؤول من معقله في كردستان العراق لـ«الشرق الاوسط»: سنمدده إذا لم يهاجمونا

جنود أتراك وحراس قرى خلال احتفال عسكري قرب الحدود مع العراق أمس (رويترز)
TT

اطلقت قيادة حزب العمال الكردستاني المناوئ لتركيا، مبادرة لوقف اطلاق النار من طرف واحد، بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك. وأكدت قيادة الحزب بجناحيها السياسي والعسكري في بيان رسمي لها تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، انها ستوقف جميع العمليات العسكرية ضد القوات التركية اعتبارا من اول ايام العيد السعيد ولمدة عشرة ايام معربة عن املها في ان تقابل تركيا هذه الخطوة بخطوة مماثلة من اجل تثبت السلام والشروع في حوار مباشر وصريح لحل قضية حزب العمال الكردستاني.

واضاف مصدر قيادي في الحزب، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان اتحاد المنظومات الكردستانية ـ وديوان رئاسة مؤتمر الشعب وهما يمثلان الجناح السياسي للحزب، طلبا معا من قوات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب العمال بوقف اطلاق النار اعتبارا من اول ايام عيد الاضحى المبارك، تأكيدا لحسن نوايا الحزب ومقاتليه، وحرصا منه على حقن الدماء ومنع حدوث المعارك. واوضح المصدر ان الحزب سيلتزم بمبادرته هذه، ما لم تعمد قوات الجيش التركي الى شن عمليات عسكرية ضد الحزب وقواعده، وقال «ان الحزب سيعمل على تمديد فترة وقف اطلاق النار في حال التزمت به تركيا بدون خروقات، ويطالب جميع القوى والاطراف في المنطقة والعالم باغتنام هذه المبادرة وممارسة الضغوط الدبلوماسية على انقرة لحملها على الاستجابة لهذه المبادرة السلمية والعمل على جعلها مبادرة ثنائية الطرف تمهيدا للبدء بحوار مباشر بين الطرفين وصولا الى حل ناجع وسلمي لقضية حزب العمال الكردستاني».

من جانبه قال احمد دنيز مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني «ان حزب العمال الذي يبارك قدوم عيد الاضحى السعيد ويهنئ عموم الشعب الكردي وكل الشعوب الاسلامية بهذه المناسبة المقدسة، يطلق مبادرته السلمية لكبح الحملات المسعورة التي يتعرض لها حزب العمال والشعب الكردي في الجزء الشمالي من كردستان، والبرهنة على حسن نواياه السلمية».

واوضح دنيز في حديث هاتفي لـ«الشرق الاوسط» من معقله في جبال قنديل في كردستان العراق» ان قيادة الحزب طلبت من مقاتليها ايقاف جميع اشكال العمليات والانشطة العسكرية ضد القوات التركية لمدة عشرة ايام بدء من اول ايام عيد الاضحى المبارك، الا اذا بادرت القوات التركية الى خرق حالة وقف اطلاق النار المعلن من جانبنا فقط» واضاف «ان هذه المبادرة الغاية منها هي البرهنة للرأي العام باننا جادون في دعوتنا الى السلام، وتكريس الامن والسلام في المنطقة وعلى تركيا ان تثمن هذه المبادرة وتقدرها كما تستحق».

وأكد دنيز ان مبادرة وقف اطلاق النار من جانب الحزب والتي هي الخامس من نوعها منذ اعلن الحزب الحرب ضد تركيا عام 1984، تأتي لتدعيم جهود الاطراف والشخصيات الساعية الى ايجاد حل سياسي ودبلوماسي عادل لقضية حزب العمال وقال «نريد ان نقول للعالم من خلال هذه المبادرة ان الشعب الكردي شعب مسالم وحزب العمال يعشق السلام، ونؤكد مجددا ان قضيتنا لا يمكن حلها بالوسائل والحملات العسكرية، لذا ينبغي التخلي عن تلك الاساليب».

وحول توقعات قيادة الحزب فيما اذا كانت انقرة ستستجيب لهذه المبادرة ام لا، قال دنيز «لقد اعلنا عن هذه المبادرة السلمية من جانب واحد، ولا يمكننا التكهن برد فعل تركيا تجاه مبادرتنا لا سيما ان حزبنا سبق ان بادر في اوقات متفاوتة الى ايقاف القتال من طرف واحد خمس مرات لكن تركيا أبت الاستجابة لمبادرته وواصلت القتال ضده، اعتقادا منها بان حزب العمال بات ضعيفا وغير قادر على المقاومة وراحت تطلق مزاعم من هذا القبيل لتفويت فرصة تحقيق السلام، الامر الذي ادى الى استمرار القتال بين الطرفين على نحو اشد ضراوة من ذي قبل، لكننا نتنمى ونأمل ان لا تكرر انقرة الامر ذاته وتقابل مبادرتنا باخرى مماثلة من اجل تمديد فترة وقف اطلاق النار وتهيئة الارضية لتحقيق السلام، اما اذا ردت تركيا على مبادرتنا بشكل سلبي فعلى العالم ان يدرك جيدا وبوضوح ان تركيا هي التي ترفض السلام وتصر على ممارسة النعف وخوض القتال».