خادم الحرمين مشيدا بالمشاركين في الحج: نجحتم رغم تحديات الحيز المكاني والتوقيت الضيق

الأمير نايف في برقية للملك: لم يحدث ما يعكر صفو الحجاج بالرغم من متغيرات العالم وأحداث المنطقة

TT

بارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، نجاح حج هذا العام، في برقية شكر جوابية بعث بها للأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الذي بدوره رفع برقية للملك، وضعه فيها بصورة النجاحات التي تم تحقيقها في موسم حج هذا العام على الأصعدة كافة.

وأثنى الملك عبد الله، على حسن استعداد الرجال الذين شاركوا في موسم الحج، الذي أثمر نجاحا في أداء هذه المسؤولية الشريفة على أكمل وجه رغم تحديات الحيز المكاني والتوقيت الضيق وتزايد أعداد الحجاج كل عام.

بدوره، أكد الأمير نايف على سلامة حج هذا العام، وقال «نحمد الله عز وجل أن حج هذا العام لم يشهد ما يعكر صفو الحجاج وتأدية النسك على أكمل ما يجب أن تكون، وذلك على الرغم مما يعيشه العالم من متغيرات، وما تشهده المنطقة من أحداث. كل ذلك بفضل الله ثم بالتوجيهات الصائبة والخطط المعدة سلفاً».

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد وجه برقية شكر جوابية للأمير نايف بن عبد العزيز، بمناسبة نجاح حج هذا العام، قال فيها:

«الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تلقينا برقية سموكم المتضمنة تهنئتكم وجميع المشاركين في موسم حج هذا العام بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ونجاح كافة الخطط لعموم المشاركين في موسم حج هذا العام 1429هـ.

وإننا إذ نشكر سموكم وجميع أبنائنا المشاركين في تلك المهمة من القطاعات كافة على مشاعرهم النبيلة ودعواتهم الصادقة، لنبدي ارتياحنا واعتزازنا البالغين بالتكامل الرائع الذي سجله تنفيذ تلك القطاعات لجميع الخطط (الأمنية، والخدمية، والتنظيمية، والوقائية) وتطوير آليات تنفيذها والتي مكنت ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بطمأنينة وسلام.

إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تفرض على الجميع أن يتصدى لمسؤولياته بعزم لا يخالجه الوهن وصبر لا كلل معه، فبلادنا ومنذ عهد الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، يرحمه الله، تعد هذه الفريضة العظيمة من أهم مسؤولياتها وواجباتها، وهي بنظرنا أشرف وأنبل خدمة شرفنا المولى عز وجل بأدائها، وقد أثبت رجالنا المشاركون، ولله الحمد، حسن استعدادهم الذي أثمر نجاحاً في أداء هذه المسؤولية الشريفة على أكمل وجه رغم تحديات الحيز المكاني والتوقيت الضيق وتزايد أعداد الحجاج كل عام.

نحن اليوم نقف حامدين شاكرين لرب العالمين أن يسر للمسلمين أداء حج هذا العام ومكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

كما نبارك بهذا الصدد جهود أبنائنا في جميع القطاعات؛ فقد كانوا كعادتهم على مستوى المسؤولية وبذلوا الجهود المخلصة التي أسهمت، ولله الحمد والمنة، في تحقيق هذا النجاح الذي لمسه الجميع على المستويات كافة، فلهم منا خالص الشكر والتقدير، سائلين الله العلي القدير أن يسدد خطانا جميعاً لما فيه العزة لديننا والرفعة لوطننا».

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، قد رفع البرقية التالية لخادم الحرمين الشريفين:

«خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أيده الله ورعاه رئيس مجلس الوزراء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

شرف لا يعلوه شرف وتكريم يسمو فوق كل تقييم أن يشهد العالم من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر وكالات الأنباء العالمية، حركة ما يقارب ثلاثة ملايين حاج من مختلف الجنسيات والبلدان والأعمار والثقافات من مشعر لآخر بكل يسر وسهولة وأمن وأمان تحيطهم على الصعيد الطاهر بمكة المكرمة عناية الله.. وتذلل الصعاب في طريقهم جهود آلاف الجموع من رجال الأمن وكافة منسوبي الأجهزة الحكومية المعنية بشؤون الحج.. مزودين بكافة الإمكانات والطاقات.. واضعين نصب أعينهم توجيهاتكم السامية الكريمة وولي عهدكم الأمين الرامية إلى توفير كافة الخدمات وأرقى التسهيلات لضيوف الرحمن الذين شاء الله لهم أن يكونوا من جموع حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1429هـ لكي يؤدوا نسكهم في أجواء مفعمة بالسكينة والإيمان.. يحدوهم الرجاء في أن يفوزوا برضى خالقهم.. وأن يكتب لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعوداً حميداً إلى أوطانهم وأهليهم بإذن الله تعالى وتوفيقه.

ونحمد الله عز وجل أن حج هذا العام لم يشهد ما يعكر صفو الحجاج وتأدية النسك على أكمل ما يجب أن تكون.. وذلك على الرغم مما يعيشه العالم من متغيرات.. وما تشهده المنطقة من أحداث.. كل ذلك بفضل الله ثم بالتوجيهات الصائبة والخطط المعدة سلفاً.

وعظيم يا خادم الحرمين الشريفين أن يتحقق هذا الإنجاز الإسلامي الكبير بهذا المستوى الرفيع من الأداء الأفضل والتنفيذ المحكم لكافة استراتيجية لجنة الحج العليا بمختلف خططها (الأمنية، والصحية، والتنظيمية، والوقائية)، والتي احتشد لتنفيذها على الصعيد الأمني ما يفوق مائة ألف رجل أمن.. انتظمت جهودهم وأثمرت عطاءاتهم وتفانيهم في تحقيق نجاحات متميزة لكافة الخطط الأمنية والمرورية.. يصاحبها إنجازات أخرى وعلى مستوى رفيع من الأداء للأجهزة الحكومية المعنية بشؤون الحج واحتياجات الحجيج وبمتابعة متواصلة في إطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 179 وتاريخ 26/6/1429هـ الذي أناط بلجنة الحج العليا متابعة تنفيذ تلك الخطط وتقويمها ضمن آليات متطورة في كوادرها.. وعلمية في منهجيتها.. وشاملة في رصد ملاحظاتها التي لا تعتمد على الرؤية التي ترصد الخطأ وجوانب التقصير بقدر ما تنظر بعين التطوير والبحث عن الأمثل والأفضل.. واضعة في الحسبان تطلع قيادة إسلامية شرفها الله بخدمة الإسلام.. ورعاية شؤون المسلمين ومقدساتهم.. وجعلها مؤتمنة على هذه الرسالة الإسلامية العظيمة التي بقدر عظمتها يعظم الأجر والمثوبة من الله لمن أرسى دعائم هذه الدولة الإسلامية على عقيدة الإسلام الخالدة وخدمة المسلمين ورفعة شأنهم ولمن سار على نهجه واقتدى بخطاه من أبنائه.. فالرحمة والغفران لمن رحل منهم والعزة والتمكين لمن بقي يرعى الأمانة.. ويصون حمى الإسلام.. ويسهل لجموع المسلمين أداء هذا الركن العظيم.

ويطيب لي يا خادم الحرمين بمناسبة هذا الإنجاز الإسلامي الكبير وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أن أرفع لمقامكم السامي الكريم باسمي وباسم أبنائك وجنودك رجال الأمن وكافة منسوبي وزارة الداخلية من المدنيين والعسكريين وعموم المشاركين في موسم حج هذا العام 1429هـ من الجهات الحكومية العاملة، أسمى آيات التهاني والتبريكات بهاتين المناسبتين الكريمتين، داعياً المولى عز وجل أن يرفع بجهودكم المخلصة منزلتكم عند خالقكم.. ومكانتكم في قلوب شعبكم وإخوانكم المسلمين في مختلف الدنيا.. وأن يديمكم عزاً للإسلام.. وذخراً للمسلمين، وكل عام وأنتم بعزة وقوة وتمكين.. حفظكم الله وأدام عزكم».