مصر: محافظة شمال سيناء تُعد وثيقة للقبائل لمنع مظاهرات المحتجين

بدو غاضبون يدعون قياداتهم لمؤتمر مناهض للسلطات

TT

في وقت قالت فيه مصادر بمحافظة شمال سيناء بمصر إن المحافظة تُعد وثيقة للقبائل تمنع بموجبها تظاهرات المحتجين في نطاق نفوذ كل قبيلة، واتخاذ خطوات من شأنها امتصاص الغضب بعد سلسلة مصادمات مع الشرطة هناك، دعا بدو غاضبون بشمال سيناء قياداتهم لمؤتمر مناهض للسلطات يوم الاثنين المقبل، محذرين زعامات شعبية محلية من الاستجابة لما وصفوه بـ«ضغوط من السلطات لتعطيل عقد المؤتمر الاحتجاجي بمنطقة العجراء بسيناء».

وقال أحد زعماء البدو، ويدعى موسى سالمان، إن السلطات المحلية تسعى لمنع إقامة المؤتمر الذي تم دعوة كل القبائل لحضوره، وأن مسؤولين محليين أجروا اتصالات بقيادات شعبية من سيناء طلبوا خلالها تأجيل المؤتمر ومنحهم مزيدا من الوقت بغرض إنجاح مساع للتهدئة على خلفية مصادمات عنيفة جرت بين البدو وقوات الأمن الشهر الماضي.

وأضاف سالمان أن لدى العديد من أهالي سيناء مخاوف من أن تشهد مناطق القبائل حملة جديدة من الاعتقالات لأبناء البدو في محاولة لإجهاض المؤتمر، ما اضطر عددا كبيرة من الرجال إلى النوم خارج منازلهم خوفا من إلقاء القبض عليهم، مشيرا إلى أن الهدف من المؤتمر المزمع عقده هو «إعلان مطالب البدو ومواجهة محاولات تقوم بها السلطات المحلية لزرع الفُرقة بين القبائل بل بين العائلات داخل كل قبيلة».

وقال البدو المناصرون لعقد المؤتمر في بيان أصدروه يوم أول من أمس إنهم يطالبون بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المعتقلين، وعلى رأسهم (الناشط الحقوقي السيناوي) مسعد أبو فجر»، وكذلك المطالبة بإلغاء أحكام غيابية «صادرة بحق عدد من أبناء سيناء»، وتمليك الأراضي لواضعي اليد عليها وإلغاء فوائد بنك التنمية والائتمان الزراعي، مطالبين في بيانهم كذلك اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء وضع جدول زمني لإمداد القرى المحرمة بالخدمات اللازمة.

ويتخوف البدو مما قالوا إنها مساع تتبناها محافظة شمال سيناء وتهدف لإقرار وثيقة جديدة لمواجهة من تقول عنهم: خارجون عن القانون، ومنعهم من الوجود والتظاهر في نطاق الأراضي التابعة لكل قبيلة من قبائل شمال سيناء، بخاصة على الحدود الدولية القريبة من إسرائيل وقطاع غزة.

وفي مؤتمر استباقي أعلن محافظ شمال سيناء إنه عقد عدة اجتماعات مع مشايخ بعض القبائل وقيادات شعبية وسياسية بالمحافظة لـ«مناقشة الأوضاع الأمنية وتحقيق الاستقرار والتركيز على قطاعات التنمية»، وأنه «تم الاتفاق مع قيادات قبلية على إعادة النظر في التقسيم الإداري الحالي لمنطقة وسط سيناء، بحيث تضم دائرة انتخابية رابعة يكون لها ممثلان إضافيان للمحافظة في البرلمان، وإنشاء شركة قابضة لتنمية سيناء باستثمارات تصل إلى ملياري جنيه».

وأكد المحافظ في تصريحاته للصحافيين ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار سيناء «الذي يبدأ من بوابة مصر الشرقية على الحدود (مع إسرائيل وقطاع غزة)»، مطالبا بأن «يتعامل الجميع في إطار القانون والشرعية». وبين حين وآخر تتجدد مصادمات بين مواطنين من أبناء سيناء والسلطات المحلية، إذ يتهم الطرف الأول السلطات بالقسوة في التعامل مع المواطنين، فيما يتهم الطرف الثاني مواطنين من سيناء بالخروج على القانون، وخلفت تلك المصادمات قتلى وجرحى من الجانبين كان آخرها مصادمات عنيفة سقط فيها قتلى واختطاف لرجال شرطة قبل أسبوعين.

على صعيد ذي صلة قالت مصادر أمنية مصرية أمس إن أجهزة الأمن ألقت القبض على شاب مصري، 25 عاما، من مدينة الإسماعيلية على قناة السويس أثناء محاولته التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر، بحثا عن فرصة عمل.