إسرائيل تدرس قصف المواقع التي تنطلق منها الصواريخ في غزة

سرايا القدس: لا مجال لتمديد التهدئة في ظل الحصار

TT

يدرس وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، مع كبار رجال الأمن والقانون في إسرائيل، بضغط من وزراء، ومسؤولي الأجهزة الأمنية، احتمال إحداث تغيير في أساليب الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة. ويدور النقاش حول طريقة العمل العسكري ضد حركة حماس في قطاع غزة، وذلك على خلفية قرب انتهاء التهدئة الأسبوع المقبل. ويطالب عدد من الوزراء الإسرائيليين بإحداث تغيير في استراتيجية إسرائيل، والمصادقة على قصف المواقع التي يعتقد أنها مصادر إطلاق الصواريخ، علاوة على فرض «عقوبات سلطوية» على قطاع غزة، مثل وقف إمدادات المياه والكهرباء.

وبرغم ما نقل عن باراك، قوله إن ذلك غير ممكن في الوقت الحالي، بسبب عدم وجود مصادقة قضائية على مثل هذه العمليات، الا انه التقى، الأسبوع الماضي، الرئيس السابق للمحكمة العليا، مئير شمغار، بالإضافة إلى عدد آخر من الحقوقيين، وأجرى نقاشا بهذا الشأن في مكتبه. ولم يستبعد مكتبه إجراء تصويت في الحكومة، وحسم هذا الأمر خلافا لرأي الحقوقيين. وتأتي المشاورات الإسرائيلية، وسط دعوات متزايدة من وزراء إسرائيليين، بينهم حاييم رامون النائب الأول لرئيس الوزراء ايهود اولمرت، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، ووزير المواصلات شاؤول موفاز، ووزير الداخلية مئير شطريت، وغيرهم، بتكثيف الرد الإسرائيلي على خروقات التهدئة.

وبينما يعارض المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز قطع الكهرباء والماء عن غزة، وقصف مناطق اطلاق الصواريخ، قال رامون، «إن هناك وجهات نظر قضائية كثيرة لمختصين مستقلين تسمح بذلك (قصف مناطق الصواريخ وقطع الكهرباء)، مثلما كان ذلك ممكنا خلال العدوان الأخير على لبنان في يوليو (تموز) 2006. وبحسب رامون فإنه «في أسوأ الحالات لن نتمكن من السفر إلى بلجيكا». ويقول رامون إن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية يؤيدون اقتراحه، وضمنهم رئيس هيئة أركان الجيش ورئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية. ويضيف أن ذلك أفضل من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق وتؤدي إلى خسائر كبيرة. ويقترح رامون استدعاء مزوز إلى جلسة الحكومة وإجراء عملية تصويت على هذه العمليات. وفي الوقت الذي يميل فيه باراك لاستمرار التهدئة، لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية، أو حركة حماس قرارا نهائيا بشأن استمرارها. وحذرت أمس، سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إسرائيل، من مغبة إقدامها على شن أي هجوم على غزة المحاصرة، وقالت السرايا ان غزة ستكون «مقبرة للغزاة».

واكدت سرايا القدس، في بيان لها أنه «لا مجال للقبول بأي تهدئة أو تمديدها ما دام العدو يواصل عدوانه وجرائمه وحصاره بحق أبناء شعبنا المرابط».

وقال البيان، «إن التهديدات والدعوات الصهيونية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة واستهداف قادة المقاومة الفلسطينية تهديداتٌ يائسة وعاجزة، وتأتي في سياق التخبط السياسي والعسكري الذي تشهده الساحة الصهيونية، وهي مقدمة لدعاية انتخابية صهيونية بين قادة الاحتلال الذين يتنافسون فيما بينهم على ارتكاب جرائم حرب».

واعتبرت السرايا، «أن هذه التهديدات الواهية تدل على عجز الاحتلال الكبير عن مواجهة المقاومة وصد صواريخها، التي أوجدت معادلة توازن الرعب والقوة». واضافت «سنقاوم المحتل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانات ولن تثنينا وترهبنا هذه التهديدات الفاشلة»، وتابع البيان «أن اي عدوان صهيوني سيقابل بردٍ قاس».