وزير خارجية البحرين: من حق دول الخليج استخدام القوة إذا فشلت الدبلوماسية

قال إن الولايات المتحدة لا تحمل عصا سحرية لحل مشاكل العالم

العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدى استقباله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي وصل إلى المنامة أمس (أ.ب)
TT

قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إنه إذا تم استغلال الدبلوماسية من طرف واحد، «فعلينا ألا نتردد لدقيقة واحدة في اللجوء للقوة، من أجل الحفاظ على مصالحنا الجوهرية».

وقال الوزير البحريني ردا على استفسار «الشرق الأوسط» عما إذا كان المقصود إيران فقال: «المقصود هو أن جميع الأطراف تحافظ على أمن الخليج، وتسعى للدبلوماسية، وإذا فشلت الدبلوماسية سنقاتل جميعا من أجل أمن الخليج».

وخلال حوار المنامة، الذي بدأت فعالياته مساء أمس في العاصمة البحرينية، فاجأ الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني، الحضور بخطاب غلبت عليه روح الدبلوماسية، غير أنه وقبيل اختتام خطابه، قال وبشكل مباشر «نحن ملزمون بصقل الدبلوماسية، وإذا فشلت الدبلوماسية أو تم استغلالها من قبل طرف واحد، فعلينا ألا نتردد في اللجوء للقوة، من أجل الحفاظ على مصالحنا الجوهرية».

وفيما فضلت مصادر بحرينية التحفظ عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان الوزير البحريني يوجه حديثه مباشرة لإيران، التي لم يصل وفدها حتى مساء أمس، قال مراقبون إن الرسالة الخليجية، التي أطلقها الشيخ خالد بن أحمد وزير خارجية البحرين، كان واضحا أنها موجهة لطهران، باعتبار أنها الوحيدة التي لديها عقبات في الحوار مع جيرانها في دول الخليج، بالإضافة إلى عدم ترحيبها بحل ملفها النووي بالطرق الدبلوماسية.

وحول المنظمة الأقليمية، التي تشارك فيها دول الشرق الأوسط، بما فيها اسرائيل، ودعت البحرين إلى تأسيسها في سبتمبر (أيلول) الماضي، طالب الوزير البحريني بجهد جماعي من «أجل إقناع كل الدول بالمشاركة، مؤكدا أن دعوة بلاده لتأسيس هذه المنظمة لجميع دول المنطقة بدون استثناء، لمواجهة التحديات، وأن دول الشرق الأوسط لا بد لها من الحوار مع بعضها البعض حتى لو كانت تكره بعضا من هذه الدول، مشيرا الى أنه عند الحوار في ما بين هذه الدول، فإن هناك العديد من المشاكل التي يمكن أن تحل». وفي شأن الأزمة المالية العالمية، أكد الوزير البحريني أن دول مجلس التعاون الخليجي ستتأثر بالأزمة أقل من غيرها، مضيفا «بفضل الخطط التي وضعها قادة الخليج سيكون وضعنا أفضل من المناطق الأخرى في العالم، مؤكدا ضرورة تخفيف الأزمة المالية على المواطنين العاديين.

وقال الوزير البحريني، إن الولايات المتحدة الأميركية «ليست لها عصا سحرية لحل كل المشاكل»، مضيفا أنه من أجل مساعدتها يجب على جميع الدول الاقتناع بالحوار بين دول العالم.

من جهته، طالب الرئيس التنفيذي لحوار المنامة جون كمبل دول الخليج بالاستفادة من التجربة الهندية في مكافحة القرصنة البحرية، معتبرا أن القرصنة في خليج عدن تتسبب في خطر متزايد. وقال كمبل إن الهند سمحت لقواتها بـ«قمع القراصنة»، مطالبا بضرورة تعامل دول الخليج والولايات المتحدة وأوروبا مع الهند لتأمين الأمن البحري.

كما طالب كمبل بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي التي تحتضن عددا كبيرا من العمالة الوافدة من الهند وباكستان، بالحملة الدولية للحد من الارهاب. وقال بان شهر ديسمبر (كانون الاول) شهر مهم هذا العام، باعتبار ان الرئيس القادم للولايات المتحدة سوف يتسلم منصبه، الشهر القادم، «ونحن في ظل ازمة مالية كبيرة،  وهو الشهر الذي ينظم فيه المنتدى، الذي سيركز على القضايا المالية والأمن، ولا شك ان الولايات المتحدة الاميركية تنظر الى الوضع الاقليمي بعين الاهمية، كما هو الحال بالداخل، وهذا الحوار الذي تستضيفه المنامة فرصة لكل دول التعاون وليس لاميركا وحدها وكل دول المنطقة».

واعتبر ان عرض اوباما بالتحاور مع ايران وفتح الباب امام الايرانيين للحوار هو فرصة كبيرة يجب على دول مجلس التعاون استغلالها ولعب دور مهم للحفاظ على توزيع القوى والتوازن، مضيفا «لكن ايران النووية خطر على الجميع».

من جهة اخرى، استقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وبحضور الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني، أمس، روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي الذي يشارك في مؤتمر حوار المنامة الذي تستضيفه البحرين. وقد رحب الملك حمد بن عيسى بوزير الدفاع الاميركي واشاد بعلاقات الصداقة الوثيقة بين البلدين، وما يشهده التعاون المشترك بينهما من تطور ونمو فى المجالات الاقتصادية والسياسية والدفاعية والعسكرية مؤكدا تطلع البحرين الى تدعيم هذا التعاون لما فيه خير المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

كما جرى خلال اللقاء بحث التطورات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا عملية السلام والجهود المبذولة لحل الصراع الاسرائيلى الفلسطيني، ونوه الملك حمد بالدور الاميركي في دفع عملية السلام والعمل على تحقيقه.

ومن المنتظر أن يناقش حوار المنامة على مدى ثلاثة ايام، بمشاركة مسؤولين أمنيين شرق أوسطيين وغربيين، قضايا مكافحة الأرهاب والأمن البحري والسلاح النووي الايراني والوضع في العراق وأفغانستان.

وسيلقي غيتس اليوم، كلمة رئيسة له في الحوار، ومن المتوقع أن تدشن كلمة وزير الدفاع الأميركي سياسة بلاده المقبلة، في ما يخص الأوضاع الأقليمية، وخصوصا علاقة أميركا بإيران.