البرتغال تحث الاتحاد الأوروبي على قبول معتقلين سابقين في غوانتانامو

حقوقيون يدعون دول الاتحاد الأوروبي إلى منح اللجوء للمفرج عنهم من كوبا

TT

في خطوة اعتبرها ناشطو حقوق الإنسان ومسؤولون أميركيون دليلا على رغبة جديدة لدى أوروبا للمساعدة في إغلاق معتقل غوانتانامو المثير للجدل، دعا وزير الخارجية البرتغالي دول الاتحاد الأوروبي إلى قبول المعتقلين المفرج عنهم. وفي خطاب نشر اول من امس، قال الوزير لويس أمادو «لقد حان الوقت كي يتقدم الاتحاد الأوروبي خطوة إلى الأمام، وأعتقد أنه كنوع من الالتزام بالمبادئ والتضامن علينا إرسال إشارة واضحة تعبر عن رغبتنا في مساعدة حكومة الولايات المتحدة في هذا الصدد، وتحديدا عبر إعادة توطين المعتقلين. وبالنسبة للحكومة البرتغالية، فإننا سنشارك في ذلك».

ويعد المعتقل الأميركي، الذي ما زال فيه 250 معتقلاً، رمزًا لما تعتبره الشعوب الأوروبية غياب القانون الأميركي. وعلى الرغم من انتقاد مسؤولين أوروبيين للحكومة الأميركية ومطالبتهم بإغلاق المعتقل، إلا أنهم لم يبدوا رغبة في اتخاذ خطوات مادية تساعد على تسهيل ذلك.

وحسب ما أفادت به تصريحات مسؤولين أميركيين يوجد 60 معتقلاً أو نحو ذلك تمت تبرئتهم لكنهم لا يجدون مكانا يذهبون إليه، لأنهم يخشون من الاضطهاد أو التعذيب إذا رجعوا إلى بلادهم.

وقال جون بيلنجر، المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية، إن الخطاب البرتغالي «يحمل دلالات مهمة»، فتلك هي المرة الأولى التي تقوم فيها إحدى الدول الأوروبية بالإشارة إلى رغبتها في قبول معتقلين، ويضيف «إنه تحد واضح لكل الدول الأخرى».

وربما تكون إدارة باراك أوباما، الذي تعهد بإغلاق المعتقل، القادمة أحد العوامل التي تشجع الدول الأوروبية على مساعدة الحكومة الأميركية في إغلاق تلك المنشأة. وتقول جنيفر داسكال، مستشارة بارزة في شؤون مكافحة الإرهاب بمنظمة هيومان رايتس ووتش، إنه يمكن أن يكون العرض البرتغالي «بداية لاتجاه جديد». من جهة أخرى، دعت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان امس في لندن الدول الاوروبية الى ان تحذو حذو البرتغال وتقدم اللجوء للمعتقلين المفرج عنهم من معسكر غوانتانامو الاميركي في كوبا. وقالت منظمة العفو الدولية ان «على الاتحاد الاوروبي والدول الاوروبية ان تبدي موقفا قياديا وتصغي لنداء البرتغال بوضع الحاجة لتقديم الحماية لمعتقلي غوانتانامو غير القادرين على العودة الى بلادهم، في موقع بارز في جدول اعمالها».

ويقول المحامون انه لا توجد ادلة لتوجيه اتهامات لنحو 200 من معتقلي غوانتانامو غير انهم لا يستطيعون العودة الى بلدانهم خوفا من تعرضهم للقمع. ورحبت منظمة «ربريف» التي تمثل اكثر من عشرين من معتقلي غوانتانامو بنداء البرتغال ودعت دول اخرى الى الاقتداء بها. وقال مدير المنظمة المحامي كلايف ستافورد سميث «هناك العديد من السجناء المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الذين تم السماح لهم بمغادرة ذلك السجن الرهيب».

واضاف «لكن للاسف، كان عليهم ان يناضلوا لكي يبقوا لان ادارة بوش كانت تريد ارسالهم الى بلدان كانوا سيتعرضون فيها لمزيد من التعذيب، ولم تعرض اية دولة اخرى استضافتهم». وفي رسالة الى نظرائه الاوروبيين، قال وزير خارجية البرتغال لويس امادو الاربعاء ان على الاتحاد الاوروبي ان «يوجه اشارة واضحة بشأن رغبتنا في مساعدة الحكومة الاميركية في حل هذه المشكلة، وذلك عبر استقبال معتقلين».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»