اكتشاف بكتيريـا تمتص السموم من المياه الملوثة

تضمن مستقبلا سلامة الثروة السمكية

TT

تتحمل البكتيريا الموجودة في الطبيعة المسؤولية عن معظم الامراض المعدية التي تصيب البشر، إلا أن بعض هذه البكتيريا مفيد ويمكن أن يستخدم في إصلاح ما يفسده البشر على الأرض. وبعد البكتيريا القادرة على سحب المواد السامة من الأراضي الملوثة جاء اليوم دور بكتيريا أخرى قادرة على سحب السموم من المياه الملوثة.

وراقب فريق من العلماء الدوليين، بقيادة الألماني مارسيل كوبرز من معهد «ماكس بلانك» الألماني المعروف، كيف يعمل نوع من البكتيريا على سحب أكاسيد الكبريت من على بقعة كبيرة من المياه الملوثة قرب الساحل الناميبي. وذكر تصريح صحافي أن البكتيريا حمت الأحياء البحرية من خطر المواد السامة ولم تترك أية مخلفات يمكن أن تضر بالبيئة. ويمكن لاستخدام هذه البكتيريا مستقبلا أن يضمن سلامة 90% من الثروة السمكية التي تعيش قرب السواحل في مختلف بقاع العالم.

وكانت البكتيريا البيئية فعالة تماما في معادلة أكاسيد الكبريت التي تطلقها أنواع أخرى من البكتيريا في مياه البحر وتتسبب بظاهرة «كبرتة» المياه. فآثار الكبريت التي تنتج عن العمليات البيولوجية لهذه البكتيريا تتأكسد بواسطة فقاعات الأوكسجين الناجمة عن موجات البحر وتتحول بالتالي إلى أكاسيد حمضية تترسب في القاع. وراقب كوبرز وزملاؤه كيف عملت البكتيريا البيئية على معادلة أكاسيد الكبريت قبالة الساحل الناميبي على مساحة 7 آلاف كيلومتر مربع، وهي مساحة تعادل مساحة دولة لوكسمبوج ثلاث مرات.

وسبق للعلماء أن رصدوا ظاهرة تحول الكبريت إلى أكاسيد وسلفايد عام 2004 اثناء دراساتهم لاسباب تلوث سواحل ناميبيا بأكسيد الكبريت. وصورت الأقمار الصناعية حينذاك «غيمة من أكاسيد الكبريت» تطفو في قعر البحر ومقابلها طبقة أخرى على السطح متأكسدة بالكبريت، وبينهما طبقة كبيرة من المياه التي نظفتها البكتيريا البيئية وتعيش فيها الأسماك بسلامة.