التركمان يقدمون ورقة عمل مشتركة لطالباني.. ويطالبون بتحويل كركوك إلى إقليم

قيادي تركماني لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس العراقي تعهد بتلبية مطالبنا قدر المستطاع

TT

اتشحت مدينة كركوك بالسواد أمس وخيم الحزن التام على جميع احيائها التركمانية والكردية والعربية التي انتشرت فيها مجالس على الضحايا الذين قضوا خلال التفجير الانتحاري الذي استهدف مطعم عبدالله السياحي على الطريق العام بين كركوك واربيل ظهيرة أول من أمس والذي اسفر عن سقوط نحو 50 قتيلا ونحو مائة جريح، فيما عززت قوات الشرطة والامن والجيش من تواجدها المكثف في الشوارع الرئيسية والساحات العامة في المدينة، وشرعت بعمليات تفتيش دقيقة للسابلة والسيارات تحسبا لوقوع مزيد من الهجمات الارهابية المتوقعة تزامنا مع زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الذي خصص اجتماعاته أمس للقاء الاطراف التركمانية في المدينة، الشيعية منها والسنية.

وبدأ طالباني اول اجتماعاته مع الاطراف الرئيسية للجبهة التركمانية العراقية (سنية) التي تضم الحزب الوطني التركماني وحزب العدالة وحزب القرار بالاضافة الى حزب تركمان إيلي الذي لا ينتمي الى الجبهة التركمانية وهي في مجملها احزاب تركمانية سنية.

وقد استمع طالباني الى وجهات نظر هذه الاحزاب التي لها نفوذ واسع في المحافظة والمناطق التي يقطنها التركمان في المحافظات المجاورة مثل صلاح الدين واربيل والموصل وديالى، وتعهد بتلبية المطالب التي تقدم بها زعماء هذه الاحزاب في اطار ورقة مشتركة «قدر المستطاع وخلال فترة قصيرة» حسبما اكد ذلك حسن توران نائب رئيس حزب العدالة التركماني احد ابرز اقطاب الجبهة التركمانية، واوضح توران في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عقب لقاء الرئيس طالباني مباشرة ان الورقة التي تقدم بها الزعماء التركمان تتلخص في جعل كركوك إقليماً خاصاً وتفعيل الاتفاقية المبرمة في ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي بكافة فقراتها والمبرمة بين الكتلتين الكردية والعربية في مجلس محافظة كركوك والتي تنص على ازالة كافة اشكال التجاوزات على اراضي وممتلكات الدولة داخل نطاق المدينة وضواحيها وتحقيق الادارة المشتركة في المدينة بين المكونات الاساسية لكركوك واخراج الاجهزة الامنية غير التابعة للسلطات الاتحادية العراقية، في اشارة الى الاجهزة الامنية التابعة للحزبين الكرديين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، بالاضافة الى مطلب دعم إعلان البحر الميت حول كركوك  وتوزيع المناصب الإدارية والأمنية في كركوك حسب نسبة  32% لكل من القوميات الثلاث الكردية والعربية والتركمانية و4 % للكلدوآشوريين، وجعل اللغة التركمانية لغة رسمية في كركوك وتعيين نواب من التركمان في الرئاسات الثلاث اي رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب واسناد عدد من الحقائب الوزارية في الحكومة الاتحادية للتركمان بالإضافة إلى وكلاء الوزارات والمديرين العامين فيها واستحداث مديرية عامة للدراسة التركمانية في وزارة التربية العراقية، وزيادة عدد الضباط التركمان في قوات الجيش والشرطة، وابداء اهتمام اكبر بعمليات اعادة إعمار كركوك في اطار الميزانية المالية المخصصة لتنمية الأقاليم في العراق.

واضاف توران ان «الاجواء التي جرت فيها المحادثات مع الرئيس طالباني كانت ايجابية حيث ايد شخصيا الكثير من المطالب التركمانية وتعهد بابداء المساعدة الممكنة لإنجاح جهود تحقيقها في اقرب وقت ممكن» وتابع قائلا «لقد اكدنا للرئيس ان الوعود التي قطعها للتركمان في زيارته السابقة لكركوك قبل احد عشر شهرا مضت ظلت حبرا على ورق ولم تر النور، وان التركمان يتمنون الا تصبح وعوده الجديدة كسابقاتها، وقد اتفقنا على ان تتم المباشرة بتعيين الضباط التركمان في سلك الشرطة وتبني اللغة التركمانية كلغة رسمية في المحافظة خلال سقف زمني لا يتجاوز اسبوعين، آملين ان تكون هذه الفترة القصيرة فترة اختبار لحسن النيات وان يتولى المسؤولون المعنيون تنفيذ ما وعدنا به رئيس الجمهورية». وبعد لقائه بزعماء اقطاب الجبهة التركمانية العراقية، التقى عصرا في مقر اقامته بمدينة كركوك زعماء الاحزاب التركمانية الشيعية وهم كل من عرفان عبد الحسين، القيادي في منظمة بدر المرتبطة بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم، والدكتور عمر الحاج حسن عن الحركة الاسلامية التركمانية، وعبد الصمد اكبر القيادي عن حزب الدعوة الاسلامية وعاصي نصرت عن حركة الوفاء التركمانية.

واشاد الرئيس طالباني خلال اللقاء بالعلاقات التي وصفها بالوثيقة والتاريخية بين الكرد والتركمان الشيعة في العراق واستمع الى آراء ووجهات نظر الوفد الذي تقدم بجملة مطالب الى الرئيس طالباني الذي وافق بدوره على تلبية العديد منها، واوعز الى الجهات المعنية ببناء مائة وحدة سكنية لعائلات ضحايا النظام السابق من التركمان الشيعة القاطنين في حي تسعين، اكبر الاحياء التركمانية في كركوك والذي دمره النظام السابق وهجر سكانه التركمان الشيعة بعد مصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة ومنحها للوافدين، كما خصص مبلغ ثمانية الآف دولار لكل عائلة من عائلات «شهداء» منظمة بدر، اضافة الى تخصص مساعدات مالية لنحو 390 طالبا تركمانيا يدرسون في الجامعات التركية حاليا، كما طالب الجهات الخدمية في المدينة بتكثيف الخدمات البلدية في جميع احياء كركوك وخصوصا الاحياء التي تقطنها غالبية تركمانية. وعلى صعيد متصل، وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاجهزة الامنية والقوات المسلحة لبذل الجهود للقبض على المتورطين في التفجير، داعيا ابناء المدينة لمزيد من التكاتف للقضاء على فلول الارهاب وعصابات الجريمة. كما ادان التفجير استيفان دي ميستورا ممثل الامين العام للامم المتحدة، وعد الهجوم بـ«المتعمد».

ومن جانبه استنكر وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية البريطانية بل راميل الهجوم بحسب بيان للسفارة البريطانية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه.

وعلى الصعيد نفسه عبر السفير الأميركي ريان كروكر والجنرال ريموند اوديرنو عن استنكارهما لهذه العملية ومؤكدين في بيان مشترك لهما تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه جاهزية السفارة الاميركية والقوات المتعددة الجنسيات في العراق «للعمل جنباً الى جنب مع حكومة وشعب العراق لمكافحة القاعدة والارهابيين وتقديم المساعدة في تمهيد الطريق لعراق امن، ديمقراطي ومزدهر».

كما استنكر الحزب الاسلامي العراقي هذه العملية التي كان من بين ضحاياها أحد اعضائه.