البصرة: القوات البريطانية تحذر من اقتناء الأطفال ألعابا تشبه الأسلحة

الحرب ومطاردة الميليشيات.. لعبة الأطفال المفضلة

طفل عراقي يحمل رشاشا بلاستيكيا في سوق شعبي («الشرق الأوسط»)
TT

فيما اصبحت ألعاب الحرب وقتال الميليشيات ومطاردة اللصوص من اكثر الالعاب التي تستهوي الاطفال في محافظة البصرة بعد ان وفرت المحال التجارية مختلف انواع الاسلحة الشبيهة بالحقيقة فضلا عن الازياء العسكرية، حذرت القوات البريطانية في بيان لها من خطورة اقتناء الأطفال في البصرة للألعاب التي تشبه في شكلها الأسلحة النارية، ودعت أولياء الأمور إلى عدم السماح لأطفالهم بشراء هذا النوع من الألعاب، كون حملها في الشوارع يعرض حياتهم إلى الخطر. وقال الكابتن بيل يونك الناطق الإعلامي للقوات البريطانية في البصرة، في بيان له ان «الجندي لديه لحظة واحدة لاتخاذ القرار المناسب بشأن ما إذا كانت حياته أو حياة من حوله في خطر، وإذا اعتبر السلاح الذي شاهده حقيقيا فإن ذلك سوف يؤدي إلى وقوع حادث مأساوي».

وناشد يونك أولياء الأمور بعدم السماح لأطفالهم باقتناء الألعاب التي يوحي شكلها بأنها أسلحة نارية، ودعا أصحاب المحال التجارية التي تمارس بيع هذا النوع من الألعاب التي وصفها بـ«السيئة» الى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية ويدركوا أن بيع هذه الألعاب ربما يتسبب بقتل أطفال أبرياء، على حد قوله.

وأصبح مشهد الاطفال الحاملين للالعاب الاسلحة النارية مألوفا في شوارع المدينة، فيما تدور معارك وهمية بين جماعات تمثل إحداها القوات الاجنبية بزيها المعروف واخرى تطاردها من الميليشيات بالملابس السوداء، واخرى تمثل قوات الشرطة محمولة على عجلة «الستوته» باعتبارها مدرعة تشتبك مع لصوص ملثمين.

ورغم تصاعد الدعوات البرلمانية لإصدار تشريع يمنع استيراد الألعاب المحرضة على العنف، إلا أن الأطفال يعشقون بشغف اقتناء ألعاب «العنف» كما تمتلئ المحال والأسواق والمركز التجارية بأنواع فاخرة من لعب الأسلحة كالمسدسات والبنادق والمفرقعات من مناشئ غالبيتها من تصنيع محلي وبعضها مستورد من دول شرق آسيا، تشبه إلى حد كبير البنادق التي يحملها الجنود العراقيون والبريطانيون فضلا عن أنواع أخرى كثيرا ما تشاهد في أفلام الخيال العلمي أو أفلام الكرتون. وقال مصدر في قوات شرطة البصرة لـ«الشرق الاوسط» ان «دورية عراقية بريطانية مشتركة أوشكت اول من امس على قتل أحد الأطفال في منطقة حي الحسين على خلفية الاشتباه به، كونه يحمل دمية تشبه بندقية رشاشة». وأشار المصدر إلى أن «أفراد الدورية أبلغوا بعد ذلك السيطرات ونقاط التفتيش القريبة بضرورة توخي الحذر وعدم السماح للأطفال بحيازة الألعاب التي تشبه في شكلها الأسلحة النارية». من جانبه، اوضح مصدر في البرلمان العراقي، ان «لجنة برلمانية تضع مسودة قرار يحظر بموجبه تصنيع واستيراد المسدسات اللعبة والألعاب النارية إلى العراق، على أمل خفض التصرفات العدوانية بين الأطفال الذين نشأوا في ظل حرب حقيقية».

وقالت سميرة الموسوي، رئيسة لجنة رعاية النساء والأطفال في البرلمان لـ«الشرق الاوسط» إن «ثقافة العنف التي انتشرت في مجتمعنا حولها الاطفال الى العاب مسلية»، وأشارت الى ان «التشريع المنتظر، قد يفرض غرامة تصل قيمتها إلى 2500 دولار أميركي أو ثلاث سنوات في السجن لاستيراد المسدسات اللعبة والألعاب النارية والألعاب التي تسبب الخوف بين الأطفال عبر إصدار أصوات متفجرات، كالألعاب النارية».

ويرى الدكتور حافظ الخزرجي الباحث الاجتماعي والأخصائي النفسي،  أن «تكوين الطفل النفسي يميل إلى التقليد وحب لفت الانظار من خلال لعب دور كبار السن». وأضاف «هذا هو ما دفع كثير من الاطفال إلى تقليد الواقع المعيشي والبيئة الاجتماعية المحيطة بهم، فالبعض يدخن لأنه يعتقد أنه يظهره بمظهر النضج.. أو أنه يقلد أباه أو أحد أفراد عائلته أو فنانا يحبه». وأشار الخزرجي إلى أنه في مرحلة العنف التي يمر بها العراق حاليا «تنعكس الصورة على الاطفال من الشارع الذين يعيشون فيه، حيث يحمل المسلحون وأفراد الشرطة السلاح بشكل علني.. وقد يقومون بإطلاق النار أمام الاطفال، إضافة لما تنقله شاشات التلفزيون من هذه المشاهد التي تغري الطفل بتقليد الكبار من خلال شراء تلك اللعب». وأوضح أن تلك الألعاب «تعكس حب الطفل لإظهار البطولة والرجولة واستكشاف مثل هذه الاسلحة، ولو على نطاق طفولي بحت».