السفير السعودي بنيروبي لـ«الشرق الأوسط»: نستبعد الخيار العسكري في تحرير الناقلة السعودية

قال: ما يعنينا إطلاق سراحها بدون قيد أو شرط

TT

تدخل أزمة ناقلة النفط السعودية التي اختطفها قراصنة صوماليون وعلى متنها طاقمها، بعد غد الاثنين، يومها الثلاثين، وسط حديث عن أن المفاوضات التي تتم مع القراصنة عبر وسطاء لا تزال جارية.

وتوقع نبيل خلف عاشور، السفير السعودي في نيروبي، أن تثمر المفاوضات التي يقوم بها مشايخ وزعماء قبائل صومالية، عن إخلاء سبيل الناقلة «سيريوس ستار» في غضون الأيام الـ10 المقبلة.

وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، في رده على ما إذا كان يعتقد أن موضوع الناقلة سيطول: «أعتقد أن الموضوع قد يحسم خلال أسبوع إلى 10 أيام. فرج الله بات قريبا». وعن فحوى المفاوضات التي يقودها وسطاء صوماليون مع مجموعة القراصنة الخاطفين، ذكر عاشور أن بلاده لا تتدخل بالتفاصيل، ولا يعنيها ذلك، وقال «ما يعنينا أن يتم إطلاق سراح الناقلة وطاقمها بدون قيد أو شرط. هذا كل ما نطمح إليه».

وجدد عاشور التزام بلاده بمبدأ عدم التفاوض مع القراصنة، وقال «نحن لا نتفاوض مع إرهابيين». واستبعد السفير السعودي في نيروبي، والذي يتولى مهمة متابعة سير المفاوضات الرامية لإطلاق سراح الناقلة «سيريوس ستار»، أن يكون الخيار العسكري مطروح في الوقت الحالي، وذلك بالرغم من أن الناقلة ستدخل يومها الثلاثين، بعد غد الاثنين. وقال «نحن نستبعد الخيار العسكري، ولكن جميع الخيارات تظل مطروحة، والخيار السلمي هو خيارنا المفضل، وذلك لضمان سلامة ركاب الناقلة». إلا أن مصادر قريبة من ملف اختطاف ناقلة النفط السعودية، أشارت لـ«الشرق الأوسط» الى أن جميع السفن التي تم احتجازها من قبل القراصنة الصوماليون تم الإفراج عنها في معدل من 60 إلى 75 يوما من تاريخ اختطافها. وقال قائد الاسطول الاميركي الخامس ان الولايات المتحدة يمكن ان تتحرك عسكريا ضد القراصنة قبالة السواحل الصومالية اذا ما اعتمد المجتمع الدولي صيغة لاعتقالهم ومحاكمتهم. وقال الاميرال بيل غورتني تزامنا مع زيارة لوزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى المنامة، حيث مقر الاسطول الخامس: «يمكن ان نعتمد النهج نفسه الذي نتبعه في خليج المكسيك ضمن جهودنا لمكافحة تهريب المخدرات، انها مسألة مراقبة، مراقبة مشددة وتحرك سريع». الا ان غروتني قال للصحافيين انه في غياب آلية دولية معترف بها لتوقيف ومحاكمة القراصنة، فليس امام البحرية الاميركية خيار غير اطلاق سراح الذين تلقي القبض عليهم. وتبدو البحرية الاميركية والقوات البحرية الاخرى، عاجزة عن التأثير بشكل فعلي على نشاط القراصنة الصوماليين الذين تمكنوا من احتجاز عشرات السفن مطالبين بفدية للافراج عنها. وذكر الاميرال ان قواته لديها الاذن بمهاجمة القراصنة، مشيرا الى ان مجلس الامن وسع نطاق قرار دولي لمكافحة القرصنة قبالة الشواطئ الصومالية. وقال في هذا السياق: «لا ينقصني اي اذن لملاحقة القراصنة ولاطلاق النار عليهم. اذا رأيت قراصنة يمكنني ان الاحقهم وان اطلق النيران الحية عليهم (..) لكن المشكلة انه عندما القي القبض عليهم ليس هناك مكان يمكنني ان اودعهم فيه حيث يحاكمون على افعالهم».

واشار المسؤول العسكري الى ان قواته ضبطت كميات كبيرة من الاسلحة مع القراصنة الا انها افرجت عن الكثير من القراصنة الذين اعتقلتهم بسبب غياب سلطات في الصومال يمكنها ان تتسلمهم وتحاكمهم. كما اعرب غورتني عن رفضه تنفيذ هجمات على معسكرات القراصنة في البر الصومالي بسبب امكانية قتل ابرياء.