رجل دين إيراني ينتقد تصريحات أوباما «غير الناضجة» ويدافع عن دعم طهران لحزب الله

متقي: على فرنسا تصحيح السياسات الخاطئة

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بصافح متظاهرين في طهران أمس احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني (إ.ب.أ)
TT

قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية امس، بعد خلاف مع باريس بشأن تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن أيران تطالب فرنسا بتغيير سياساتها والتوقف عن اتباع خطى الولايات المتحدة.

وكان ساركوزي قد صرح انه لا يمكنه مصافحة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لقوله إن اسرائيل يجب ان تمحى من على الخريطة.. وقال كذلك ان أحمدي نجاد لا يمثل ايران. وتم استدعاء السفير الفرنسي في طهران بسبب هذه التصريحات.

ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية، منوشهر متقي، قوله في تصريحات أدلى بها في روسيا البيضاء «سيكون من الافضل لفرنسا أن تصحح السياسات الخاطئة التي كانت تنتهجها».

وأضاف «تضررت سمعة فرنسا بشدة بسبب اتباعها لسياسات واشنطن. مواقف ايران وفرنسا تختلف في بعض القضايا مثل مسألة النظام الصهيوني».

وقالت وكالة الطلبة الايرانية إن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، دعا متقي لحضور مؤتمر في باريس عن افغانستان وانه يعتزم الذهاب «خلال يوم أو يومين».

من جانب آخر، دافع رجل الدين أحمد خاتمي بشدة امس عن دعم الجمهورية الاسلامية لحزب الله اللبناني، وذلك بعد تصريحات للرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما وصف فيها هذا الدعم بانه «غير مقبول».

وكان اوباما قد أكد نيته التفاوض مع ايران لكنه اعتبر أن الدعم الايراني لحركة حماس في الاراضي الفلسطينية ولحزب الله في لبنان، وتهديدات ايران لاسرائيل «أمور غير مقبولة» منتقدا ايضا البرنامج النووي الايراني.

واعتبر رجل الدين الايراني تصريحات أوباما «غير ناضجة، وتعبر عن قله التجربة» قائلا «يبدو ان هذا الشخص القليل التجربة لم يعرف ايران بالضبط وينبغي لأحد ما ان يقدم له فهما صحيحا عن ايران» كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وأردف «اطلق اوباما تصريحات أخيرا تقوم على ان تطوير ايران لأسلحة نووية امر لا يمكن قبوله وان دعم طهران للمنظمات الارهابية مثل حزب الله قضيه غير مقبولة، وينبغي العمل على زياده المشاكل الاقتصادية في ايران واتباع سياسه العصا والجزره».

وتابع «ان هذه التصريحات تنطلق من شخص غير ناضج ومن شخص ليست له تجربة في الحكم ويسبح في عالم الخيال والاوهام الخاصة به». واعتبر عضو مجلس خبراء القيادة ان «سياسة التحايل والاكاذيب كانت عنصرا سبب الصيت السي‌ئ لكافة الروساء الاميركيين وينبغي لاوباما ان يلاحظ ان بوش غادر البيت الابيض بسبب اكاذيبه وحيله التي سببت له الفضائح والخزي». وتساء‌ل «ما هو السبب الذي حملك على الخوف من تطوير ايران أسلحة ذرية ؟ ان هذا يعني الكذب والتحايل بعينه». واضاف «نقولها بصراحة، اننا ندعم مقاومه حزب الله لبنان وقائدها الشجاع السيد حسن نصر الله، ونفخر بموقفنا هذا.. هولاء ليسوا ارهابيين بل هم رجال كبار يدافعون عن شرف واستقلال بلادهم». وتابع «لو اردتم العثور على ارهابيين فان الكيان الاسرائيلي المختلق هو الارهابي الذي يقوم بالارهاب بصوره علنية». وخاطب إمام جامع طهران الموقت اوباما قائلا «عليك الانتباه، فالصهاينة نصبوا لك الفخ امام قدميك» واضاف «اننا ننصح اوباما، اذا اراد الذهاب الى البيت الابيض بسخط المسلمين واحرار العالم فان هذا هو الطريق ولكن لو اراد التقليل من السخط شيئا ما فيجب عليه ان يقلل من هذه التصريحات السخيفة وغير الصحيحة».

كما انتقد خاتمي في خطبته رؤساء بعض الدول الاسلامية «خاصة رؤساء دول عربية لا تفعل شيئا لوقف معاناة الفلسطينيين في غزة».

وقال خاتمي «وراء مشهد الجريمة ضد المسلمين هناك أيد لبعض الدول الاسلامية» خاصا بالذكر مصر التي لها حدود مشتركة مع غزة، ولا تقيم مصر علاقات دبلوماسية مع ايران، وتقدمت القاهرة بشكوى لرئيس البعثة الايرانية في مصر هذا الاسبوع بعد ان نظم ايرانيون احتجاجات امام مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران.

وصرح دبلوماسي مصري بان المتظاهرين ألقوا قنبلة حارقة على سور البعثة ورددوا شعارات معادية لمصر.

وكان آلاف الايرانيين قد تظاهروا امس في طهران تنديدا بالحصار الاسرائيلي لقطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ يونيو 2007 حركة حماس.

وعلى وقع هتافات «الموت لاسرائيل» و«الموت لاميركا»، توجه المتظاهرون الى جامعة المدينة حيث تؤدى كل اسبوع صلاة الجمعة.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي انضم للمتظاهرين قوله إن «الصهاينة يعلمون جيدا انهم بلغوا نهاية الطريق وان عمرهم انتهى وان جرائمهم الاخيره ضد الفلسطينيين ناجمة عن فقدانهم أعصابهم». واضاف «ان القوى العالمية الفاسدة الداعمة الرئيسة للصهاينة في استمرارهم بالحياة اليوم اصبحت تشعر بالشكوك في مواصلتها تقديم الدعم». ولفت الى ان «تصعيد هذا الكيان المتهرئ لوتيرة جرائمه لا يعتبر عنصرا لإظهار القوة والاقتدار، بل يمثل مؤشرا لعجز هذا الكيان». وعلى هامش التظاهرة قال محمد حسنيان، الطالب الذي ينتمي الى ميليشيا «باسيج» الاسلامية، حاملا علما فلسطينيا كتب عليه «لا اله الا الله محمد رسول الله» لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «واثق بان النصر قريب، ويمكننا ان نسمع فرائص النظام الصهيوني ترتعد». وقالت اكرام مغربي «انا هنا لأعبر عن تعاطفي ودعمي للامهات الفلسطينيات اللواتي يعشن ضغطا متزايدا لتأمين الغذاء لاطفالهن».

وأعلن الهلال الاحمر الايراني أنه ينوي ارسال مركب يقل الف طن من المساعدات الانسانية الى قطاع غزة وكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع. كذلك، اطلق الهلال الاحمر الجمعة حملة لجمع تبرعات لمصلحة سكان القطاع.