براون يقدم التعزية في الجنود الذين قتلوا في أفغانستان

في واقعة وصفها مسؤولون بريطانيون بأنها «ضربة كبيرة وخسارة مأساوية»

براون يتحدث الى جنود خلال زيارته لمقاطعة هلمند في أفغانستان أمس (رويترز)
TT

وصل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بعد ظهر أمس الى كابل في زيارة مفاجئة، وذلك بعدما زار صباحا الجنود البريطانيين المنتشرين في جنوب افغانستان غداة مقتل اربعة منهم. وقدم رئيس الوزراء البريطاني براون التعزية في جنود مشاة البحرية الأربعة الذين قتلوا في أفغانستان، وذلك خلال زيارة يقوم بها إلى البلاد. وقال براون إن الرجال الأربعة «قتلوا وهم على الخط الأمامي في الحرب على الإرهاب» و«إن ذكراهم ستبقى حية» لما فعلوه من أجل بريطانيا. وقال رئيس الوزراء للجنود المتمركزين في إقليم هلمند إن الناس «في بريطانيا ينعمون بأمان أكبر بسبب ما يفعله الجنود البريطانيون في أفغانستان». وبعد هذه الزيارة توجه براون إلى كابل للقاء الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

وقال مصدر في قصر الرئاسة الأفغانية إنه من المقرر أن يجتمع براون مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على أن يعقد الزعيمان مؤتمرا صحافيا مشتركا فيما بعد. وكانت آخر زيارة قام بها براون لأفغانستان في أغسطس (آب) الماضي عندما تعهد بمواصلة الدعم البريطاني لأفغانستان. وكان جندي بريطاني تابع لقوات مشاة البحرية قد قتل عندما انفجرت قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق في السيارة التي كان يستقلها، وبعد هذا الحادث بساعة قتل ثلاثة جنود كانوا يقومون بدورية سيرا على الأقدام بعد أن اقترب صبي في الثالثة عشرة من عمره منهم بعربة يد كان مزروعا بداخلها قنبلة، حسب ما ذكره مسؤولون. وأعلنت طالبان تحملها مسؤولية الهجومين. يذكر أن ثمانية آلاف جندي بريطاني يتمركزون في إقليم هلمند وذلك ضمن قوات الناتو البالغ قوامها 50 ألف جندي منتشرين في أفغانستان جاءوا من 40 دولة. وبمقتل الجنود الأربعة يرتفع عدد القتلى من الجنود البريطانيين في أفغانستان إلى 132 جنديا. ويأتي هذا بعد ساعات من صدور تقرير عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال إن الهجمات بالقنابل على قواتها وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان قد زادت خلال الخريف ومع حلول الشتاء القارص على غير ما هو معتاد في السنوات الماضية.

ووقع الحادثان في إقليم هلمند الجنوبي الذي يشهد هجمات متواصلة من جانب حركة طالبان على قوات التحالف. ونقلت وكالة رويترز أمس عن متحدثة عسكرية قولها: «اليوم يوم حزين بشكل كبير لقوة العمل في هلمند»، وأضافت: «الموت المفجع لهؤلاء الجنود جاء كضربة كبيرة لنا جميعا». وقالت الوزارة إن جنديا واحدا قتل في انفجار عبوة ناسفة أثناء قيامه بدورية في بلدة سنجين، بينما قتل ثلاثة في انفجار جنوب سنجين أثناء قيامهم بتعقب مقاتلي طالبان. وأضافت أنه بعد ساعة من الحادث الأول، قتل ثلاثة جنود في دورية على الأقدام عندما اقترب منهم صبي (13 عاما) بعربة يد، وكانت قنبلة مخبأة داخلها وقتل الصبي في الانفجار أيضا. وقال مسؤولون إنه لم يتضح ما إذا كان الصبي انتحاريا أم أن القنبلة فجرها شخص آخر بالتحكم عن بعد. وفي سياق الهجمات التي يتعرض لها جنود قوات التحالف في أفغانستان أظهرت بيانات نشرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الهجمات بالقنابل على قواتها وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان قد زادت خلال الخريف. من جهة اخرى في لشبونة اعلن وزير الدولة البرتغالي لشؤون الدفاع جواو ميرا غوميس اول من امس ان البرتغال ستعزز وجودها في افغانستان عام 2009 من 74 جنديا حاليا الى 110 جنود. وقال لوكالة الانباء البرتغالية لوسا «في عام 2009، سوف نعزز قواتنا مع فريق اتصال وطاقم طبي»، واضاف «ننشر حاليا 70 رجلا ولكن في عام 2009 سوف يرتفع هذا العدد الى 110 جنود». وجاء تصريح غوميس من كابل حيث يقوم حاليا بزيارة القوات البرتغالية المنتشرة في اطار القوة الدولية للمساعدة على حفظ الامن التابعة للحلف الاطلسي (ايساف)، وتنتشر القوات البرتغالية في كابل وهي تشارك في تأهيل عسكريين ورجال شرطة افغان.