اجتماع دولي حول أفغانستان لمعالجة البعد الإقليمي للنزاع

فرنسا متخوفة من مقاربة أميركية جديدة

TT

يلتئم اليوم في قصر سيل سان كلو التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، غرب باريس، مؤتمر دول الجوار الأفغاني بدعوة من فرنسا وحضور أفغانستان والدول الست المحيطة بها (إيران، باكستان، الصين، طاجيكستان، أوزبكستان وتركمانستان)، يضاف اليها الهند والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا) وكذلك المانيا وإيطاليا: الأولى، لأنها أول من شدد على ضرورة معالجة البعد الإقليمي للمسألة الأفغانية. والثانية لأنها الرئيسة القادمة لمجموعة الدول الـ8 الأكثر تصنيعا. ويشارك في الاجتماع، الذي سيتم على المستوى الوزاري، ممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة، وهو مبعوثه الخاص الى أفغانستان كاي آيدو، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا، ومفوضة الشؤون الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر. ومساء اليوم، ينضم وزراء خارجية مجموعة من الدول (أو من يمثلهم) الى المؤتمرين في إطار عشاء عمل في قصر الخارجية في باريس، لتوسيع دائرة التشاور. والدول المدعوة هي: كندا، إسبانيا، بولندا، هولندا وأستراليا (وهي دول تشارك بقواتها في أفغانستان)، وااليابان (من الدول الممولة لعملية إعادة الإعمار)، والسعودية (التي تلعب دورا في تحقيق مصالحة أفغانية) وتركيا والإمارات العربية المتحدة وممثل عن الحلف الأطلسي (الذي يتولى عملية حفظ الأمن في افغانستان بتفويض من مجلس الأمن) وممثل عن مؤسسة الآغا خان الضالعة في عمليات غذانية واجتماعية. وقالت الخارجية الفرنسية، إن المناقشات التي من المفترض أن تنتهي بإعلان ستدور حول ثلاثة محاور: المشكلة الأفغانية والوضع الإقليمي، التحديات الأمنية (الإرهاب وتهريب المخدرات) وأخيرا تحديات التعاون الاقتصادي. ويأتي هذا الاجتماع، الذي تصر باريس على وصفه بأنه «غير رسمي» في مرحلة انتقالية، ستستمر حتى يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما مسؤولياته، وتقوم الإدارة الجديدة. وفيما بدأ فريق أوباما عملية تفحص للإستراتيجية المتبعة في أفغانستان، التي لم تنجح حتى الآن في وضع حد لحرب الاستنزاف التي تقودها مجموعات طالبان ضد القوات الغربية، فإن باريس تتخوف من توجهات الرئيس الأميركي الجديد، الذي يبدو أنه يرى الحل في إرسال مزيد من القوات المقاتلة، بينما تطالب فرنسا بعملية شاملة سياسية ـ اعمارية ـ أمنية. وتقول مصادر فرنسية إن الدعوة الى الاجتماع قبل تسلم أوباما لمسؤولياته المقصود منها أمران: الأول، التشديد على أهمية البعد الإقليمي في معالجة النزاع، في إشارة الى الدور الأساسي الذي يتعين على باكستان أن تلعبه، وهو ما برز مرة جديدة في الهجوم على فنادق ومؤسسات في مومباي قبل ايام. والثاني إفهام الإدارة الأميركية الجديدة أن الحل العسكري وحده غير ممكن، رغم زيادة عديد القوة الأميركية ـ الأطلسية. وتتخوف باريس من اللحظة التي سيعمد فيها أوباما الى الطلب من الدول الأطلسية زيادة مساهماتها من الرجال في أفغانستان. وسبق لباريس أن عززت قوتها بإرسال 700 رجل إضافي الصيف الماضي. وتقول المصادر الفرنسية إن الطلب الأميركي «آت لا محالة».