واشنطن تعلق مساعدات الطاقة لكوريا الشمالية وبيونغ يانغ تهدد بإبطاء تفكيك منشآتها النووية

لغط حول شحنات الطاقة الروسية.. واشنطن تؤكد أن موسكو وعدت بإيقافها وروسيا تنفي

TT

أعلنت الولايات المتحدة، تعليق مساعدات الطاقة لكوريا الشمالية، ما دفع ببيونغ يانغ الى التهديد بإبطاء تفكيك منشآتها النووية الرئيسية، الأمر الذي يعرض اتفاق سلام شاركت فيه ست دول للخطر.

وتصاعدت الضغوط على كوريا الشمالية أمس، بعد فشل محادثات الاسبوع الماضي في بكين، ووصف زعماء اليابان وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ بأنها غير متعاونة.

ونقلت وكالة كيودو اليابانية للانباء عن كيم كي جوان وزير خارجية كوريا الشمالية الدولة الشيوعية، قوله للصحافيين في بكين، ان بيونغ يانغ «من المحتمل أن تعدل وتيرة تفكيك منشآتها النووية، اذا توقفت المساعدات».

وأعلن شون مكورمك المتحدث باسم الخارجية الأميركية في واشنطن، ان جميع الدول الخمس التي تتفاوض مع كوريا الشمالية، وهي اليابان وروسيا والصين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، اتفقت على عدم المضي قدما في ارسال شحنات وقود الى كوريا الشمالية لحين احراز تقدم بشأن ما يسمى ببروتوكول التحقق مع بيونغ يانغ. وقال: «هذه عملية تتعلق بإجراء مقابل اجراء. لن يتم ارسال شحنات وقود في المستقبل في ظل عدم وجود نظام للتحقق.. انهم (الكوريين الشماليين) يفهمون ذلك». الا أن روسيا نفت ان تكون أطلقت هكذا تعهد، وأكدت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو ستسلم «كامل حصتها من الفيول» الموعود الى كوريا الشمالية. وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي في اليكسي بورودافكين عن «دهشته» من اعلان ماكورماك تعليق بلاده كافة شحنات المساعدات في مجال الطاقة الى كوريا الشمالية، طالما ترفض بروتوكولا لتفتيش منشآتها النووية. وقال لوكالة ريا نوفوستي: «نسعى الى الايفاء قريبا جدا بكافة حصتنا البالغة 200 الف طن» من الفيول. وكان روبرت ماكانتيرف، وهو متحدث باسم الخارجية الاميركية، لرويترز، ان روسيا سلمت كمية غير محددة من الوقود، وسيتم الانتهاء من تفريغها في كوريا الشمالية الاسبوع المقبل. ولكن ماكورمك قال إن روسيا أوضحت خلال المحادثات، التي جرت في بكين هذا الأسبوع، انه لن يتم إرسال أية شحنات في المستقبل، الا بعد أن توافق كوريا الشمالية على بروتوكول التحقق. وأضاف ماكورماك أن كريستوفر هيل، المفاوض الأميركي مع كوريا الشمالية، عاد الى واشنطن بعد فشل محادثات بكين وأبلغ وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بنتائجها أول أمس، وقال ان هيل سيستمر في محاولة التوصل الى اتفاق. وأضاف: «هناك فرصة أمام كوريا الشمالية للتوقيع على بروتوكول التحقق هذا. لا يزال هذا قائما. سنرى. الكرة في ملعبهم». ولم تسفر المحادثات متعددة الأطراف التي عقدت مع كوريا الشمالية في بكين، واختتمت يوم الخميس الماضي، عن كسر الجمود بشأن التحقق مما أعلنته بيونغ يانغ عن انشطتها النووية الأمر الذي يقوض آمال ادارة الرئيس جورج بوش في تحقيق نجاح دبلوماسي، قبل ان يتولى الرئيس المنتخب باراك أوباما السلطة في 20 يناير (كانون الثاني). وتجري كوريا الشمالية مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج اسلحتها النووية منذ أكثر من عشر سنوات، واتخذ الموضوع منحى خطيرا، بعدما أجرت بيونغ يانغ أولى تجاربها النووية في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2006.

وأعلنت الادارة الاميركية قبل شهرين، رفع اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب، استنادا الى التزام شفاهي من بيونغ يانغ بوضع خطة للتحقق. ويعتقد الخبراء أن بيونغ يانغ تعرقل التوصل الى بروتوكول التحقق من انشطتها النووية المعلنة لحين تولي ادارة أوباما السلطة الشهر المقبل. وفي الوقت نفسه، دان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ورئيس الوزراء الياباني تارو اسو بيونغ يانغ، بسبب موقفها غير المتعاون في المحادثات التي جرت في بكين.

والتقى اسو ولي في جنوب اليابان أمس، قبل عقد قمة ثلاثية نادرة مع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو ستتصدر الأزمة المالية التي تعصف باقتصاديات الدول الثلاث المناقشات التي ستجري خلالها. وقال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية في بيان ان «زعماء البلدين عبروا عن اسفهم لإظهار كوريا الشمالية، موقفا غير متعاون تجاه الجهود المشتركة للدول المشاركة الأخرى» في المحادثات. وكان بيان قد صدر بعد المحادثات بين لي ووين أقل انتقادا لكوريا الشمالية، وقال ان الزعيمين عبرا عن أسفهما لفشل المحادثات في التوصل الى اتفاق.

وبموجب اتفاقية ابرمت العام الماضي، تم التعهد بتقديم مليون طن من الوقود كمكافأة على التقدم بشأن نزع السلاح النووي. وتطوعت أيضا دول أخرى غير الدول الخمس المشاركة في المحادثات السداسية بتزويد كوريا الشمالية بالطاقة كمكافأة لها. وقالت وزارة الخارجية الاميركية، انه بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، تلقت كوريا الشمالية نحو نصف الكمية التي تعهدت بها الدول الخمس وقدمت الولايات المتحدة نحو 200 الف طن من هذه الكمية.