اعتقلت قوات الأمن الكردية (الاسايش) في مدينة السليمانية باقليم كردستان العراق نحو 15 شخصا من الشباب الكرد بينهم عدد من الفتيات، أثناء تنظيمهم تظاهرة غير مرخصة صباح امس، شارك فيها عشرات من الشباب الكرد المنتمين الى حزب الحل الديمقراطي الكردستاني وثيق الصلة بحزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا، واقتادتهم فورا الى جهة مجهولة. وقال حسن جودي القيادي في حزب الحل الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه السياسي الشاب دياري غريب «ان العشرات من الشباب الكرد من اعضاء ومؤيدي الحزب ومعهم اعضاء في منظمة جاك المدافعة عن حقوق ضحايا حملات الأنفال والقصف الكيماوي لمناطق كردستان ابان العهد السابق، وبعض المنظمات الشبابية الكردية نظموا في الساعة التاسعة من صباح اليوم (أمس) تظاهرة سلمية في احدى ساحات السليمانية وزعوا خلالها بيانات مؤيدة لنضال الشعب الكردي في الجزء الشمالي من كردستان (كردستان تركيا) ودعم نضال ومواقف المقاتلين الذين يخوضون القتال ضد الجيش التركي (في اشارة الى حزب العمال الكردستاني)، وإدانة الهجمات المسلحة والقصف المدفعي اللذين تشنهما القوات التركية والايرانية على القرى الكردية الحدودية الواقعة على سفوح جبال قنديل».
وأضاف جودي في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان البيانات التي وزعها الشباب المتظاهرون تضمنت ادانة وشجبا واضحين لمواقف حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «المتواطئة والمتحالفة سرا مع نظام العسكر في تركيا ضد الشعب الكردي بالاشتراك والتعاون مع السلطة في اقليم كردستان، وأثناء ذلك داهمتهم قوات الاسايش واعتقلت نحو 15 شخصا منهم بينهم عدد من الفتيات وساقتهم الى جهة مجهولة».
وأوضح جودي ان الشباب «كانوا يوزعون الحلوى على المواطنين احتفاء بالانتصارات الباهرة التي حققها المقاتلون الكرد اي مقاتلي حزب العمال الكردستاني على القوات التركية وبمناسبة عيد الاضحى السعيد»، مؤكدا أن ممثلي المتظاهرين الشباب كانوا يعتزمون إلقاء خطاب هام في ساحة نالي الواقعة في قلب السليمانية، لكن رجال الأسايش اعتقلوهم قبل ذلك. واتصلت «الشرق الاوسط» مرارا بجهاز الأسايش في السليمانية وكبار المسؤولين فيه للحصول على معلومات بهذا الخصوص وأسباب ودواعي اعتقال اولئك الشباب، إلا انها لم تحصل على اجابات شافية حول الموضوع، لكن مصدرا في دائرة الاعلام بجهاز الاسايش اكتفى بالقول انهم اعتقلوا بأمر من القضاء وان الاسايش نفذ الأمر القضائي وحسب.