الفلسطينيون يؤكدون عدم إجراء أي اتصالات لتمديد التهدئة مع تل أبيب

العمل بها ينتهي الخميس المقبل.. والجيش الإسرائيلي يستعد للقيام بهجوم على غزة

TT

على الرغم من أنه من المقرر أن ينتهي العمل باتفاق التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الخميس المقبل، إلا أنه لم يتم حتى الآن إجراء أي اتصالات غير مباشرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لتمديد العمل بالاتفاق. وقال أيمن طه، الناطق بلسان حركة حماس، إن الفصائل الفلسطينية لم تتلق أي دعوة رسمية من الحكومة المصرية، التي رعت الاتفاق لمناقشة مصير التهدئة، مشيراً إلى أن أي قرار بتمديد العمل باتفاق التهدئة سيتم اتخاذه من قبل الفصائل الفلسطينية بالإجماع. وفي تصريح صحافي صادر عنه، قال طه، «قرار التهدئة اتخذ بعد إجماع وطني من قبل جميع الفصائل الفلسطينية وأي قرار يتعلق بمصير التهدئة لن يكون إلا وفق إجماع وطني أيضا، وبما يتلاءم مع مصالح الشعب الفلسطيني». من جهة اخرى، يواصل ممثلو الفصائل الفلسطينية تشديدهم على رفض العودة للعمل باتفاق التهدئة مع إسرائيل. فقد طالب جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدم العودة الى اتفاقيات التهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدا أن كل الدلائل تؤكد أن التهدئة كانت لصالح الاحتلال. وخلال احتفال نظمته امس الجبهة بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لانطلاقتها، دعا المجدلاوي الى تشكيل جبهة مقاومة مسلحة تضم جميع الأجنحة العسكرية لمواجهة الاحتلال، مطالباً في الوقت ذاته بوقف فوري للمفاوضات مع إسرائيل، برعاية الولايات المتحدة الأميركية، والعودة الى قرارات الشرعية الدولية. ويذكر أنه مع اقتراب موعد انتهاء العمل باتفاق التهدئة اعتبر الكثير من النخب الفلسطينية أنه كان من الخطأ التوصل لهذا الاتفاق، على اعتبار أن مقاومة الاحتلال هو حق مطلق ويتوجب عدم تقييده. وقال الباحث والكاتب الفلسطيني نهاد الشيخ خليل لـ«الشرق الاوسط»، إنه خلال فترة التهدئة لم يحدث أي تغيير ايجابي كبير على حياة الناس، وتحديداً من الناحية الاقتصادية، حيث واصلت اسرائيل رفض السماح بدخول المواد الأساسية، وتحديداً مواد البناء، الأمر الذي فاقم أزمة البطالة. واعتبر الشيخ خليل أن اتفاق التهدئة عملياً يعتبر غير قائم لأن اسرائيل باتت تعتبر أن من حقها تنفيذ عمليات توغل في قلب القطاع واغتيال المقاومين من دون أن يكون من حق المقاومة الرد عليها، مشيرا الى أنه عندما يتم الرد على الخروقات الإسرائيلية فإنه يصبح من حق تل أبيب تشديد الحصار. وشدد الشيخ خليل على أن تهريب المواد الاستهلاكية عبر الأنفاق لم يؤثر ايجاباً على الأوضاع الاقتصادية، حيث ظلت الأسعار مرتفعة. من ناحية ثانية ذكرت وكالة «سما» الفلسطينية المستقلة للأنباء أمس نقلاً عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية مطلعة ان الحكومة الإسرائيلية أقرت في جلستها الاخيرة تنفيذ جملة من العمليات العسكرية المحدودة في عمق قطاع غزة، تتضمن عمليات كوماندو وعمليات توغل تقوم بها الوية المدرعات جنوب وشمال القطاع، وتهدف بالأساس الى تحرير الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شليط واختطاف قيادات من حركة حماس. وأشارت سما الى أنه خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأخير، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الوزراء أن الجندي الإسرائيلي المختطف سيعود الى اسرائيل «بالوسائل العسكرية أو السلمية». واشارت المصادر الى أن باراك يراهن على القيام بعمليات الكوماندو من أجل تحسين فرص حزبه في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقبلة.