جنبلاط يجدد تفويضه الأمني لأرسلان في الجبل.. ومستعد للقاء نصر الله

رفض التراجع عن موقفه المناهض للنظام السوري

TT

جدّد رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، تفويضه الملف الأمني في جبل لبنان للوزير طلال أرسلان الذي كان أوكله إياه إثر أحداث السابع من مايو (أيار) الماضي. غير أنه نفى أن يكون طلب من أرسلان تسوية العلاقة بينه وبين النظام السوري، مؤكداً ثباته على الموقف المناهض لسورية، ومبدياً استعداده للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده أمس ورد فيه على تساؤلات أرسلان عن وقف تفويضه بالملف الأمني إن «هناك أموراً خارج هذه التساؤلات لن تكون في مجال الإعلام، والقضية ليست قضية انزلاق إلى الإعلام بل إننا التزمنا بالتهدئة وسرنا في التهدئة والحوار الذي بدأ يعطي ثماره العلاقات الدبلوماسية. أما الاستراتيجية الدفاعية فلا بد لها من وقت أطول، لكن في يوم ما ستعطي ثمارها فضلا عن أن ترسيم الحدود لا يزال معلقاً».

وفي رد على السؤال الذي طرحه أرسلان في مؤتمره حول الملف الأمني، قال رئيس اللقاء الديمقراطي: «نعم يا أمير طلال. إن التفويض لا يزال قائماً، وأنا أؤكده مجدداً. ولم أطلب منك موضوع النظام السوري، وهذا أمر يريحني ديمقراطياً أن أثبت على موقفي من النظام السوري. لست بغبي، بل أقرأ السياسة العالمية لكن هذا أمر يريحني، خصوصاً عندما سأواجه ربي في يوم ما. أؤكد التفويض وحماية أهل الجبل، والتنسيق قائم على قدم وساق ونتمنى أن يستمر وسيستمر. ولن أتنازل في موضوع النظام السوري». وأدان الزعيم الدرزي حادثة كفرحيم (مواجهة بين مناصريه ومناصري الوزير السابق وئام وهاب). ورأى أنه «من حق كل مواطن وكل سياسي أن تكون له الكلمة التي يريد في منطقة الشوف وغير منطقة الشوف. والسيد وئام وهاب من الفعاليات السياسية ـ له أسلوبه ولن أعلق على أسلوبه ـ لكن أدين هذه الحادثة. لقد اتصلت بقيادة الجيش وطلبت كل الحزم وإحالة كل المرتكبين إلى العدالة. وإذا كان وهاب يريد أن يأتي إلى المختارة ليعزي أو يهنئ فأهلا وسهلا به». وأضاف: «في مرحلة معينة عندما زارني الأمير طلال أرسلان وافقت في البدء على لقاء مع القياديين من «حزب الله» ثم تريثت لأنني انتظرت أن يلتقي الشيخ سعد (الحريري) والسيد حسن (نصر الله)، وهذا ما حدث وكنت من المشجعين كي نزيل التوترات المذهبية وندخل في التنافس السياسي بشكل حضاري. واليوم إذا رأى (أرسلان) أنه من المناسب مجدداً أن نلتقي حزب الله فأنا جاهز. وإذا كانت الظروف الأمنية والسياسية تسمح للسيد نصر الله بلقاء وليد جنبلاط فلا مانع لديّ». ورداً على سؤال حول ملكية مزارع شبعا أوضح جنبلاط أن شبعا قانونيا «حتى هذه اللحظة ليست لبنانية ونريد تثبيت لبنانيتها، ولا يأتي ذلك بكلام بل ببيان مشترك فقط. ومن يستخدم المخيمات وغير المخيمات للإرهاب برأيي هو النظام السوري، ومهما قيل حول موضوع (تنظيم فتح الإسلام) شاكر العبسي فالأدلة دامغة وجواب (المدير العام لقوى الأمن الداخلي) اللواء أشرف ريفي آنذاك كان واضحاً. يحق لنا بعد حروب داخلية واعتداءات إسرائيلية لا تحصى أن ننعم بالحد الأدنى من الاستقرار، فإذا كان يحق (للرئيس بشار) الأسد أن ينعم بالاستقرار وأرضه محتلة فلا يحق له أن يستخدم أرضي، فمن حقي كمواطن لبناني أن أرتاح».

وعلى صعيد المواقف السياسية، أكد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم أن «الانتخابات المقبلة هي انتخابات سياسية بكل ما في الكلمة من معنى، فإما أن يختار الناخب لبنان ـ الدولة القائمة على الشفافية والمساءلة والمحاسبة، وإما لبنان ـ المزرعة القائمة على الفساد والرشوة والاستئثار بالحكم». واعتبر أن العماد ميشال عون «ذهب إلى سورية، لأنه ضنين بوطنه وحريص عليه في ظل التقلبات الإقليمية والدولية السائدة». وحول السجال الذي يحصل حول تعديل اتفاق الطائف، أكد أن ما طرحه عون «هو مجرد المطالبة بالتوازن بين المؤسسات في الصلاحيات، وهذا أمر بديهي في جميع الدول الديمقراطية. وهذا الأمر لم يكن مخالفاً على الإطلاق لما جاء به المجمع البطريركي الماروني، وما دعا إليه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وما طرحه البطريرك الماروني على إحدى محطات التلفزة بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان». وأعلن منسق الأمانة العامة لقوى 14 مارس (آذار) النائب السابق فارس سعيد أن فريق 14 آذار «سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة بلوائح موحدة في كل لبنان. ومن المهم أن يربح هذه الانتخابات لتغيير المعادلة التي أفضت في الانتخابات السابقة إلى توازن بين فريق يملك الغالبية وفريق يملك السلاح»، موضحاً أنه «إذا أصبحت الأكثرية البرلمانية والسلاح مع فريق واحد في الانتخابات المقبلة، فإن لبنان سيصبح في مكان آخر».

وأيد «أن تكون لرئيس الجمهورية ميشال سليمان كتلة نيابية وسطية ليس في منطقة محددة، بل في كل لبنان»، داعياً إلى «الالتفاف حول رئيس الجمهورية الذي يحرص على اللعبة الديمقراطية ويشكل ضمانة لها». إلى ذلك، دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إثر اجتماعه الدوري الذي عقده برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، إلى «تحصين أجواء المصالحات واستكمالها لتشمل جميع اللبنانيين، والمحافظة على أجواء التهدئة والالتزام بالهدنة الإعلامية حرصاً على تعزيز الأمن والاستقرار في الوطن». وأكد «أهمية الحوار الوطني والعمل على تخفيف حدة الاختلافات والتناقضات». وناشد المتحاورين «تعزيز الثقة في ما بينهم للخروج من طاولة الحوار بحلول وطنية جامعة تنقذ لبنان وتدفع به نحو مستقبل جديد عزيز ومشرق»، مشدداً على «ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها والعمل على سيرها بالشكل الذي يتلاءم والمصلحة الوطنية».

وهاجم نديم بشير الجميل (نجل الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل) زيارة عون لسورية، وقال: «من يريد أن يذهب إلى سورية فليذهب إذا كانت زيارته تخدم مصالح لبنان، ولكننا لم نر أن الزيارات تخدم مصلحة لبنان واللبنانيين بشيء. وإذا كانت حقوق المسيحيين في الأشرفية وغيرها من المناطق لن تصل إليهم إلا عبر المرور بالنظام السوري، فلا نريد هذه الحقوق، وخصوصا إذا كانت منة من أحد». وأضاف «نحن قاومنا حتى لا نكون تابعين، وانتصرنا، وما زلنا مستعدين للحفاظ على كرامتنا وحريتنا وكرامة كل اللبنانيين. فوحدتنا وحدها كفيلة باستعادة هذه الحقوق».